منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2014, 03:08 PM
إدارة المنتدى إدارة المنتدى غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 21
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي [الكاتب: عبد الحميد الهضابي] بدر الدين مناصرة يكفّر الدولة السعودية ويثني على إخوانه الخوارج في الشام والعراق


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

وقفت على مقال خبيث فاجركصاحبه عنونه بــ " كيف مات الجهاد" ، حكم فيه على ولاة أمور المسلمين بالعلمانيين والطواغيت ولم يستثن منهم أحدا .
وطعن في دولة التوحيد والسنة أعزّها الله المملكة العربية السعودية طعنات غادرة آثمة كيف لا وقد حكم عليها بالكفر والعلمنة عياذا بالله من ذلك .
وأثنى فيه على إخوانه الخوارج الضلال في الشام والعراق .
فأحببت أن أعلق على بعض كلامه الآثم ليتبين للعقلاء الشرفاء منهج هؤلاء الخوارج الضلال الذين فاقوا الخوارج الأوليين بمراحل من ذلك :
أن الخوارج الأوليين كانوا يعتبرون الكذب جريمة لا تغتفر وجناية كبرى يخرجون صاحبها من دائرة الإسلام أما خوارج العصر من الحدادية ومن لفّ لفهم حدث ولا حرج مما عندهم من الكذب والبهتان والبتر والخيانة على ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وولاة أمور المسلمين .
ثانيا : الخوارج الأوليين على ضلالهم كانوا أسلم اعتقادا وأبعد ضلالا عن إخوانهم من الحدادية المتأخرين ،
فإن الخوارج[1] الذين قاتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانوا أصدق ديناً من هؤلاء الحدادية الفجرة ،وكانت عقيدتهم سلفية في باب الأسماء والصفات ولا عندهم عبادةالقبور ولا نحو ذلك وإنما كان انحرافهم في الحاكمية .
أما خوارج العصر من الحدادية ومن سلك مسلكهم فإن لهم انحرافات في أبواب عدة ،وبسط هذه المسألة ليس هذا موضعه ، وإنما ذكرت ذلك للتنبيه والإشارة.
قال بدر الدين الخارجي الجهول في "كيف مات الجهاد":"وقّعت المملكة العربيّة السّعوديّة على معاهدة تحريم الحرب "كيلوج بريان" في 30 رجب عام 1350هـ الموافق 10/12/1931.
و في عام (1945م) ألقى الأمير فيصل بن عبد العزيز الذي كان وزيراً للخارجيّة السّعوديّة في ذلك الوقت ، ورئيساً لوفد المملكة العربيّة السّعوديّة في مؤتمر سان فرانسيسكو الخاصّ بالتّنظيم الدّوليّ ، والذي وضع أساس إنشاء هيئة الأمم المتّحدة ، قال فيه : ( الواقع إنّ العالم كلّه مدين ببقائه إلى الأمم المتّحدة التي دخلت الحرب مضحيّة بخيرة شبابها وثرواتها في سبيل أمن وسلام الجنس البشريّ. وفي مثل هذه اللحظة يجب ألاّ ننسى الجهود البالغة التي قام بها المرحوم !! فرانكلين ديلانو روزفلت من أجل السّلام ، والخطوة التي تدل على بعد النّظر والتي دعا بها إلى هذا المؤتمر، فليكن الإيمان الذي أدّى إلى عقد هذا المؤتمر دليلنا في خطواتنا المقبلة . ولنطبّق ونلتزم بالمبادئ التي دوّناها هنا على الورق ، ومرّة أخرى دعونا نضع حدًّا للأنانيّة والطمع والاضطهاد والطّغيان والظلم وليكن هذا الميثاق هو الأساس الذي سنبني عليه عالمنا الجديد الأفضل ).
تأمّل قوله " إنّ العالم كلّه مدين ببقائه إلى الأمم المتّحدة " ، الذي يبقي و يبيد هو الله و ليس هيئة الأمم .
تأمّل قوله " المرحوم ! فرانكلين ديلانو روزفلت " ، منذ متى يترحّم المسلم على الكافر الميّت ؟ حيث جاء في [ الموسوعة الفقهية الكويتية ] : ( اتفق الفقهاء على أنّ الاستغفار للكافر محظور، بل بالغ بعضهم فقال : يقتضي كفر من فعله ( .
تأمّل قوله " ولنطبق ونلتزم بالمبادئ التي دوّناها هنا على الورق" ، الالتزام بمبادئ كفريّة ماذا نسمّيه ؟
... أي : جهاد الطلب جريمة كبرى وقعّت عليها الدّول المنتسبة لمنظمة هيئة الأمم منها السّعوديّة....
تأمّل " اعتزمنا : أن نأخذ أنفسنا بالتسامح وأن نعيش معًا في سلام وحسن جوار"، دعوة إلى تمكين الكفر ، لأنّ جهاد الطلب انتهى وقته .
تأمّل " ألا نستخدم القوّة المسلّحة في غير المصلحة المشتركة " ، أيُّ مصلحة مشتركة بين المسلمين و الكفّار لمّا يُنحَر الجهاد على عتبة الصّليب ؟
تأمّل " ، ولهذا فإنّ حكوماتنا..... قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة.." ، ميثاق مملوء بالكفر ، يكفيك أنّه أسقط الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام .
و الرّضا بالكفر ماذا نسمّيه ؟ ألم يُفتِ علماء الدّعوة النّجديّة بأنّ الرّضا بالكفر هو كفر ؟ بلى ، فماذا تغيّر ؟
فكل الدّول العربيّة العلمانيّة وافقت على هذه البنود ، أرادوا تعطيل الجهاد بل حذفه من الشّريعة ،
هل علمت أخي الموحّد منذ متى عُطل الجهاد ، و من كان السبب في ذلك ؟ اعلم علم اليقين أنّه كلما ظهر رائحة الدّولة الإسلاميّة إلا و سعى في إجهاضها قبل ميلادها ممّن ينتسب إلى الإسلام ، فإذا ولدت تكالب عليها الكفّار الأصليّون و المرتدّون و هي في مهدها ، أمّا لو ترعرعت و شبّت و اشتدّ عودها ، فاعلم أنّ الإسلام قد عاد بخلافته الرّاشدة ، حيث تعلو راية التوحيد عالية مدوّية .
انظر حولك ، ها هي الدّولة الإسلاميّة في العراق و الشّام تسعى جاهدة لإقامة شرع الله ، مع دحض المارقين و الكافرين على السّواء ، فيأبى أصحاب الكراسي في الدّول العربيّة العلمانيّة إعانتها ، بل هبّوا عن بَكرة أبيهم لاستئصالها من جذورها ، كي يبقى الكفر مخيّما على المعمورة بحكم الطواغيت .
انظر نحو الرّوافض ، كيف تأتي الفتاوى من المشايخ داعيّة للجهاد الرّافضي الذي يحمي المشاهد و الأضرحة و المراقد المقدّسة في دينهم ، و في الوقت ذاته نسمع و نرى الخذلان من الدّاخل ، بل التواطؤ مع العدوان الصليبيّ في الخارج .
لا تعجب أخي الموحّد ، فالجهاد حذف من القاموس منذ انضمام الدّول العلمانيّة الكفريّة العربيّة إلى هيئة الأمم .اهـ


