بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين وبعد:
مرّ بي مقال في منتديات كلّ المنحرفين , هو من أشنع ما رأيت و من أظهر صور البغض المشين و تشرّب الهوى المهين
مقال عنون له صاحبه بقوله : [هل سيفنى وينتهي منهج الشيخ ربيع –الدخيل-!!؟ بعد وفاته بعد عمر طويل!!]
مقالٌ عنوان فاجر أثيم , يدلّك على بغض لأهل الحقّ و السنّة , و انحراف خطير في المنهج عند دعاة التميّع مع الكلّ إلا السّلفيين
و الحقيقة أنني دخلت لأقرأه فوجدته قال في مطلع كليماته تلك :
[دائمًا هذا السؤال يجول في خاطري!
فتارةً أفرح!
وتارةً أخرى أحزن! ].اهـ
لما قرأت هذه العبارة لم أعبأ لفرحه , لأنّني ظننته يفرحُ و هو يذكر قول النبيّ صلى الله عليه :
[يحمل هذا العلم من كلّ خلفٍ عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين ]
و جزمت أنّ الرجل في حزنه إنّما يجزن لموت عالم من علماء السنّة طالما رفع قلمه و خطّه به كتبًا شهد لها العلماء الفطاحلة و الشيوخ المبرّزون بالعلم و التّحقيق و إصابة الحقّ و نصرة الدين و الملّة
كنتُ أحسبُ حزنه سيكون لأجل هذا الأمر , ولو اختلفوا مع العلامة ربيعٍ , إذ أنّهم كما يدّعون لا يبدّعون , بل هم ينكرون و يخطئون ,هكذا فيما يُظهرون
كنتُ أحسبُ حزنه سيكون لموت الشيخ ربيع , لأنّه يتذكّرُ قول الله تعالى :
( أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها )
ويتذكّر قول ابن عباس رضي الله عنه في أنّ هذا النقص هو موت العلماء .
كنتُ أحسبُ حزنه سيكون لموت الشيخ ربيع , لأنّه يتذكّرُ , قول النبيّ صلى الله عليه :
( إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب الرجال ولكن بموت العلماء )
كنتُ أحسبُ حزنه سيكون لموت الشيخ ربيع , لأنّه استحضر حينها قول أيوب السّختياني رحمه الله تعالى :
[ إنه ليبلغني موت الرجل من إخواني فكأنما سقط عضو من أعضائي]
كنتُ أحسبُ حزنه سيكون لموتِ الشيخ ربيع , لأنّه يتذكّرُ ما يروى عن عليّ رضي الله عنه من قوله :
[إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء]
كنتُ أظنّه يعرف قول القائل :
[موتُ العالِمِ موتُ العالَمِ]
أو كنتُ أظنّه يستذكر قول الشاعر :
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها *** متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلف.
و يا للأسف , فقد ذهب كلّ ما ظننته من حسن ظنٍ بأولئك الهمج المبغضين مهبَ الرّيح , وذلك حين قال هذا المجرم :
[أما الفرح:- فأعزي نفسي بانتهاء هذه الفتنة بأنّ الشيخ ربيعا–سدده الله- سيموت وتموت هذه الفتنة معه!
أما الحَزَنْ :- فأحزن أن يبقَ هذا المنهج -الدخيل – وتتبناه الببغاوات المقلدة أتباعه؛ الذين ديدنهم حب الفرقة والشقاق بين أهل السنة!!]اهـ
نعم أخي , لا تعجب , إنّه ليفرح بموتِ الشيخ ربيعٍ , و يحزن و تسودّ الدنيا في وجهه إذا تفكّر فيمن سيسير على نهج السّلف الذي كان عليه العلامة ربيع و إخوانه علماء الدعوة السّلفية
إني أقولها صريحة : لم أقرأ في حياتي كلامًا يدلّ على بغض للعلامة ربيع , لا من القطبيين و لا من الرافضة و لا الخوارج , مثل هذا الكلام , فالله المستعان
و شرعتُ على مضض في قراءة تعليقات سفهاء المنتدى , فمنهم من يقرّر أنّ احتمال موت العلامة ربيع - حفظه الله و أطال في عمره - قد ورد على عقله و فكّر به , و غالبهم كذلك , كأنّي بهم لما أفلسوا من الحجّة و العلم ,لم يبق لهم إلاّ تمني موت العلامة ربيع.
و آخر ناقص العقل و الدين , يقول متأليًّا على الله تعالى :
[إن بقي هذا الفكر الدخيل
فسيكون في ميزان سيئات الدكتور ربيع-هداه الله للحق-
لذا عليه أن يتبرأ منه قبل أن يندم ولات حين مندم ].اهـ
نعم ,هكذا قالها ذلكم الناقص الفاجر في الخصومة { أطّلع الغيبَ أم اتّخذ عند الرحمن عهدًا} !!
لا ندري من أوحى له بأنّ العلامة ربيعًا يسحمل أوزار من تبعه على الحقّ و السنّة , لعلّ شيطانًا جنيًّا بعد شيطانه الإنسي هو من أزّه .
و لا أملك و الحال هذه إلاّ أن أقول :
بل سيبقى هذا المنهج ما بقي أهل السنّة , فاحزن يا من تتمنى موت العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى .
و أختم داعيا فأمّنوا معي :
اللّهم إن قومنا هؤلاء أفسدوا الدّين و ميعوا أصول أهل السّنة السّلفيين , و أدخلوا في السّنة المبتدعة و المجرمين , اللّهم احشرهم مع من يتولنهم , و اجعلهم مع المبتدعة المارقين .
آمين آمين آمين .
يوم الخميس 5 شوال 1433 هجري.