نعم!
انتهينا من الجواب على هذه النقطة وهذا النوع من الناس.
٢- مع طلبة العلم: ويُجيبُهم بالأدلة، وبسط الأقوال، وبيان وجوه الاستدلال... لأنّ السائل لا يطلب الحكم الشّرعيَّ فقط؛ وإنّما يُناقش الشيخ في ثبوت الأدلّة والآثار -رواية-، ويتباحثُ وإيّاه في فقه ما ثبت -دراية-، وكذا النظر في راجح بعض الأقوال على أُخرى، وعرض ما وصل إليه أو ما فهمه لِيُصحِّحَ أو يُصوّبَ له الشيخ، أو لِيُقِرَّهُ على ما عنده أو ما هو عليه...
وما علمتُ أحدا من طلبة العلم المُنصفين قال عن الشيخ ما قاله عنه الصنف الأول (بعض عوام أهل السنة)، وقد سبق بيان جهل من فاهَ بِما فاه، وفي حاشيته كفاية له ولِمَن شابههُ أو تعدَّاه.
***
والمعلوم عند كلّ مَن كانت لهُ مُسكةٌ مِن علم أنّنا في زمنٍ كثُر فيه الكذب والتّلبيس، والدّس والتّدليس، والنّسخ والسّلخ... وهلُمّ سَحباً! معظمُ هذه القبائح تعتري شبابنا اليوم -إلاّ مَن رحم ربيّ- خاصّة في باب التّعامُل مع المشايخ والكلام فيهم وعنهم؛ لنُصرة ما يُرى -بل ما يُعتقد- أنّه حقّ، حتّى ترى بعضهم يُصدِرُ الأحكام -الجاهزة؛ الجائرة!- دون أدنى ورع؛ يحسبُ نفسَهُ ابنَ مَعين العصر!!
والحق والواجب أنّ: «الشَّابّ المُبتدئ لا يُبدّع استقلالا، ولا يجرّح ولا يزكي استقلالا؛ وإنّما يعرض على المتأهل ما عنده من ملاحظات على الشخص: أقوال أو أفعال (مُثَبّتة)، مكتوبة أو مسموعة (موثّقة)؛ وبعد ذلك المتأهل هو الذي يحكم.
... ما أكثر (الكذب) في الشَّباب الذين هم حديثو استقامة، بسبب: (التأويلات، والزيادات في الكلام، والنقص)! (الكذب) أحيانا يكون غير متعمّد ولكن يكثر بين الشباب هذا الشيء -للأسف الشديد!- خاصة في عصرنا؛ لذلك -بارك الله فيكم- أمر الصدق بين الشباب، أمر الجرح والتّعديل، أمر التزكية، أمر التبديع؛ لابدّ أن يُتحرّى فيه، والمبتدؤون ليس لهم حق في ذلك»(١٤). «... يعني بعض الشباب مثل الحشرات؛ لا يعيشون إلاّ على العفن، بعض الناس فقط همّهم العفن، ويزيّنون لأنفسهم أن هذا من أعظم الجهاد ونصرة السلفية! وهو في الحقيقة إنما ينصرون الشيطان، وعلامة هؤلاء:
* ضعف علمهم -قلّة العلم!-. * إتّباعهم لأهوائهم؛ بحيث أنهم إذا جيء لهم بالدليل أعرضوا عنه! * ميلهم الكامل إلى التقليد. * إسرافهم في النّقد. * وتحميلهم لكلام السلفيين المُخالفين لِمَن هم يُعظّمون ويُقلّدون ما لا يحتمل! * تلقّف الشائعات وعدم التثبّت من الأخبار... ويأتي بـ: (الأخبار) من (هنا!) و(هناك!) ويتخصّص!!»(١٥).
هذا النوع أطلق في حقّ شيخنا أبي عبد الرحمن كلمة بعد تصديقهم تلك العبارة المنكورة السابقة، وتقليدهم الأصم فيما قالوه!
