منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2014, 11:07 PM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي العلامة الفوزان: الذين دخلوا في الإسلام ولم يتمكنوا من العمل ما يحتاجون شفاعة

العلامة الفوزان -حفظه الله-: (الذين دخلوا في الإسلام ولم يتمكنوا من العمل ما يحتاجون شفاعة)

السؤال: ما ردكم على الذين يقولون بأنه لا يوجد دليل واضح على أن أحاديث الشفاعة تطبق على الذين لم يتمكنوا من العمل، وأن القول بذلك يأتي من باب التأويل؟
جواب العلامة الفوزان -حفظه الله-: الذين دخلوا في الإسلام ولم يتمكنوا من العمل، ماتوا على طول، ما يحتاجون شفاعة هذول، ما يحتاجون شفاعة؛ لأنهم لا يعذبون على ترك العمل؛ لأنهم لم يتمكنوا منه، ما يحتاجون إلى شفاعة، إنما الشفاعة؛ فيمن ترك شيء من الأعمال، التي دون الكفر، ودون الشرك، واستحق بها العقوبة، هذا تنفعه الشفاعة بإذن الله الشفاعة؛ لأنه مسلم عنده معصية، ومستحق للعذاب، تنفعه شفاعة الشافعين، إذا أذن الله بذلك، نعم، أما إذا ما تمكن من العمل، نطق بالشهادتين مؤمناً وصادقاً، ولم يتمكن من العمل حتى مات؛ فهذا ما يحتاج إلى شفاعة.


http://saif.af.org.sa/sites/default/files/12_5_0.mp3
المصدر
http://saif.af.org.sa/ar/node/1690
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-10-2014, 04:09 PM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

وأما الشفاعة المقصودة فالذي فهمه الشيخ -حفظه الله- أن السائل يسئل عن الإخراج من النار بالشفاعة كما في قوله صلى الله عليه وسلم:" إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي".

وكلام العلامة الفوزان -حفظه الله- فيه رد على من قال: (لم يعملوا خيراً قط) بمعنى: أنهم ممن أسلموا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل.
لأن هذا منقوض بأن هؤلاء يكونون من أهل الجنة ولا يدخلون النار؛ لأنهم ماتوا على توحيد الله، والإسلام يجب ما قبله.


وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه (1/ 112 رقم192) عن ابن شماسة المهري، قال: حضرنا عمرو بن العاص، وهو في سياقة الموت، يبكي طويلا، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه، فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟» قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟» وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة، ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.

وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري (7/ 196):((وأن الكافر إذا شهد شهادة الحق نجا من العذاب لأن الإسلام يجب ما قبله)).
وقد سئل العلامة الفوزان -حفظه الله-: الحديث الذي رواه الشيخان في أن الله يخرج منها قوما "لم يعملوا خيرا قط "هل يقال أن خير نكرة في سياق النفي فتعم كل خير فيؤخذ منه عدم تكفير تارك الصلاة كفرا أكبر؟
الشيخ: "لم يعملوا خيرا قط" وهم من أهل الإيمان لأنهم ماتوا ، نطقوا بالشهادة مثلا وماتوا ، خُتم لهم بالتوحيد والإيمان وماتوا ، كان كل حياتهم على الكفر والمعاصي، فلما أراد الله لهم الخير دخلوا في الإسلام ثم فاجئتهم المنية وماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، ماتوا على التوحيد، لأن الله ختم لهم بالإيمان، في الحديث: "إن الرجل ليعمل عمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" فإذا منَّ الله على العبد ودخل في الإسلام ثم فاجئته المنية، إفرض أنه نطق بالشهادتين وهو سليم معافى ثم أصابته سكتة ومات على طول ، هذا ما عمل إلا أنه نطق بالشهادتين مؤمنا بهما عارفا لمعناهما قاصدا للعمل بمقتضاهما لكن لم يتمكن، مات على الإيمان، هذا الذي لم يعمل خيرا قط في حياته إلا أنه ختم له بالإيمان، أما تارك الصلاة فهذا يعتبر من المرتدين وليس من أهل الإيمان ، إذا مات على ذلك فهو مرتد ولا يكون من أهل الإيمان ولم يختم له بخير ، نعم.
السائل: من لم يتمكن من العمل يدخل النار إذا لم يعمل؟
الشيخ: الإسلام يجب ما قبله ، لا يدخل النار لأن الله غفر له بالتوبة والنطق بالشهادتين والإسلام يجب ما قبله، إنما لو عمل سيئات بعدما دخل في الإسلام: كبائر ؛ هذا معرض لدخول النار، نعم. أما ما قبل الإسلام فهذا معفو عنه ، {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} فما قبل الإسلام هذا يعفو الله عنه ويجبه الإسلام ، أما ما بعد الإسلام من الكبائر فهذا محل التفصيل، نعم)).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-10-2014, 04:11 PM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

والشيخ الفوزان -حفظه الله- قد فصل في الجواب فقال: ((الذين دخلوا في الإسلام ولم يتمكنوا من العمل، ماتوا على طول، ما يحتاجون شفاعة هذول)).
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (6/ 206): (({إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}. قال الحسن البصري: انظروا إلى هذا الكرم والجود، فتنوا أولياءه وعذبوهم بالنار، ثم هو يدعوهم إلى التوبة)).