أولا :
أقول : والله إنك لخوّان أثيم وكذاب لئيم وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ، متى قال الأمير فيصل بن عبد العزيز غفر الله له لفظة "المرحوم"؟
ولمذا لم تذكر يا أيها الخائن أن المملكة العربية السعودية لم توافق على عدة بنود من هذه الوثيقة كما سنبينه بمشيئة الله تعالى؟
ـ نشرت مجلة الفيصل[2] العدد (106) خطاب الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود غفر الله وإليك أخي القارئ المنصف نص هذا الخطاب لتعلم كذبه وفجوره وتلبيسه وتدليسه على ولاة أمور المسلمين :
اليوم يتجه مؤتمرنا التاريخي هذا الذي اشتركت فيه دول عديدة نحو تأسيس ودعم السلام العالمي. لقد شهد هذا اليوم إكمال ما يمكن أن يسمى بميثاق العدل والسلام بعد عمل شاق ومناقشات طويلة ومداولات. الهدف هو خلق منظمة ذات فعالية قصوى للمحافظة على السلام والعدل في عالم المستقبل هذا الميثاق لا يمثل الكمال الذي تتوق إليه الدول الصغرى، لكنه بلا شك أفضل ما يمكن أن تتفق عليه خمسون دولة
وكثير من هذه الدول عانت كثيرا في نضالها من أجل الحرية ،وفي الدفاع عن الإنسانية ،وفي التحرّر من العبودية ،ولا يعلم أحد ،سوى الله سبحانه وتعالى المدى الذي كانت سوف تصل إليه ،وتستمر فيه هذه المعاناة ،إذا استمر الظلم والقهر.