قالوا عنهُ: «مُتعالِمٌ»!
ويا قُبحَ ما اختاروه للشيخ لِيُدينُوه به -بزعمهم-؛ لَيتهم بحثوا لهم عن شيء آخر بدل هذا الهُراء... ليتهم!
وعلى مذهبهم -المهدوم طبعاً- وما ذهبوا إليه هم مُحِقُّون بالفعل: إذ كل مَن «يُفتي بِغَير عِلم! ويتكلّم بِدُون دَليل!» هو «مُتعالِمٌ!» بلا شك. على كل حال، ما زالوا يُرَدِّدون التّهمة المُصبّرة حتّى تناها صداها عندَ شيخٍ -ممّن لم يَعرف الشيخَ أبا عبد الرحمن- لِيُصدرها ويُتبعها بقوله عنه: لا ننصح به.
... فليت شعري مَن المُكلَّف؟!
وما الدّليل على تعالُمِه؟!
أقول: إمّا أن يكون سبب أو لازِم هذا التعالم المرمِيُّ في وِجهةِ الشَّيخ قد وُجِدَ في كُتُبِه، أو في كلامه عند إجاباته على أسئلة السائلين لا أكثر.
* أولا: كُتب الشيخ:
وهذا لا تُصغي إليه أُذُنُ عاقل؛ حيثُ إنّ ستّتها (٦) لمْ يُقْدِمْ على طبعها إلاّ بعد تقديمها أو تقريظها له من علماء أهل السنّة، وإن كان هذا ليس بلازم، ولكن هل مثل هذا «مُتعالِمٌ»؟!
وأكرّر فأقول: «ولم نسمع -حتّى اللحظة- مَن قال أنّه تكلّم فيها بدون دليل، أو خاض غِمار ما انطوت عليه بغير عِلم» حتّى يُقال أنّه «مُتعالِمٌ».
* ثانيا: كلامه الشّفهي عند سؤاله:
فَلَم يُعلَم منه هذا الخُلُق: «التّعالُم»؛ بل بالعكس تماماً، وكل من تردّدَ عليه لم يجد منه إلاّ التّواضع واحترام العلماء -القُدامى منهم والمعاصرين-، والذّب والدّفاع عنهم، كما أنّه قد يرى بخطأ هذا -كائنا مَن كان- وصواب ذاك، ويرد الخطأ مِمّن صدر(١٦)، ويقول بما يراه راجِحا -وهو أهلٌ لذلك- وإن تصادم هذا مع ما اشتُهِر عند بعض الناس(١٧)؛ إذ الدّليل قائِده ومتبوعه وهو له تابِع يدور أنّى دار ويقف معه إذا وقف... بعيدا عن التقليد السّادر؛ رجّاع للحق ما قام بِدَلِيل فيما نعلمُ عنهُ... لا يتقدّم بين يَدَيْ العلماء الكبار...
- ثمّ هو يُحيل -إذا سُئلَ- على العلماء في الحكم على مَن خَفِيَ عنه حالُهُ أو منهجُهُ؛ مثل الشيخ عثمان الخميس.
- ثمّ هو يُحيل -إذا سُئلَ- على العلماء في الأحداث التي تنزِلُ بالأمّة الإسلاميّة؛ مثل ما هو حاصِلٌ في (سوريا) وما موقف المسلم مِمّا يحدث فيها.
فبالله عليكم؛ أين «التّعالُم» المزعوم؟!
أم أنّها تُهمة عارية من الحقيقة، وما هي إلاّ مُجرّد تشويش؟
أم أنّه الكذب والعدوان بكيل التّهم لأمور نفسيّة...؟
لا عيب لي غير أنّي مِن دياركم ** وزامر الحيِّ لم تطرب مزامره
إذا فهي مُجرّدُ:
شُبهٌ تهافتُ كالزجاج تخالُها ** حقّا وكلٌّ كاسرٌ مكسورٌ!
