منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المحــاضــرات والخـطـب والـدروس > قسم الأشرطة الصوتية المفرغة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 07-12-2014, 06:20 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي [صوتية مفرَّغة][خطبة]::شرح حديث رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم للشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله-

سلسلة خطب الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله- (١)

شرح حديث رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم رسولا
للشيخ العلامة المحدث :
أحمد بن يحيى النجمي آل شبير
رحمه الله ت ١٤٢٩ هـ


اعتنى بها :
أبو شعبة محمد القادري


تمهيد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فعمَلي في هذه الرِّسالة هو كالتَّالي :
١ ـ قمت بنقل ترجمة الشيخ -رحمه الله- ونبدةٍ عن أبرز جهوده وطريق تحصيله للعلم ، والتي كتبها تلميذُه الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله-.
٢ ـ قمتُ بتفريغِ كلام الشَّيخ ءرحمهُ اللهء كما هو وزيادة بعضِ الكلمَات مما لا بدَّ منه ليستقيمَ المَعنى ، وذلك أن الكلام المُرتجل ليس كالكلامِ المحرَّرِ.
٣ ـ قُمتُ بتخريجِ الأحاديثِ وعَزوها إلى مظانِّها من كتب الحديث قدر المستطاع.
٤ ـ قمتُ بشرح ما يحتاج إلى الشرح لبعض الألفاظ .
٥ ـ قمتُ بوضع تراجم للأعلام .
٦ ـ وضعت فهارس في ذيل الرسالة على عادة بعض أهل العلم كالإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في مصنفاته وكتبه وكذلك غيره من أهل العلم .

لما في ذلك من فائدة بسط النصوص وكذا الأقوال والمصادر وكذا المراجع أمام طالب العلم حتى يكون على إحاطة بما جاء في مجمل الكتاب والله من وراء القصد ، لا إله إلا هو.
فأسأل الله –عزَّوجلء أن أكونَ قد وفِّقتُ في هذا العمل وأن يجعله في ميزان الحسنات ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ؛ إنه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النَّصير ؛ والحمد لله ربِّ العالمين.
كتبه:
أبوشعبة محمد القادري المغربي
في ظهر يوم الخميس الخامس من شهر رمضان المبارك
لعام خمسة وتلاثين وأربعمائة وألف من هجرة
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .






ترجمة الشيخ العلامة
أحمد بن يحي النجمي
(رحمه الله تعالى)

۩ اسمه ونسبه :
هو شيخنا الفاضل العلامة ، المحدث، المسند، الفقيه، مفتى منطقة جازان وحامل راية السنة والحديث فيها الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي آل شبير من بني حمّد إحدى القبائل المشهورة بمنطقة جازان.

۩ ولادته :
ولد الشيخ بقرية النجامية في الثاني والعشرين من شهر شوال عام ستة وأربعين وثلاثمائه وألف للهجرة النبوية ، 22/10/1346هـ ونشأ في حجر أبوين صالحين ليس لهما سواه.
ولهذا فقد نذرا به لله - أي لا يكلفانه بشيء من أعمال الدنيا - وقد حقق الله ما أرادا.
فكانا محافظين عليه محافظة تامة، حتى إنهما لايتركانه يلعب بين الأولاد، ولما بلغ سن التمييز أدخلاه كتاتيب القرية فتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن في الكتاتيب الأهلية قبل مجيء الشيخ عبدالله القرعاوي ءرحمه اللهء ثلاث مرات آخرها في العام 1358هـ الذي قدم فيه الشيخ القرعاوي.
حيث قرأ القرآن أولاً على الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي عام 1355هـ ثم قرأ أيضاً على الشيخ : يحيى فقيه عبسي وهو من أهل اليمن وكان قد قدم على النجامية وبقي بها ودرس عليه شيخنا في عام 1358هـ.ولما قدم الشيخ عبدالله القرعاوي، حصلت بينه وبين هذا المعلم مناظرة في مسألة الاستواء ءوكان أشعرياًء فهزم، وهرب على إثر ذلك ﴿ وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ﴾ .