لقد رأينا قوى الظلم والقهر تسيطر على أوربا وتهدد الشرق الأوسط.
ولكم بعون الله سبحانه وتعالى هزمت قوى الظلم هذه.
نحن أبناء الشرق الأوسط خاصة الشعوب العربية تملأ قلوبنا السعادة والفرح لانهزام قوى الظلم والشر.
وكان العالم مدين للأمم المتحدة التي اتحدت وشاركت في الحرب ، مضحية بشبابها وثرواتها من أجل أمن وسلامة الجنس البشري.
في هذه اللحظات يجب ألا ننسى الجهود التي قام بها الرئيس الراحل فرانكلين ديلانو روزفلت من أجل السلام...."اهـ
ثانيا :
ـ إطلاق كلمة "الراحل" على الكافر مما لا محظور فيه شرعا ، لأنه انتقل ورحل من هذه الحياة الدنيا إلى عالم البرزخ .
ثالثا :
انعقد الإجماع على تحريم الترحّم على من مات على الكفر،وقد نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم لأن مصيره إلى النار خالدا مخلدا فيها أبدا ،ولأن الله تعالى حرّم عليه دخول الجنة ،والأدلة على ذلك لا تعد ولا تحصى من ذلك قوله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [سورة النساء، الآية: 48] وقال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} [سورة المائدة، الآية: 72]
رابعا :
لو نفترض أن الملك فيصل رحمه الله قالها مجاملة للكفار، أيعتبر هذا ردّة ومُروقا من الإسلام ؟
فلا يعتبره كفرا بإطلاق إلا الخوارج ومن حذا حذوهم من الحدادية الفجرة.
خامسا :
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في: ("مجلة الدعوة "– العدد 1608 – 10 جمادى الأولى 1418( مانصه :
بعض الناس يقول إن الانضمام إلى الأمم المتحدة تحاكم أيضاً إلى غير الله سبحانه وتعالى، فهل هذا صحيح ؟
فأجاب بقوله : هذا ليس بصحيح، فكل يحكم في بلده بما يقتضيه النظام عنده، فأهل الإسلام يحتكمون إلى الكتاب والسنة، وغيرهم إلى قوانينهم، ولا تجبر الأمم المتحدة أحداً أن يحكم بغير ما يحكم به في بلاده، وليس الانضمام إليها إلا من باب المعاهدات التي تقع بين المسلمين والكفار.اهـ