قلتُ:«أما بهذه الطريقة وهذه التّشنّجات؛ تؤدي إلى بث الفُرقة بين السلفيين، وبث الفرقة بين أهل البلد -هنا-... وبث الفرقة بين [المشايخ] وبين أهل التوحيد... وكذا.
[جَعَلتم] أنفسكم -يعني: ما أود أتكلّم زِيادة!-... واضح؟!
وكأنّكم أوصياء؛ ما أحد يعرف الدين إلاّ أنتم؟!
واللّي ما هو من جهتكم؛ ففيه شيء!!
اضربوا رؤوسكم بِعرض الجدار.
عندكم دليل -حجة وبرهان- من الكتاب والسنة؟!
والله لو يأتينا رجل من إفريقيا -أقصى إفريقيا-، ومن القطب الشمالي، من القطب الجنوبي، ولو يأتينا طفل صغير... وعنده دليل؛ قبّلنا رأسه وأخذنا بدليله وقلنا: جزاك الله خيرا.
أي شخص يظن أن منطقته تُعطيه زيادة في الحجم؛ تحت القَدَم»(١٨).
فَـ: «اتّقوا الله واسكُتُوا، واحترموا أهل السُّنَّة... فإذا كان عندكم أَلْسِنَةٌ؛ فنحنُ عندنا ألسِنَةٌ وأقلام»(١٩) قد يضطرُّ الواحدُ لِبَرْيِها... وبعدها فليَعَضّ الظالم على أصابعه ندما وحسرة -إن شاء-، بغضِّ الطّرف عن مكانته وكينونته، وعندها يُعلمُ العِلم اليقينيّ أنّ سوادَ العين ليس كالتّكحُّل(٢٠)...
لكن من يكشف الرحمن سوءته ** لن يستطيعوا لها سترا ولو ستروا
ولا يظُنَّنَّ ظانٌّ أنّ هذه الأسطُرَ المكتوبة جُعِلت دِفاعاً عن الشيخ وَدَفْعاً لِما يُقال؛ لا... لا -معذرةً- بل لِمَا يُلاكُ ويُجتَرُّ في حقّه(٢١)، وإنّما هي مِن بابَةِ: «ومَن لا يُبالي بِما يُقَابَلُ به مِن ضروب الاستخفافات التي تلحقهُ؛ فهو مِن شِرار النّاس»(٢٢).
فإن قيل: المعنيُّ هو الشيخ أبو عبد الرحمن، ولست أنت.
قلتُ: «... كان بعض السلف [وهُم قدوتُنا، ونحنُ لهم تَبَعٌ] إذا ذهب إلى شيخه يقول: اللهم أخف عني عيبَ شيخي ولا تذهب بركة علمه مني، وسيِّدهُ وقُمْ له إذا قدم عليك،واقضِ حوائجه كلَّها -جليلَهاوحقيرَها-، وخذ بِرِكابه...»(٢٤).
وأَختِمُ...
بقول الله -تبارك وتعالى-: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولوا الألباب «٩»} [الزّمر].
«فاسمع يا هذا:
إنّ حجّة الإسلام قائمة، ميزانه منصوب، وآدابه متمثّلة في سيرة الصّحابة والتّابعين، وإننا لا نعرف في الإسلام بعد قرونه الثلاثة الفاضلة ميزة لقديم على مُحدث ولا لميّت على حيٍّ، وإنّما هو الهُدى أو الضلال، والاتِّباع أو الابتداع، وليست التّركة التي ورَّثَناها الإسلام عبارة عن أسماء تطفوا بالشُّهرة وترسب بالخمول ويقتتل الناس حولها كالأعلام، ويُفتنون بها كالأصنام، وإنّما ورّثَناها الحكمة الأبديّة، والأعمال الناشئة عن الإرادة، والعلم المبنيّ على الدّليل.
وإنّ المسلمين غَلَو في تعظيم بعض الأسماء غُلُوّا منكرا؛ فأدّاهم ذلك الغلوُّ إلى نوعٍ غريب مِن عبادة الأسماء، نعاه القرآن على مَن قبلنا لِيعظنا ويُحذّرنا ما صنعوا.