۩ نشأته العلمية :
وبعدما هرب مدرسهم الأشعري تردد الشيخ مع عمّيه الشيخ حسن بن محمد والشيخ حسين بن محمد النجميين على الشيخ عبدالله القرعاوي في مدينة صامطة أياماً ولكنه لم يستمر، وكان ذلك في عام 1359هـ وفي عام 1360هـ وفي صفر بالتحديد التحق شيخنا بالمدرسة السلفية وقرأ القرآن هذه المرة بأمر الشيخ عبدالله القرعاوي على الشيخ عثمان بن عثمان حملي ءرحمه اللهء حيث قرأ عليه القرآن مجوداً وحفظ (تحفة الأطفال) و (هداية المستفيد) و (الثلاثة الأصول) و (الأربعين النووية) و (الحساب) وأتقن تعلم الخط.
وكان يجلس في الحلقة التي وضعه الشيخ فيها إلى أن يتفرق الطلبة الصغار بعد صلاة الظهر، ثم ينضم إلى الحلقة الكبرى التي يتولى الشيخ عبدالله القرعاوي تدريسها بنفسه، فيجلس معهم من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العشاء، ثم يعود مع عمية المذكورين سابقاً إلى قريته (النجامية).
وبعد أربعة أشهر أذن له الشيخ عبدالله القرعاوي أن ينضم إلى هذه الحلقة ءحلقة الكبارء التي يدرسها الشيخ بنفسه، فقرأ على الشيخ فيها : الرحبية في الفرائض والآجرومية في النحو وكتاب التوحيد وبلوغ المرام و البيقونية ونخبة الفكر وشرحها نزهة النظر ومختصرات في السيرة وتصريف الغزي والعوامل في النحو مائة والورقات في أصول الفقه، والعقيدة الطحاوية بشرح الشيخ عبدالله القرعاوي، قبل أن يروا شرح ابن أبي العز عليها، ودرس أيضاً شيئاً من الألفية لابن مالك والدرر البهية مع شرحها الدراري المضية في الفقه وكلاهما للشوكاني وغير ذلك من الكتب سواء منها ما درسوه كمادة مقررة كالكتب السابقة أو ما درسوه على سبيل التثقف لبعض الرسائل والكتب الصغيرة، أو كانوا يرجعون إليه عند البحث كنيل الأوطار و زاد المعاد ونور اليقين والموطأ و الأمهات.
وفي عام 1362هـ وزع عليهم الشيخ عبدالله القرعاوي أجزاء الأمهات الموجودة في مكتبته وهي الصحيحين وسنن أبي داود و سنن النسائي و موطأ الإمام مالك فقرؤا عليه فيها ولم يكملوها لأنهم تفرقوا بسبب القحط.
وفي عام 1364هـ عادوا فقرؤا عليه ثم أجازه الشيخ عبدالله القرعاوي ءرحمه الله ء برواية الأمهات الست.
وفي عام 1369هـ درس على الشيخ ابراهيم بن محمد العمودي قاضي صامطة في ذلك الوقت كتاب إصلاح المجتمع وكتاب الشيخ عبدالرحمن السعدي في الفقه المرتب على صيغة السؤال والجواب واسمه: الارشاد إلى معرفة الأحكام.
كما درس على الشيخ علي بن الشيخ عثمان زياد الصومالي بأمر من الشيخ عبد الله القرعاوي في النحو كتاب العوامل في النحو مائة وكتب أخرى في النحو والصرف.
وفي عام 1384هـ حضر في حلقة الشيخ الإمام العلامة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ءرحمه اللهء لمدة تقارب شهران في التفسير في تفسير ابن جرير الطبري بقراءة عبدالعزيز الشلهوب كما حضر في العام نفسه في حلقة شيخنا الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز لمدة شهر ونصف تقريبا في صحيح البخاري بين المغرب والعشاء.

۩ شيوخه :
مما مضى يتبين لنا شيوخه وهذا ترتيبهم :
1- الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي قاضي صامطة في حينه.
2- الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي
3- الشيخ العلامة الداعية المجدد في جنوب المملكة عبدالله القرعاوي وبه تخرج الشيخ أحمد فهو أكثر شوخه إفادة له.
4- الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي.
5- الشيخ عثمان بن عثمان حملي.
6- الشيخ علي بن الشيخ عثمان زياد الصومالي.
7- الشيخ الإمام العلامة مفتي البلاد السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
8- الشيخ يحيى فقيه عبسي اليمني.