هل أنت يا أيها الجهول الخارجي أغير من العلماء الذين كانوا في تلك الحقبة من أمثال محمد بن إبراهيم وتلميذه ابن باز وعبد الرحمن السعدي وعبد الله البسام وابن عثيمين وصالح الفوزان وعبد الله الغديان وصالح اللحيدان وعبد العزيز آل الشيخ وغيرهم وغيرهم من علماء السنة الذين لم يروا ذلك مروقا من الإسلام ولا حكموا على هذه الدولة المباركة بالكفر والعلمنة ؟
والله ما أستبعد أنك تطعن فيهم كما فعله صاحبك الخارجي أحمد الحازمي الذي طالما كان يتستّر وراء شيخنا صالح الفوزان حفظه الله قال فض الله فاه :في "مسائل التكفير" : يجب على طالب العلم أن يتحرر من أقوال المعاصرين مطلقا دون استثناء حتى بعض أهل العلم الذين هم على الجادة، كبار أهل العلم حصل عندهم خلل في مسائل عديدة، - مثل هذه المسائل- فيرجع طالب العلم بنفسه ويقرأ مايتعلق بكتاب الردة والأسباب التي ذكرها أهل العلم».
سادسا :
هذا من باب المواثيق والمعاهدات ،وقد ردّ هذه الشبهة شيخنا الفاضل محمد بازمول حفظه الله على أبي قتادة الوحشي الخارجي- في " الرد على كتب مشبوهة"(ص :45 ـ 47):
قال حفظه الله : إطلاق الكلام بهذه الصورة واتخاذه سببا للتكفير لا يصح ، ولأقرر لك الحق - إن شاء الله - فلتتأمل معي فيما يلي :
1 ـ الذي قرره الفقهاء -رحمهم الله- في الصّلح من جهة المدة أنه على ثلاث أحوال :
الحالة الأولى : الصلح المقيّد المحدد بزمان ، كما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم لما صالح قريش لمدة عشر سنوات .
الحالة الثانية : الصلح المطلق : الذي لا يحدد فيه زمان ، لكنه ليس على التأبيد ؛ مثل ما حصل من الرسول صلى الله عليه وسلم لما صالح اليهود في خيبر ، على أن نقرهم فيها ما نشاء .انظر صحيح البخاري :2338.
الحالة الثالثة : الصلح المؤبد ، الذي يُنصُّ فيه على أن الصلح على التأبيد .
و الصلح في الحالة الثالثة باطل لا يجوز ، لأن الأصل : أن على المسلمين جهاد الدعوة و الطلب في حال قوتهم و قدرتهم ، فلا يصالح الكافر في ذلك الحال ، إنما يدعى للإسلام فإن امتنع ، فإن امتنع قوتل .
قال ابن تيمية -رحمه الله- : و يجوز عقدها ( أي الهدنة ) مطلقا و مؤقتا .و المؤقت لازم من الطرفين يجب الوفاء به ، ما لم ينقضه العدو ، ولا ينقض بمجرد خوف الخيانة في أظهر قولي العلماء .و أما المطلق فهو عقد جائز يعمل الإمام فيه بالمصلحة .اه.
2 ـ الصلح الحاصل في هيئة الأمم المتحدة صلح مطلق، لم يحدد فيه زمن، فهو صالح جائز، يعقده ولي أمر المسلمين بحسب ما يترجح لديه من المصلحة.
قال عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- : تجوز الهدنة مع الأعداء مطلقة و مؤقتة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك لقوله تعالى : ( و إن جنحوا للسّلم فاجنح لها و توكّل على الله إنه هو السميع العليم ).
و لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلهما جميعا ، كما صالح أهل مكة على ترك الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، و يكف بعضهم عن بعض ، وصالح كثيرا من قبائل العرب صلحا مطلقا ، فلما فتح الله عليه مكة نبذ إليهم عهودهم ، و أجّل من لا عهد له أربعة أشهر ، كما في قول الله سبحانه :( براءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين (1) فيسحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنّكم غير معجزي الله و أنّ الله مخزِ الكافرين ).التوبة1-2.
و بعث صلى الله عليه وسلم المنادين بذلك عام تسع من الهجرة بعد الفتح مع الصديق لما حج رضي الله عنه ، و لأن الحاجة و المصلحة الإسلامية تدعو إلى الهدنة المطلقة ثم قطعها عند زوال الحاجة ؛ كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم ، وقد بسط ابن القيم رحمه الله القول في ذلك في كتابه( أحكام أهل الذمة )، واختار ذلك شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية و جماعة من أهل العلم ، و الله ولي التوفيق .)
3 ـ و قضية احتواء عقد الصلح على بنود تخالف الشريعة لا تقتضي الكفر ، لأن الدولة و هي المملكة العربية السعودية تحفظت على كل بند في ميثاق هيئة الأمم المتحدة يخالف الإسلام ، ولازلنا نقرأ في كل عام أن لجنة حقوق الإنسان من هيئة الأمم المتحدة تذكر اسم المملكة ضمن الدول التي لا تطبق حقوق الإنسان ؛ بسبب إقامتها للحدود الشرعية !.
وقد تكرر في وسائل الإعلام الكلام على المملكة بسبب عدم قبولها لمبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة. وكذا ما يتعلق بحرية الأديان. وكذا كل ما يخالف الشريعة في هذا الميثاق تحفظت عليه المملكة العربية السعودية!
بل هناك بعض البنود غير إلزامية كقضية الرجوع لمحكمة العدل الدولية لفض النزاعات، فلم تراجع المملكة إلى هذه المحكمة، وإنما حلت المشاكل الحدودية مع جيرانها بما حباها الله عز وجل به من المحبة والثقة بين جيرانها،