وقد عزل عمرُ خالدَ بن الوليد، وقال: «خشيتُ أن يفتتن به الناس».
ونحن حين نحكم على الأشياء نحكم عليها بآثاراها، وآثار هذا الغلوِّ في المسلمين كانت الشّرَّ المستطير والتفرُّق الماحق.
ونحن إذ ننكر، إنّما ننكر الفاسد من الأعمال [والأقوال]، والباطل من العقائد، سواء علينا أصدرت من سابق أم مِن لاحق، ومن حيٍّ أم من ميّت؛ لأنّ الحكم على الأعمال [والأقوال] لا على العاملين [والقائلين].
وليس صدور العمل [أو القول] الفاسد مِن سابق بالذي يُحدثُ له حُرمة أو يُصيِّرهُ حُجّة على اللاّحقين، بل الحجة لكتاب الله ولسنة رسوله، فلا حقّ في الإسلام إلاّ ما قام دليله منهما واتّضح سبيله من عمل الصّحابة والتابعين بهما، أو إجماع العلماء بشرطه على ما يستندُ عليهما.
وبهذا الميزان فأعمال الناس إمّا حقٌّ فيُقبل، أو باطلٌ فيُردُّ»(٢٣)...
وصلوات ربّي على نبيّنا مُحمّد -سيد ولد آدم- وآله وأصحابه وإخوانه إلى يوم القيامة.
*****
وكتـبَ
عبدُ الغنيِّ بنُ ميلود الجزائريُّ
-غفر الله له ولوالديه ولجميع إخوانه أهل السنّة-
فـي:
١٥ (ذي الحجّة) ١٤٣٢ هـ
الموافق لـ: ١١ (نوفمبر) ٢٠١١
__________________
(١) قلتُ: رحمَ اللهُ ابنَ سعديّ رحمة واسعة، ورحم ابن القيِّم حين قال في كتابه«طريق الهجرتين وباب السعادتين» (ص ٢٥٨-٢٥٩):«... خلق الأضداد والمُقابلات وترتيب آثارها عليها موجب ربوبيّته وحكمته وعلمه وعزّتهُ، وأنّ تقدير ذلك هضمٌ من جانب الربوبيّة. وأيضا فإن هذه الحوادث نعمةٌ في حقِّ المؤمن، فإنّها إذا وقعت فهو مأمور أن ينكرها بقلبه ويده ولسانه أو بقلبه ولسانه فقط، أو بقلبه فقط، ومأمورٌ أن يُجاهد أربابها بحب الإمكان، فيترتّبُ له على الإنكار والجهاد من مصالح قلبه ونفسه وبدنه ومصالح دنياه، وآخرته ما لم يكن ينال بدونه ذلك».
(٢) فيهم من عرّفه فقال: «الجهل: سُرعةُ الوِثاب، والعيُّ بالجواب».
كما قال ابن القيّم -رحمه الله- في «النونية»:
والجهـلُ داءٌ قاتِلٌ وشِفـاؤُهُ ** أَمْرانِ في التَّرتيبِ متَّفِقان
نـصٌّ من القُرآن أو مِن سُنَّة ** وطبيبُ ذاك العالِمُ الرّباني
(٣) من روائع كلامِ ابن حزم الظاهري -رحمه الله- في كتابه«مداواة النفوس»؛ الذي أعتبرهُ صيدليّة أدويةٍ لصنوف الأدواء التي تصيبُ الأبدان والأنفس؛ فلَيتَ أهل الجهل ينكَبُّوا عليه فَيُحيُوهُ قراءةً وتطبيقا في واقع حياتهم...
(٤) كذلك؛ قاله ابن حزم في «مداواة النفوس» النّفيس.
(٥) قلتُه في (ص ٢٢-٢٣-٢٤) من «نذالة أبي هلالة للجهل والضلالة...».