۩ تلاميذه :
ولشيخنا كثير وكثير من التلاميذ فمن أمضى مثل هذه المدة في التدريس التي تقارب النصف قرن، كم يتصور أن يكون تلاميذه ولو ذهبت أعددهم لاحتجت إلى مجلد ضخم، وإنما أذكر نموذجاً يستدل به على الباقين فمنهم :
1- شيخنا العلامة المحدث ناصر السنة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
2- شيخنا العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي.
3- شيخنا العالم الفاضل علي بن ناصر الفقيهي.
و إنما اكتفيت بذكر هؤلاء لشهرتهم في الأوساط العلمية، فلا يعتب علينا أحد.

۩ ذكاؤه ءرحمه اللهء :
يتمتع الشيخ بدرجة من الذكاء عالية جدا وهاك قصة تدل على ذكائه وحافظته منذ صغره، -حفظه الله- :
يقول العم الشيخ عمر بن أحمد جردي المدخلي : ( لما كان الشيخ أحمد يحضر مع عميه حسنا وحسينا النجميين إلى المدرسة السلفية بصامطة أي في عام 1359هـ وعمره آنذاك 13 سنة كان يسمع الدروس التي يلقيها الشيخ عبدالله القرعاوي على تلاميذه الكبار ويحفظها جيداً ).
قلت: وهذا هو ما جعل الشيخ عبدالله القرعاوي يلحقه بحلقة الكبار الذين كان الشيخ يتولى تدريسهم بنفسه، لأنه رأى نجابته وسرعة حفظه وذكائه.
۩ أعماله :
عمل شيخنا مدرسا بمدارس شيخه القرعاوي احتساباً، وعندما بدأت الوظائف عين مدرسا بقريته (النجامية) وكان ذلك في عام 1367هـ وفي عام 1372هـ نقل إماماً ومدرساً في قرية أبو سبيلة بالعارضة وفي عام 1374هـ عندما فتح المعهد العلمي في "صامطة" عين مدرساً به حتى عام 1384هـ حيث استقال من التدريس بالمعهد على أمل أن يدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وسافر إليها، لكن حصلت له ظروف حالت دون ذلك، فعاد إلى المنطقة وكتب الله له التعيين واعظاً مرشداً بوزارة العدل بمنطقة جازان فقام بالوعظ والإرشاد أحسن قيام.
وفي عام 1387هـ عاد مدرسا بالمعهد العلمي بمدينة جازان حسب طلبه، وفي ابتداء الدراسة عام 1389هـ عاد إلى التدريس بمعهد صامطة وبقي به مدرساً حتى أحيل على التقاعد في 1/7/1410هـ
ومنذ ذلك الحين إلى كتابة هذه الأسطر وهو مشتغل بالتدريس في بيته والمسجد المجاور له ومساجد أخرى في المنطقة و دروس أسبوعية مع القيام بأمر الفتوى.
وهو في هذا كله قد عمل بوصية شيخه له في مداومته على التعليم والمحافظة على المتعلمين وخاصة الغرباء منهم، وله على ذلك صبر عجيب فجزاه الله عنا خيرا.
وقد عمل أيضاً بوصية شيخه القرعاوي فواصل الدراسة والبحث والاستفادة وخاصة في علمي الحديث والفقه وأصولهما حتى فاق أقرانه وأصبح له في ذلك اليد الطولى، بارك الله في عمره وعلمه ونفع بجهوده.

۩ آثاره العلمية :
لشيخنا آثار علمية كثيرة بعضها طبع وبعضها لم يطبع، نسأل الله تعالى أن ييسر طبعه حتى يحصل الانتفاع به ومن ذلك :
1- أوضح الإشارة في الرد على من أباح الممنوع من الزيارة.
2- تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام.
3- تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة.
4- رسالة الإرشاد إلى بيان الحق في حكم الجهاد.
5- رسالة في حكم الجهر بالبسملة.
6- فتح الرب الودود في الفتاوى والردود.
7- المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال.
وغير ذلك من المؤلفات النافعة التي قدمها للمسلمين جزاه الله خير الجزاء ونفع به الإسلام والمسلمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه تلميذه :
محمد بن هادي بن علي المدخلي.
المحاضر بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.