(فلم توافق المملكة العربية السعودية على المادة السادسة عشرة في حقوق الإنسان القائلة:" للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج الحق بالتزوج بدون قيد بسبب الدين"،
فقالت دولة التوحيد في مذكرة أرسلتها إلى الأمم المتحدة: إن زواج المسلم من امرأة وثنية وغير مؤمنة بوجود الله أمر حرمه الإسلام، أما زواج غير المسلم بمسلمة فغير مباح).
5 ـ ولم توافق دولة التوحيد على المادة العاشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي أعطت كل شخص حرية تغيير دينه.
إن المملكة لم تنضم إلى المعاهدتين الدوليتين:
الأولى :الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
والثانية: المتعلقة بالحقوق السياسية والمدنية، بسبب احتواء كل من هاتين المعاهدتين على مواد لا تساير تعاليم الشريعة الاسلامية السمحة.
6 ـ وهذا التقرير يؤكد أن تكفير المملكة العربية السعودية من أجل هذا مجرد ظنون وشكوك، واليقين لا يزول بالشك، فنبقى على اليقين وهو أن المملكة العربية السعودية، دولة مسلمة حكومة وشعباً

ملاحظة : ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا حال المملكة العربية السعودية في دخولها في ميثاق الأمم المتحدة فمن باب أولى الحال في دخولها في ميثاق الجامعة العربية ومجلس التعاوني الخليجي ،هذا على فرض التسليم باشتمال كل واحد منهما على مايعد من باب الحكم بغير ما أنزل الله.اهـ
إذا كان هكذا حال الدولة مع هيئة الأمم المتحدة فلماذا يا أيها الحدادي الجهول تشنّع عليها وتحكم عليها بالكفر والعلمنة ؟!
أليس من حقها أن تُذكر فتُشكر بدل أن تكفّر، من أجل امتناعها عن القرارات المخالفة للشريعة ؟
وولاة الأمور في هذه البلاد رأو أن المصلحة تقتضي انضماما لهذه الهيئة حماية لنفسها من أعدائها الكفار، بل ومن بعض الحاقدين المخالفين لمنهج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم من أصحاب العقائد الضالة المنحرفة ، فإنهم يتربصون بدولة التوحيد لدوافع متعددة لا تخفى على كل سلفي ، وما حرب الخليج عنك ببعيد.