وكذلك يدخل في ذلك إذا تاب المسلم العاصي توبة صحيحة قبل أن يموت فأصبح كمن لا ذنب له.
وقد قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في السلسلة الضعيفة (14/ 63): ((..."التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، فهو حسن لشواهده، كما قال الحافظ ابن حجر وغيره، وقد ذكرت شواهده...)).

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 170): ((أن الأعمال بالخواتيم; لقوله: " لو مت وهي عليك "؛ فعرف أنه لو أقلع عنها قبل الموت لم تضره؛ لأن الإنسان إذا تاب قبل أن يموت صار كمن لا ذنب له)).

وقال العلامة الفوزان -حفظه الله- في إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (2/ 74): ((والتوبة تَجُبُّ ما قبلها مهما كان الذنب الشرك والكفر وقتل النفس والزنا وشرب الخمر وأكل الربا؛ فالتوبة لا يبقى معها ذنب إذا كانت توبة صحيحة، والتائب من الذنوب كمن لا ذنب له: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} ، فالكفّار إذا كانوا يُغفر لهم ما قد سلف فكيف بُعصاة المؤمنين إذا تابوا؟، هم أولى بالمغفرة؛ فعَفْوُ الله أعظم من ذنوبهم)).

وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية معلقاً (ص/ 444، بترقيم الشاملة آليا): ((في قوله (لَا يَخْلُدُونَ، إِذَا مَاتُوا وَهُمْ مُوَحِّدُونَ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا تَائِبِينَ) هذه الجملة معروفة أصلاً لأنَّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فهي من باب التأكيد ليست إشارة لخلاف ولا إشارة لشرط ونحو ذلك)).

وقال العلامة ابن الملقن -رحمه الله- في التوضيح لشرح الجامع الصحيح (29/ 200): ((إن الرجل ليفني عمره، وما أفنى منه في المعاصي والآثام، ثم يندم على ذلك ويقلع عنه فيحطها الله عنه، ويقوم وهو حبيب الله. قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ})).

وقال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني -رحمه الله- التنوير شرح الجامع الصغير (4/ 263): (((ونبي التوبة) أي المبعوث بقبول توبة من تابعني والذي تكثر التوبة من أمته أو الذي التائب من أمته أكثر قبولاً لأنه يكون كمن لا ذنب له ولا يؤاخذ به في الدنيا ولا في الآخرة وغيره يؤاخذ به في الدنيا)).

وقال أيضاً (5/ 110): ((" أي أنه يوفقه للإقلاع عنه والتلافي لما فرط منه، وقيل إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم يضره الذنوب الماضية وإن كثرت كما لا يضره الكفر الماضي إذا أسلم)).

وقال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في فتح الباري (1/ 82-83): ((والقسم الثاني: أن لا يعاقب في الدنيا بذنبه، بل ستر عليه ذنبه ويعافى من عقوبته. فهذا أمره إلى الله في الآخرة إن شاء عفا عنه، وهذا موافق لقول الله عز وجل: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}. وفي ذلك رد على الخوارج والمعتزلة في قوله: إن الله يخلده في النار إذا لم يتب. وهذا المستور في الدنيا له حالتان:
إحداهما: أن يموت غير تائب، فهذا في مشيئة الله - كما ذكرنا.
والثانية: أن يتوب من ذنبه.
فقال طائفة: إنه تحت المشيئة - أيضا -، واستدلوا بالآية المذكورة وحديث عبادة. والأكثرون على أن التائب من الذنب مغفور له وأنه كمن لا ذنب له كما قال تعالى {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} وقال: {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}. فيكون التائب - حينئذ - ممن شاء الله أن يغفر له. واستدل بعضهم - وهو ابن حزم- بحديث عبادة هذا: على أن من أذنب ذنبا فإن الأفضل له أن يأتي الإمام فيعترف عنده ليقيم عليه الحد حتى يكفر عنه ولا يبقى تحت المشيئة في الخطر، وهذا مبني على قوله: إن التائب في المشيئة. والصحيح: أن التائب توبة نصوحا مغفور له جزما، لكن المؤمن يتهم توبتة ولا يجزم بصحتها ولا بقبولها، فلا يزال خائفا من ذنبه وجلا)).