بسم الله الرحمان الرحيم

۞الخطبةُ الأولى۞
إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستهديه ، ونستغفرهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ بالله من شرور أنْفسِنا، ومنْ سيئاتِ أعمَالنَا، من يَهدي الله فلاَ مضلَّ له ومن يضْلِلِ الله فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحدهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
أمَّا بعدُ:
فاتَّقواْ الله عبادَ اللهِ ، أيُّها المسلمون إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ –عزَّوجلَّ- ، وإنَّ خيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وإنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتها وكلَّ محدثة بدعةٌ وكلُّ بدعَةٍ ضلالَةٌ .
فاتَّقواْ الله يا عبَادَ اللهِ أيُّها المسلمونَ ، جاء في الحديث الصَّحيحِ الَّذي رواهُ أحمدُ ومسلمٌ وغيرهما ... عن العبَّاس بن عبد المطَّلبِ أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال :« ذاق طعمَ الإيمانِ من رضيَ بالله ربّاً، وبالإسلامِ دينا، وبمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم رسولاً » .
• «ذاق طعمَ الإيمانِ من رضيَ بالله ربّاً»: ما معنى الرِّضا باللهِ ربّاً ؟

لابدَّ أن نعرفَ معانِيَ هذه الجُملِ، إنَّ الرضا بالله ربّاً: أن ترضى بهِ مدبِّراً ومعلِّماً ومُوجِّهاً ومسدِّداً ؛ تكونُ متوكِّلاً عليه وضارعاً إليهِ وسائلاً له التَّوفيقَ والهدايةَ في كلِّ وقتٍ تطلُبُ منهُ العونَ وتسألُهُ التَّوفيقَ والسَّدادَ ، تطلُبُ منهُ أن يقيمكَ على الطَّريقِ السَّويِّ الَّذي أمرَ اللهُ -عزَّوجلَّ- أن يسأَل في كلِّ ركعةٍ الهدايَةَ إليهِ ﴿ ۞ اِهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞﴾[الفاتحة :٥ـ٧].
ما هو الصِّراطُ المستقيمُ؟ إنَّه كتابُ اللهِ ، فيهِ نبأُ من قبلنا، وفيه خبرُ من بعدَنا ؛ إنَّه القُرآن الذي هو جدٌّ لا هزْلَ فيهِ وحقٌّ لا باطلَ فيهِ ؛ إنَّهُ كلامُ اللهِ -عزَّوجلَّ- الَّذي أنزلهُ على عبدهِ ورسولهِ معجزاً للبشَرِ، فمع تكالُبِ الأعداءِ على معارَضته لم يَستطيعواْ شيئاً من ذلك ، لم يستطع أحدٌ من أعداءِ القرآن فيما مضى من الزَّمن وفيما سيأتي في المُستقبل ، لا يستطيعُ أحدٌ ( منهم ) أن يأتيَ ولو بسورةٍ واحدةٍ ، إنَّ القرآنَ احتوى على مائة وأربعة عشر سورةٍ : كلُّ سورة فيها من الإعجازِ ما الله بهِ عليمٌ ، فما اعجازُ سورَة البقرَة على طولها ، ولا سورة النِّساءِ على طولها ولا غيرها من السورِ الطِّوال ما إعجازها بأشدَّ من إعجاز أقصر سورة في القرآن .
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ۞﴾[الإخلاص :١ـ٤] ، ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۞ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۞ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾[الكوثر : ١ـ٣ ] .