وهذه الأمور من صلاحيّات ولاة الأمور مالك ولها والدخول في مثل هذه الأمور العظام، ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ،وقد أجاد من قال :
وللحروب أناس يعرفون بها وللدواوين كتابٌ وحساب
سابعا :
إذا عرف السبب بطل العجب أنت تلقّفت هذه الخيانة والفجور لتكفير دولة التوحيد والسنة من أبي قتادة الوحشي الخارجي في كتابه المشؤوم "الكواشف الجلية في تكفير الدولة السعودية"قال فضّ الله فاه :"تحت عنوان ( السعودية والقانون الدولي ) نقل كلمة الملك فيصل – رحمه الله – التي ألقاها في هيئة الأمم المتحدة ، ونسب إلى الملك فيصل أنه قال: "التي قام بها المرحوم فرانكلين ديلانو"،ثم ذكر نفس الشبهات التي من خلالها كفرت دولة التوحيد والسنة ، تشابهت قلوب المبطلين .
وأذكرك بكلام شيخ الإسلام هذا العصر عبد العزيز بن باز رحمه الله رادا على أمثالك الغوغاء:" العداء لهذه الدولة –أي:السعودية- عداء للحق".
ثامنا :
إن أهل السنة السلفيين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بما توجبه الشريعة الغرّاء ، لا كطيشكم وسفهكم ، فإن طريقة السلف الصالح في كيفية التعامل مع الأخطاء التي تصدر من ولاة الأمور واضحة جلية لا تخفى إلا عند من أعمى الله بصره وبصيرته وأراد شقوته عياذا بالله من ذلك.
وإليك قليل من كثير وبعضٌ من كلّ من الأخبار النبوية والآثار السلفية في كيفية التعامل مع الأخطاء التي تصدر من ولاة الأمور :
عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره ،قال : جلد عياض بن غنم صاحب ( دارا ) حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي، فأتاه هشام بن حكيم، فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض : ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إن من أشد الناس عذاباً أشدهم عذاباً في الدنيا للناس".
فقال عياض ابن غنم : يا هشام بن حكيم ! قد سمعنا ما سمعت، ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدي الذي عليه له "، وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله - تبارك وتعالى.[3]
وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق- فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أهان السلطان في الأرض أهانه الله".[4]
وعن أبي وائل قال قيل لأسامة بن زيد: لو أتيت عثمان فكلمته، قال: إنكم لتـُرَوْنَ أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أقتح باباً لا أكون أول من فتحه.أخرجه البخاري (3267).
وعن سعيد بن جمهان قال : أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة فسلمت عليه.
قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان.
قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزراقة.
قال : لعن الله الأزراقة، لعن الله الأزراقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم:" كلاب النار".
قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال :
ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه.[5]
وعن عبد الله بن عكيم أنه قال: لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان " فيقال له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ فيقول : إني أعد ذكر مساويه عوناً على دمه .[6]
وإليك كلاماً مفيداً لمجموعة من أئمة الدعوة منهم الشيخ محمد بن إبراهيم وسعد بن عتيق رحمهم الله رحمة واسعة في كيفية مناصحة ولاة الأمر -وأنها تكون سرا لا كما تدّعي يا أيها الخارجي أنها محلّ خلاف بين أهل العلم[7]-قالوا: وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه ، وعرف طريقة السلف الصالح ، وأئمة الدين ا.هـ[8]
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -: والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً، إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية ا.هـ[9]
وقال عبدالعزيز بن باز رحمه الله : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع. ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنى، وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها، لا حاكم ولا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان قال بعض الناس لأسامة بن زيد – رضي الله عنه – ألا تنكر على عثمان؟ قال: أأنكر عليه عند الناس؟ لكن أنكر عليه بيني وبينه، ولا أفتح باب شر على الناس. ولما فتحوا الشر في زمن عثمان – رضي الله عنه -، وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك، وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً، حتى أبغض الناس وليّ أمرهم، وحتى قتلوه. نسأل الله العافية ا.هـ[10]
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس. كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى. وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها. فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر: ضاع الشرع والأمن. لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم، وإن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم فحصل الشر والفساد.
فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه وأن يعرف العواقب. وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة …ا.هـ[11]
تاسعا :
لا تلازم بين من وقع في مكفر قولي أو فعلي وبين تكفير قائله أوفاعله ، لأنه قد يقوم مانع من موانع التكفير ،لأن المعين لا يحكم عليه بالكفر حتى تقام عليه الحجة وتتوفر فيه الشروط وتنتفي الموانع.
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ كما في "مجموع الفتاوى"(7/507 ـ 508): إن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة، لم يكفرهم وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الإتمام في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة، وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم، وإن لم يعلموا هم أنه كفر، وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان، فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا جهالاً مبتدعين وظلمة فاسقين" أ.هـ.
وقال رحمه الله في "مجموع الفتاوى"(12 /488 ـ 489): وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة
لكن ما كان يكفر أعيانهم فان الذى يدعو الى القول أعظم من الذى يقول به والذى يعاقب مخالفه أعظم من الذى يدعو فقط والذى يكفر مخالفه أعظم من الذى يعاقبه ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس الى ذلك
ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى أنهم كانوا اذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك
ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك".اهـ