(٦) «الأدب الصغير» (ص ٤٩-٥٠).
(٧) «الذريعة إلى مكارم الشريعة» للرّاغب الأصفهاني (ص ١٢٧) -نقلته عن واسطة-.
(٨) (٩) قالهُ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في «تصدير نشرة جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين»، وكل ما جاء -أو يجيءُ- بين عارضتين فهو تصرّف مِنّي حسب المقام الذي يتطلّبُ ذلك؛ لِيُفهمَ مُرادي.
(١٠) من مادة صوتية مفرّغة؛ مبثوثة في الشبكة العنكبوتية -أنقلها عن واسطة-.
(١١) قاله الإمام الألباني -رحمه الله-؛ انظر «الفتاوى المهمة لنساءالأمة».
(١٢) قلتُ: هناك مَن يعترض فيقول: ما قاله الألباني -رحمه الله- في حقّ العلماء الأفاضل فقط [!]، وليس فيمن دونهم مرتبة [!!]؛ فأقول: قاله الشيخ أبو عمر أسامة العتيبي -حفظه الله-: «والمُشكلة أنّ بعض النَّاس ينتسِبُ للسّلفية لكن عنده هوى.
يكون جاهلا ويريد أن يصف جميع طلبة العلم بأنّهم ليسوا شيوخا! وهذا مِن الطَّيش، ومِن بقايا ورواسب بدعيّة عند بعض الشَّباب.
يعني: هم يخافون مِن ترئيس أو تعظيم بعض طُلاّب العلم؛ فيخافون مِن انقلابهم... هكذا يزعم بعضهم؛ فيظلمونهم ويَصِفونهم بغير أوصافهم، وهذا مِن الجهل والضّلال الموجود عند بعض الشَّباب المُنتسبين إلى السنّة -للأسف!-؛ فهو في غيرهم أكثر.
لكن أقول: هذا مرضٌ موجود مِن بعض الشَّباب!
ومنهج أهل السُّنَّة برئ مِن هذا المرض؛ فأهل العلم تُحفظ لهم كرامتهم سواء كانوا طُلاّب علم، سواء كانوا عُلماء، سواء كانوا أكابر العلماء...
كلُّهم بلا استثناء يحترمون طُلاَّب العلم ويعرفون قدرهم... ثمّ يأتي بعض الشَّباب ويُريد أن يطعن في طُلاَّب العلم، وأن يختزِل حقّهم، وأن يزعم أنّهم ليسوا مِن كبار العلماء؛ فإذاً هم مثلهم مثل بقيّة الشَّباب!! هذا من السَّفه والطَّيش، ومِن مسلك أهل البِدَع، ومِن مسلك الخوارج -أهل الجفاء-؛ أمّا أهل السنّة فيحفظون منزلة العلماء، ويحفظون منزلة طلبة العلم.
... أنا رأيت مِن شيخنا -الشيخ ربيع- الحث على الاستفادة مِن طُلاّب العلم، واحترام طُلاّب العلم، وتشجيع طُلاّب العلم، بخلاف بعض الشَّباب الجُفاة الذين تشبّهوا بمنهج الخوارج والحدّاديّة...». [فرّغتُهُ مِن جوابه على سؤال أحد اللّيبيّين].
(١٣) قاله الإمام الألباني في «سلسلة الهدى والنور» (شريط ٣٣١).
(١٤) قال هذا الشيخ العتيبي؛ فرّغتُه من مادة صوتية له: «نصيحة للشباب بخصوص من يجرّح ويُزكّي».
(١٥) قال هذا الشيخ العتيبي -كذلك-؛ فرّغتُه من «نصيحته للشباب الذين ينشرون الفتن في المنتديات».
(١٦) قال الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-: «... إذا أخطأ شيخُك وانتقدهُ شيخٌ آخر (والحق مع هذا الشيخ الآخر)؛ كُن مع هذا الآخر وانصح شيخك؛ لا تتعصّب -لا يجوز لك أن تتعصّب له- إن تعصّبتَ له يُشبّه شيخ الإسلام هذا (...) بالتّتار، تعصُّبات جاهلية هذه!! الإسلام والمنهج السّلفي بريء منها.