نزلت ردّاً على العاصم بن وائلٍ السَّهمي الَّذي قال عندما مات ابنُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم (...) قال :« دعوهُ فإنَّما هو أبترٌ فسيموت ونستريحُ منه » فأنزل الله عليه ردّاً هذهِ السورةَ ، عندما وفد عمرو بن العاص ابنُ هذا القائل وفد وهو كافر على مُسيلمةَ الكذَّاب ، الَّذي كانَ في بيتهِ وقال له : ماذا أُنزِلَ على نبيِّكُم هذه الأيَّام ؟ قال : نزلت عليه سورةٌ قصيرةٌ بليغةٌ ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۞ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۞ ... ﴾ ، فقال : وأنا أُنزِلَ عليَّ مثلُها ، قال : وما ذاك ؟ قال : أُنزِلَ عليَّ يا وبري ، يا وبري ، لك أذنانٍ وصدري وسائرُ عمُرك حقرٌ بكري وإنَّك يا عمرُو لتدري ، قال : واللهِ إني لأدري أنَّك كذَّاب».
هذا عمرُو بن العاص وهو كافرٌ يردُّ على مسيلمةَ الكذَّاب ، الَّذي انخلعَ من الحياءِ والَّذي ادَّعى معارضةَ القرآنِ ! ، فصارَ أُضحوكَةً على مدى الزَّمن .
فيا -عبادَ اللهِ- هل يستطيعُ أحدٌ أن يُعارِضَ آيةً من القرآنِ ، أو سورةً منه ؟! الجوابُ : لا ؛ إذن هذا أعظمُ دليل على أنَّه منزَلٌ من عندِ الله -عزَّوجل- ، وليس من عندِ غيْرِهِ ... ، وإذا كانَ الأمرُ هكذا ، فلماذا نترك كتابَ الله ونذهبُ إلى التَّمثيليَّات ، والأخبارِ الباطلَةِ والكلامِ الفاضي والأغاني ، والأشياء التَّافهةِ ؟! إنَّه والله أمرٌ عظيم -وإنا لله وإنَّا إليه راجعون-.
يا عبدَ اللهِ، يا مسلمُ، لكَ في كتاب الله وسنَّةِ رسولهِ غنيَةً عن غيرهما .
فإيَّاك ، إيَّاكَ أن تُعرضَ عن كتابِ اللهِ وعنْ سنَّةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، إيَّاك أن تفعلَ ذلك فتستحقَّ المقتَ منَ اللهِ ، وقد روى أبو داودَ الطَّيالسيُّ -رحمه الله تعالى- حديثاً وتتبَّعتُ سندَهُ فوجدتُهُ صحيحاً ؛ أنَّ الله-عزَّوجل- يقولُ وهو حديث قدسي عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يرويهِ عن ربِّهِ أنه تعالى يقول : « وعزَّتي وجلالي لأُفشينَّه بينهم حتَّى يقرأَه الرَّجلُ والمرأةُ ، والحرُّ والعبد والصَّغيرُ والكبيرُ فإذا قرؤُوه ولم يعمَلواْ بهِ ، أخذتُهم بِحَقِّي عَلَيْهِمْ » هذا حديثٌ صحيح .
فاتَّقِ الله يا عبدَ اللهِ ، إنَّ كثيراً من الشَّباب يعتنُون بالصُّحف والمجلاَّت ، وما فيهما من الأقوالِ الَّتي يكونُ تسعون بالمائةِ أو أكثَر من ذلك باطلاً أو كذباً أو شيئاً يشبهُ الكذِبَ أو لا فائدَةَ منهُ (!) .
ومعَ ذلك فإنَّ الوَاحد مِنهم يكذِبُ ويقرأُ هذه الصُّحف، لكن لو قرأَ كتابَ الله ما قطعَ صفحَةً حتَّى يأْتيهِ النُّعاسُ والنَّومُ ويأتيه الكسَلُ ويرمي المصحفَ (!) ، فاتَّقواْ اللهَ يا عبادَ اللهِ ما هذا ؟! إنَّما هذا من الشَّيطان .