وقال العلامة أبو العباس القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (17/ 10): ((وفيه ما يدلّ على أن التوبة من الذنب مكفرة له. وهو الذي صرحت به آي الكتاب ، والسُّنَّة ، كقوله تعالى : { وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات } ، وكقوله : { إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئأتهم حسنات } ، وغير ذلك من الآي . ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) ، وغير ذلك. وهذا مقطوعٌ به في التوبة من الكفر ، وهل هو مقطوعٌ به ، أو مظنون في التوبة من غير الكفر ؛ اختلف فيه أهل السُّنَّة . والذي أقوله : إن من استقرأ الشريعة قرآنًا وسُنَّة ، وتتتع ما فيهما من هذا المعنى علم على القطع واليقين : أن الله يقبل توبةَ الصَّادقين)).

وقال ابن القيم -رحمه الله- في التبيان في أقسام القرآن (ص/271-272): ((ثم أعلموا بأن الرب تعالى لم يظلمهم بذلك وإنما هو نفس أعمالهم صارت عذاباً فلم يجدوا من اقترانهم به بداً بل صارت عذاباً لازماً لهم كما كانت إرادتهم وعقائدهم الباطلة وأعمالهم القبيحة لازمة لهم ولزوم العذاب لأهله في النار بحسب لزوم تلك الإرادة الفاسدة والعقائد الباطلة وما يترتب عليها من الأعمال لهم في الدنيا فإذا زال ذلك اللزوم في وقت ما بضده وبالتوبة النصوح زوالاً كلياً لم يعذبوا عليه في الآخرة لأن أثره قد زال من قلوبهم وألسنتهم وجوارحهم ولم يبق له أثر يترتب عليه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له والمادة الفاسدة إذا زالت من البدن بالكلية لم يبق هناك ألم ينشأ عنها)).

وقال -رحمه الله- في إعلام الموقعين(3/ 115): ((أن الله تعالى أوجب الحدود على مرتكبي الجرائم التي تتقاضاها الطباع وليس عليها وازع طبعي، والحدود عقوبات لأرباب الجرائم في الدنيا كما جعلت عقوبتهم في الآخرة بالنار إذا لم يتوبوا، ثم إنه تعالى جعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ فمن لقيه تائبا توبة نصوحا لم يعذبه مما تاب منه، وهكذا في أحكام الدنيا إذا تاب توبة نصوحا قبل رفعه إلى الإمام سقط عنه الحد في أصح قولي العلماء، فإذا رفع إلى الإمام لم تسقط توبته عنه الحد لئلا يتخذ ذلك ذريعة إلى تعطيل حدود الله)).

وقال في الداء والدواء (ص/165): ((وقد استقرت حكمة الله تعالى به عدلا وفضلا أن: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» ، وقد ضمن الله سبحانه لمن تاب من الشرك وقتل النفس والزنى، أنه يبدل سيئاته حسنات، وهذا حكم عام لكل تائب من ذنب.
وقد قال تعالى: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.
فلا يخرج من هذا العموم ذنب واحد، ولكن هذا في حق التائبين خاصة.
وأما المفعول به إن كان في كبره شرا مما كان في صغره؛ لم يوفق لتوبة نصوح، ولا لعمل صالح، ولا استدراك ما فات، ولا أبدل السيئات بالحسنات، فهذا بعيد أن يوفق عند الممات لخاتمة يدخل بها الجنة، عقوبة له على عمله، فإن الله سبحانه وتعالى يعاقب على السيئة بسيئة أخرى، وتتضاعف عقوبة السيئات بعضها ببعض، كما يثيب على الحسنة بحسنة أخرى.
إذا نظرت إلى حال كثير من المحتضرين وجدتهم يحال بينهم وبين حسن الخاتمة، عقوبة لهم على أعمالهم السيئة)).

وقال الحافظ العراقي -رحمه الله- في طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 41):
((والمراد التوبة المعتبرة بشروطها المعروفة الواقعة قبل المعاينة والغرغرة وقد حكي عن جماعة من المفسرين في قوله تعالى {ثم يتوبون من قريب} أن ما دون الموت فهو قريب. قال ابن عبد البر وهذا إجماع في تأويل هذه الآية)).


وكما تعلمون فإن هناك عدة أنواع من الشفاعة يوم القيامة، والشيخ الفوزان يقصد الشفاعة في الخروج من النار ويفهم هذا من تبويبات أهل العلم فقد بوب الإمام الآجري -رحمه الله- في كتاب الشريعة (3/ 1212): (باب ما روي أن الشفاعة إنما هي لأهل الكبائر).

وبوب الحافظ ابن حبان -رحمه الله- في صحيحه (14/ 386): (ذكر البيان بأن الشفاعة في القيامة إنما تكون لأهل الكبائر من هذه الأمة).
والشفاعة العظمى لا خلاف فيها بين أهل الإسلام، بخلاف الشفاعة في أهل الكبائر؛ فإن الخلاف بين أهل السنة وغيرهم فيها قائم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 PM.


powered by vbulletin