ـ قول هذا الخارجي الجهول :" تأمّل " ، ولهذا فإنّ حكوماتنا..... قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة.." ، ميثاق مملوء بالكفر ، يكفيك أنّه أسقط الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام .
و الرّضا بالكفر ماذا نسمّيه ؟ ألم يُفتِ علماء الدّعوة النّجديّة بأنّ الرّضا بالكفر هو كفر ؟ بلى ، فماذا تغيّر ؟
فكل الدّول العربيّة العلمانيّة وافقت على هذه البنود ، أرادوا تعطيل الجهاد بل حذفه من الشّريعة ".
1 ـ المملكة العربية السعودية -أعزّها الله بالسنة والتوحيد- ولا غيرها من الدول العربية لها الحق أن تلغي الجهاد في سبيل الله ، كيف والجهاد ذروة سنام الإسلام لكن يكون الجهاد شرعيا بضوابط شرعية وحدود مرعية لا على طريقتك الخارجية.
2 ـ هذا الخارجي ومن حذا حذوه من التكفيريين يرون أن جهاد الدفع واجب مطلقا وأن دولة التوحيد والسنة قد قصرت فيه ، فكذب وفجر وأُلقم الحجر ،فلو كانت زمام الأمور بيد هذا السفيه الجاهل لحصل من جرّاء طيشه وسفهه من الفساد ما الله به عليم.
ولبيان الحق في هذه المسألة أقول وبالله التوفيق:
ـ لا واجب إلا بالإستطاعة -ولا جهاد إلا مع القدرة الحسية والمعنوية- :والأدلة على هذه القاعدة السلفية لا تعد ولا تحصى منها قوله تعالى : {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] ، وقوله:{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} [البقرة: 286]
ومن الأدلة الشرعية على أن القدرة شرط في إقامة شعيرة الجهاد في سبيل الله تعالى قوله تعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } [سورة الأنفال آية : 60]
وعن عقبة بن عامر الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يقول ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي.
ففي هذا أن الاعتداد بالقوة في الجهاد في سبيل الله تعالى أمر لابد منه وأفضل أنواع القوة هو الرمي.
وفي الآية الكريمة والحديث الشريف عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه إذا لم يكن هناك قوة ولا عدّة فلا جهاد حينئذ.
ومما يؤيد هذا المعنى ما أخرجه مسلم ( 2937 ) بإسناده عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم ؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل
الحديث وفيه ذكر الدجال ،ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فقال : إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه ....الحديث.
ففي هذا الحديث العظيم يبين لنا أن عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين لا قوة لهم في مجابهة هذا العدو اللدود من يأجوج ومأجوج فسقط عنهم حتى جهاد الدفع فضلا عن جهاد الطلب.
مع العلم أن عيسى عليه الصلاة والسلام يتّبع شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان.
ومع العلم أن يأجوج ومأجوج ينزل في أرض المسلمين وبلادهم.
فمثل هذه النصوص الشرعية والآثار السلفية هذا السفيه ومن كان على شاكلته من الخوارج الضلال لا يرفعون بها رأسا ولا يقيمون لا وزنا لأنها لا توافق أهواءهم.
جاء عن "اللجنة الدائمة للإفتاء" الفتوى رقم ( 7122 ) مانصه :
"الجهاد لإعلاء كلمة الله، وحماية دين الإسلام، والتمكين من إبلاغه ونشره، وحفظ حرماته فريضة على من تمكن من ذلك وقدر عليه، ولكنه لا بد له من بعث الجيوش، وتنظيمها؛ خوفا من الفوضى، وحدوث ما لا تحمد عقباه؛ ولذلك كان بدؤه، والدخول فيه من شأن ولي أمر المسلمين، فعلى العلماء أن يستنهضوه لذلك، فإذا ما بدأ واستنفر المسلمين، فعلى من قدر عليه أن يستجيب للداعي إليه، مخلصا وجهه لله، راجيا نصرة الحق، وحماية الإسلام، ومن تخلف عن ذلك مع وجود الداعي، وعدم العذر؛ فهو آثم".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع"(8/9 ـ 10): لا بد فيه -أي:الجهاد-من شرط، وهو أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال، فإن لم يكن لديهم قدرة فإن إقحام أنفسهم في القتال إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، ولهذا لم يوجب الله ـ سبحانه وتعالى ـ على المسلمين القتال وهم في مكة؛ لأنهم عاجزون ضعفاء، فلما هاجروا إلى المدينة وكونوا الدولة الإسلامية وصار لهم شوكة أمروا بالقتال، وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات؛ لأن جميع الواجبات يشترط فيها القدرة، لقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] ، وقوله:{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} [البقرة: 286] .اهـ
وقال رحمه الله : ولهذا لو قال لنا قائل الآن : لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة, الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ, ما تفيد شيئاً, فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء ؟ ولهذا أقول : إنه من الحمق أن يقول قائل أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا! كيف نقاتل ؟ هذا تأباه حكمة الله عز وجل , ويأباه شرعه, لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به عز وجل{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } [سورة الأنفال آية : 60]"، هذا الواجب علينا أن نعدلهمما استطعنا من قوة، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى ) اهـ [12].
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه : عبد الحميد الهضابي