أنتَ رضيتَ باللهِ ربّاً ، اِرضى بكلامهِ ، أنت رضيتَ بالله ربّاً اِجعَل عبادتكَ لهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، دعاءك له وحده لا شريكَ له ، اِجعل رغبتَكَ إليهِ وحده لا شريكَ لهُ ، اِجعل رهبتك منهُ وحدَهُ لا شريكَ له وهكذا ... ، فاتَّق اللهَ يا عبدَ اللهِ ، اتَّق اللهَ يا عبدَ اللهِ ؛ اِرضى باللهِ ربّاً لتكون مُؤمناً حقّاً ، وارضى بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم رسولاً ، اِتَّخذهُ هادياً، اِتَّخذه دليلاً، اِتَّخذه معلِّماً ، اِتَّخذه قائداً فهو رسولُ الله لا يدلُّك إلاَّ على خيرٍ ولهذا يقولُ الله -عزَّ وجلَّ- :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ ﴾ [ آل عمران :٣١ ] ، الآيةُ الأخرى :﴿ وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۗ ﴾ [التغابن:١٢].
وآياتُ أخرى غيرهما كثيرةٌ في القرآن ، فاتَّبعوا الرَّسول النَّبيَّ الأُمِّيَّ المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾[النَّجم:١ـ ٩] .
أنت تسألُ عمن ؟ تسألُ عن نبيِّك محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ، متى ؟ إذا نزَلتَ قبرَكَ ، وتسأَلُ عنه إذا وقفت بينَ يدي ربِّكَ ، ﴿ فَوَ رَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[الحجر:٩٢ـ٩٣]، وفي الآيةِ الأُخرى :﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ﴾[لأعراف:٦ـ٧]، هل يَصحُّ أذانٌ بدُون الشَّهادة لمحمَّد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالرِّسالَة ؟! الجوابُ : لا .
هل تصحُّ صلاةٌ لا يقرؤ فيها بالتَّشهُّدِ ؟ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
هكذا يا عبادَ اللهِ نحنُ مسئولون عن اِتِّباع محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ؛ إذن : يجبُ علينا أن نتَّبعَ محمَّداً رسول الله -صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه- .
لكن بماذا نعرِفُ بماذا نتَّبعُهُ إنَّهُ بالعلم والفقهِ في الدِّين ، فهل جلسنا في حلقات العلم ؛ هل جلسنا في حلقات التَّفقُّه في الدِّين ، ووافقنا عليها وحافظنا عليها ؟ حتى نعرف ما يجبُ علينا وما لا يجبُ ، ( ما يجبُ علينا وما يحرُم علينا ) .
الجوابُ : أظنُّه سلبيّاً ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله ، فاتَّقواْ اللهَ يا عبادَ الله ، ثم يقولُ عن الإسلام :
• « منْ رَضيَ بالله ربّاً وبالإِسلاَم ديناً » : هل رضيت بالإسلام ديناً ؟ فلا تتركُهُ وتذهبُ إلى الأعراف القبليةِ، أو إلى ما هو مألوفٌ ومعروفٌ عن الآباءِ ، وموروثٌ عنهم ! هل تركتَ هذه الأمورَ ورجعتَ إلى الدِّين وإلى ما يفرضُهُ عليك الدِّينُ؟
وما يمنعه عنك ويُحرِّمهُ عليك ؟ أنتَ مسؤول عن هذا شئتَ أم أبيتَ .

