هذا تعليق لشيخنا العلامة أبي محمد ربيع بن هادي على كلام للعلامة حافظ الحكمي في الإيمان

[أبو عبيدة إشتيوي المكي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

هذا تعليق لشيخنا العلامة أبي محمد ربيع بن هادي _ حفظه الله تعالى _ يوم الجمة 24 من شهر صفر 1435هـ .على كلام للعلامة حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله _ من كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول في مسألة الإيمان .

قال الشيخ حافظ رحمه الله:(2/742ط: الحلاق).[ وَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ لَكَ أَنَّ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْإِيمَانِ: هُوَ التَّصْدِيقُ عَلَى ظَاهِرِ اللُّغَةِ, أَنَّهُمْ إِنَّمَا عَنَوُا التَّصْدِيقَ الْإِذْعَانِيَّ الْمُسْتَلْزِمَ لِلِانْقِيَادِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا بِلَا شَكٍّ, لَمْ يَعْنُوا مُجَرَّدَ التَّصْدِيقِ فَإِنَّ إِبْلِيسَ لَمْ يُكَذِّبْ فِي أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ بِالسُّجُودِ وَإِنَّمَا أَبَى عَنْ الِانْقِيَادِ كُفْرًا وَاسْتِكْبَارًا, وَالْيَهُودُ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ صِدْقَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ, وَفِرْعَوْنُ كَانَ يَعْتَقِدُ صِدْقَ مُوسَى وَلَمْ يَنْقَدْ, بَلْ جَحَدَ بِآيَاتِ اللَّهِ ظُلْمًا وَعُلُوًّا, فَأَيْنَ هَذَا مِنْ تَصْدِيقِ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزُّمَرِ: 33] الْآيَاتِ؟! وَأَيْنَ تَصْدِيقُ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} ، {قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْلِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ} [الْبَقَرَةِ: 76] مِنْ تَصْدِيقِ مَنْ قَالُوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الْبَقَرَةِ: 285] ؟! وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ].

قال شيخنا حفظه الله:

الألباني يدعو إلى الحق وإلى السنة ويؤمن بأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ويربي على ذلك رحمه الله تعالى لكن في مناقشة من المناقشات قال الإيمان التصديق يريد هذا المعنى المستلزم للعمل والإنقياد بارك الله فيكم فطار بها أعداء السنة فرحا فصاروا يحاربونه ويرمونه بالإرجاء المرجئه يقولون الإيمان تصديق ولايريدون الأعمال لأنهم ينكرون الأعمال ليس من الإيمان الألباني لايقول الأعمال ليس من الإيمان يقول الأعمال من الإيمان ويحارب عليه وله مؤلفات في البدع التي تنافي أعمال الجوارح وأعمال القلوب مامن كتاب يؤلفه إلا ويحذر من البدع التي هي أعمال جوارح وأعمال قلوب بارك الله فيكم ثم طاروا بها فرحا وصاروا يرمونه بالإرجاء حتى وصل بعضهم وطغيانهم إلى أن يجعلوه من غلاة الجهمية قبحهم الله ماأفجرهم وهنا يقول الشيخ رحمه الله تعالى: [وَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ لَكَ أَنَّ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْإِيمَانِ: هُوَ التَّصْدِيقُ عَلَى ظَاهِرِ اللُّغَةِ,]لأنه في اللغة جاء الإيمان التصديق في اللغة لكن الشرع يعني أضاف إلى هذا أعمال القلوب وأعمال الجوارح كما تعرفون وأما الذين قالوا الايمان التصديق [أَنَّهُمْ إِنَّمَا عَنَوُا التَّصْدِيقَ الْإِذْعَانِيَّ]مو التصديق المطلق الذي يحصل لإبليس وأمثاله الإذعان والانقياد التصديق الذي يستلزم الإإذعان والإنقياد والاتباع والعمل بجوارحه وبقلبه [إِنَّمَا عَنَوُا التَّصْدِيقَ الْإِذْعَانِيَّ الْمُسْتَلْزِمَ لِلِانْقِيَادِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا]مو تصديق فقد لغوي تصديق شرعي الذي هو يتناول كل أنواع الإيمان والإسلام أعمال الجوارح وأعمال القلوب أفهم هذا بارك الله فيكم فإذا وجد إنسان كلاما لبعض علماء السنة المعتبرين قال الإيمان هو التصديق فإنما يريد هذا المعنى لا يريد مايريده المرجئه الذين ينفون العمل عن الإيمان يقولون العمل ليس من الإيمان الإيمان التصديق وبس والعمل ليس من الإيمان فإذا كان من أهل السنة المعروفين وقال مرة الإيمان هو التصديق فيريد هذا الإيمان الإيمان المستلزم للعمل والإنقياد والإذعان نعم [قال الشيخ حافظ:لَمْ يَعْنُوا مُجَرَّدَ التَّصْدِيقِ فَإِنَّ إِبْلِيسَ لَمْ يُكَذِّبْ فِي أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ بِالسُّجُودِ وَإِنَّمَا أَبَى عَنْ الِانْقِيَادِ كُفْرًا وَاسْتِكْبَارًا]نعم هذا هو التصديق اللغوي يصدق على إبليس لعنة الله عليه لكن تصديق شرعي مايصدق عليه وهوالذي يستلزم العمل والإذعان والإنقياد لايوجد عند إبليس فهو كفر مع تصديقه بارك الله فيك يؤمن بالله ويؤمن باليوم الآخرقال أنظرني إلى يوم يبعثون ويؤمن بالبعث ويؤمن بالله تبارك وتعالى ويدعوه ويطلب منه لكن مافي إنقياذ استكبار وعناد أمره بالسجود فأبى فأخرجه الله من الجنة وغضب عليه ولعنه إلى يوم القيامة بارك الله فيك ثم طلب منه من الله أن ينظره إلى يوم القيامة إلى يوم يبعثون فانظره إلى يوم وقت معلوم فعات في الأرض فسادا قال {لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} قبحه الله سلطه الله على الكافرين من أمثاله نعم [قال الشيخ حافظ: وَالْيَهُودُ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ صِدْقَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ]نعم يصدقون بقلوبهم لكن مافي عمل ولاانقياد نعم[قال الشيخ حافظ: وَفِرْعَوْنُ كَانَ يَعْتَقِدُ صِدْقَ مُوسَى وَلَمْ يَنْقَدْ, بَلْ جَحَدَ بِآيَاتِ اللَّهِ ظُلْمًا وَعُلُوًّا, فَأَيْنَ هَذَا مِنْ تَصْدِيقِ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزُّمَرِ: 33] الْآيَاتِ] وصفه بالصدق لكن الصدق المستلزم للعمل بارك الله فيك لأعمال القلب والجوارح والانقياد والخضوع وكل مايستلزمه التصديق الإذعاني نعم[قال الشيخ حافظ: وَأَيْنَ تَصْدِيقُ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}] كلمات غير مفهومة][قال الشيخ حافظ:{قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْلِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ} [الْبَقَرَةِ: 76]. صدقوا بالحق لكن أبوا وامتنعوا عن الاتباع والانقياد بارك الله فيك والإذعان استكبارا وعنادا نعم [قال الشيخ حافظ: مِنْ تَصْدِيقِ مَنْ قَالُوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الْبَقَرَةِ: 285] ؟! وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.].هو الآن يركز على التصديق الإذعاني المستلزم للعمل والإعتقاد فإذا اطلق التصديق على قوم من المؤمنين فيراد هذا التصديق الإذعاني لامجرد التصديق اللغوي نعم.

سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لاإله إلاأنت نستغفرك وأتوب إليك
اللهم وفقنا وفقهنا في ديننا وأجعلنا من العاملين إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه: أبوعبيدة إشتيوي المكي صباح السبت10 من شهر ربيع الأول1435هـــ