[1] ـ ابن القيم رحمه الله يفضل الخوارج على معطّلة الصفات ويصف الذين يكفّرون أهل السنة ظلما و بغيا بقوله :
هبكم عذرتم بالجهالة أنكم لن تعذروا بالظلم والطغيان
والطعن في قول الرسول ودينه وشهادة بالزور والبهتان
وكذلك استحلال قتل مخالفيـ ـكم قتل ذي الاشراك والعدوان
ان الخوارج ما أحلوا قتلهم لا لما ارتكبوا من العصيان
وسمعتم قول الرسول وحكمه فيهم وذلك واضح التبيان
لكنكم أنتم أبحتم قتلهم بوفاق سنته مع القرآن
والله ما زادوا النقير عليهما لكن بتقرير مع الايمان
فبحق من قد خصكم بالعلم والتـ ـحقيق والانصاف والعرفان
أنتم أحق أم الخوارج بالذي قال الرسول فأوضحوا ببيان
هم يقتلون لعابد الرحمن بل يدعون أهل عبادة الأوثان
هذا وليس أهل تعطيل ولا عزل النصوص الحق بالبرهان



[2] ـ انظر : كتاب " المملكة العربية السعودية والمنظمات الدولية تأليف طلال محمد نور عطار (ص:155 ).

[3] ـ أخرجه ابن أبي عاصم في (( السنة )) (166)، وصححه الألباني في "ظلال الجنة" (181)

[4] ـ أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" 1018) )وأحمد (20433) و (20495) والقضاعي في "مسند الشهاب" 419).) والبيهقي في "السنن الكبرى" (16436) وحسنه الألباني في "الصحيحة" (5/366)،وفي "ظلال الجنة"(1018).

[5] ـ أخرجه أحمد (19415)، قال الهيثمي في (( المجمع )) (200) :
"رواه أحمد والطبراني ،ورجال أحمد ثقات "، وحسنه الشيخ الألباني في "تخريج السنة " (201)

[6] ـ أخرجه ابن سعد في طبقاته (6/115)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/231)-232، وصححه عبدالسلام بن برجس في "معاملة الحكام"(88).

[7] ـ سوّد مقالا عنونه بــــ" الإنكار على الحكام علانية من فقه الشيخ مقبل رحمه الله"
قال فيه فضّ الله فاه:" الإنكار على الحاكم علانية كالمنبر و غيره ، حيث نجد رأيين عند أهل السنة ".

[8] ـ "الدرر السنية" (5/119) .

[9] ـ "الدرر السنية" (5/121)..

[10] ـ " حقوق الراعي والرعية " لابن عثيمين (ص27-28) .

[11] كتاب حقوق الراعي والرعية .

[12] ـ" شرح كتاب الجهاد" من بلوغ المرام, الشريط الأول





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-10-2014, 03:56 PM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

قال عبد الله بن صوان الغامدي في تقديمه لكتاب هذا التكفيري :
((الحمد لله وصلى الله على محمّد وعلى آله وسلم وبعد : فقد اطلعت على مسائل في بحث أخينا! الشّيخ! الفاضل! أبي عبد القدّوس بدر الدّين مناصرة الجزائريّ- وفقه الله - المسمّى بـ : "القول الجليّ في بيان عقيدة ربيع بن هادي المدخليّ " وقد جمع فيه الشّيخ! الفاضل! عددا من المسائل ممّا أخذ على الدكتور ربيع بن هادي - هداه الله للحق - وردّ على كل مسالة بحجج طيبة...)).
أُريد من الغامدي رداً تفصيلياً لا مجملاً على ما قاله أخوه! الفاضل! مناصرة!
من دون لف ولا دوران لأنك موافق له وتثني عليه في تأصيلاته، فهل تخالفه في تنزيل هذه التأصيلات على المملكة؟!
وما هو موقفك من الأمير فيصل بن عبد العزيز؟! وولاة الأمر في المملكة من خلال تأصيلاتكم في مسائل التكفير ؟!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 AM.


powered by vbulletin