ونحن على هذا نُربّي ونبرأ إلى الله من تربية تُخالف هذه التربية التي ارتضاها الله لنا وشرعها لنا. لو أخطأ ابن باز وابن تيميّة ونقده أحد بحق فلا تغضب، انتقده بعلم وبحجّة ويُريد وجه الله -عزّ وجل-؛ لا تقول هذا -والله- يتكلّم عن ابن باز وابن تيميّة إذا كان بحق وبأدب واحترام! لأنّ الهدف ربط الناس بمنهج الله، ولا نربطهم بأخطاء البشر -كائنا من كان- حتّى لو أخطأ صحابي ما نقبل خطأه...
والشافعي ردّ على شيخه مالك، مع أنّه ما كان أحد يحترم مالكا مثل الشافعي، ويقول: إذا ذُكِر العلماء فمالك هو النجم الثاقب، ومع ذلك ينتقده.
والليث ينتقد مالك ويُرسل له وهو يُحبُّه ويُجِلُّه -بارك الله فيكم-، وهكذا كانوا يتبادلون النصائح» [فرّغتُهُ من «شرح كتاب الإيمان -من صحيح البخاري-»؛ شهر رجب من سنة ١٤٢٦هـ - بالرياض].
(١٧) قال الشيخ ربيع بن هادي في «المنتقى من فتاويه» (٢/١٠-١١):
«هناك أمور خفيّة لا يتكلّم فيها إلاّ أهل العلم بالأدلّة، فالعالم نفسه لا يتكلّم إلاّ بالحق وبالبرهان وبالعدل، ولا يقول على الله بغير علم، وطالب العلم كذلك؛ أمور لا يعرفها لا يتكلم فيها، أما أمور يعرفها وهي واضحة جليّة وفيها مصلحة للمسلمين فيتكلّم فيها بالحجة والبرهان حسب طاقته ومعرفته.
... يتكلم طالب العلم والعالم بالحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالسّفه والطيش، بعضهم يتسفّه ويطيش ويضر أكثر مما ينفع فهذا السفه والطيش يُترك».
(١٨) قاله الشيخ عايد بن خليف الشمري -حفظه الله-؛ فرّغته من «شرح كتاب الشريعة للإمام الآجري».
(١٩) فرّغتُها مِن مادة صوتية للشيخ العلاّمة ربيع بن هادي -حفظه الله-.
(٢٠) قال الشاعرُ الحكيم:
لعلك لو ناديت حيا لأسمعته ** ولكن لا حياة لمن تنادي!
(٢١) قلتُ: لو كان المذكورُ مبنِيّا على بيّنة وعِلم، لكانت المُناقشة بالأدِلّة على منهج علميِّ معروف عند طلبة العلم من أهل السنّة. لكن تُرانا أمام ألسنة تلوكُ بُهتانا تمجُّه الأسماع بسماعه، وأيدٍ تكيلهُ بميزان خاسر في سراديب وغياهب الكواليس! بدأت تظهرُ شِرَّتُهُ في الآفاق بِنُذُرِ شرٍّ، إن لم يتدارك المخلصون الوضعَ فقد تأتي فتنة -عمّا قريب- تعصفُ بالدَّعوة ودُعاتِها؛ لأنّ دعوة أهل السنّة والجماعة -بكل صراحة- تنامُ على كثبان رملٍ أو على فوهة بُركانٍ... أسأل الله أن لا يكون مِن ذلك شيئاً.
(٢٢) «جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب» (برقم ٢٣).
(٢٣) قاله السخاوي في «فتح المغيث»؛ انظره كاملا (٣/٢٩٨-٢٩٩).
(٢٤) قالهُ الشيخ الإبراهيمي في «تصدير نشرة الجمعيّة...».
*****