فاتَّق اللهَ ربَّكَ ٱنظُر إلى عمَلِك، وزنْهُ بميزانِ الشَّرع وٱنظُر هل أنتَ موفٍّ لما جاءَ في هذا الحديثِ أمْ لا ؟ ، ثمَّ إذا كنْتَ مُخلاًّ بهِ فعليكَ أن ترجعَ إلى الله -عزَّ وجلَّ- وتتوب إليه قبل أن تندَمَ فلا ينفَعُ النَّدمُ .
أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين ، إنَّهُ هو الغفورُ الرَّحيم .


۩۞۩۞۩

۞الخطبةُ الثَّانية ۞
الحمدُ لله وحدهُ والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نبيَّ بعدهُ وعلى آلهِ وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً
أمَّا بعدُ :

جاء في الحديث الصَّحيح الَّذي (أخرجهُ) الألباني أو ذكرهُ الألباني ، في الأحاديثِ الصَّحيحَةِ في صحيحِ الجامِعِ ؛ وكذلك هو في الأحاديثِ الصَّحيحَةِ ـ جاءَ في هذا الحديث : «كما لا يُجتنى من الشَّوك العنبُ ، كذلكَ لا ينزِلُ الفُجَّارُ منازِلَ الأبرار ، فاسلكواْ أيَّ طريقٍ شئتم ، وأيَّ طريقٍ سلكتُم وردتم على أهلهِ » .ثمَّ قال : الأحاديث الصَّحيحة [رقم:٢٦٤٠]، كذلك أيضاً هو في صحيح الجامعِ [برقم :٤٤٥١]، لكنَّه هذا [حديث] مرسلٌ .
أمَّا -الحديثُ الثَّاني- فلفظُهُ : « كما لا يُجتنى من الشَّوك العنبُ ، كذلكَ لا ينزِلُ الفُجَّارُ منازِلَ الأبرار وهُما طريقان : فأيُّهما أخذتم أدركتم إليه » ، يعني : وصلتم إلى ما يصلُ إليهِ أهلُهُ .[صحيح الجامع :٤٤٥٢].
إذن هذان الحديثان تصدِّقهما آياتٌ من كتابِ اللهِ -عزَّوجلَّ- :﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ* أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ*﴾ [ص:٢٨] .
الجوابُ : لا ، لا يكونُ هذا أبداً ؛ وكذلك قول الله -عزَّ وجل- في سورة الجاثيةِ :﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ ﴾ [الجاثية :٢١] .
أي : أنَّ المُؤمنينَ حَياتُهم في نعمَة الطَّاعةِ لله -سُبحانهُ وتعالَى- ، وبعدَ موتِهم هُم في نعمَة الدَّوام من اللهِ -سبحانهُ وتعالى-، أمَّا الكفَّارُ والفُجَّارُ وإن تنعَّمواْ في الدُّنيا ، تنعَّمت أجسادُهم في الدُّنيا فإنَّ ذُلَّ المعصيَةِ وهمَّ المستَقبلِ لا يفارقُهم ، وهم دائماً يخافون من ارتفاع هذه الدُّنيا وخُروجهم منها إلَى الآخرةِ ، فهم يتوجَّسون الخطَرَ دائماً والخوفُ يسيطِرُ عليهم والحزَنُ والإكتئابُ يُسيطران عليهم دائماً ؛ يقولُ الحسن البَصريُّ :« إنَّهم وإن طفطفت بهِمُ البغالُ ، وهولجت بهم البراميل فإنَّ ذُلَّ المعصية لا يفارقُ أعناقهم ».
يا عبدَ الله يا مسلمُ ، تذكَّر نعمةَ الله عليكَ بالإسلام ، إذا الله سبحانه وفَّقك وهداكَ للعقيدَةِ الصَّحيحةِ الَّتي كانَ عليها محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابُ محمَّدٍ ، إذا وفِّقت لهذا فاشكُرِ الله أعظمَ الشُّكر.
أن وفَّقكَ لهذه العقيدَةِ ، أشكُرِ الله أن وفَّقكَ للتَّوحيد ـ توحيدَ الألوهيةِ ـ بأن علمتَ أنَّ اللهَ ربُّك وأنَّه هو المتصرِّف فيكَ وفي هذا الكونِ كُلِّهِ. فقصَدتهُ بالدُّعاءِ والرَّجاءِ والخَشيَةِ والإنابَةِ ، عندئذٍ إذا تذكَّرتَ هذه النِّعمةَ فاشكُرها واعلم أن شُكرها واجبٌ عليكَ ، تذكَّر لو أنك خلقتَ في الصِّينِ أو أَمريكا أَو في أيِّ بلدٍ أهلُهُ علَى غيرِ الإِسلامِ ؛ وعِشتَ معهم وكُنت معهم وظنَنتَ أنَّ ذلك الدِّينُ الباطِلُ حقّاً ، ألسْتَ تكونُ من أهل النَّارِ؟ بلَى واللهِ.
تذكَّر لو أنَّكَ خُلقتَ في بلَدٍ يعتنقُ أهلهُ الرَّفضَ ، ويسبُّونَ أبا بكرٍ وعمَرَ وسائِرَ الصَّحابةِ! -رضوانُ الله عليهم- ، ويعتقدونَ كُفرهُم! لو أنَّكَ بينهُم ولدتَ بينهم وعشتَ بينهم ، كيفَ كانت تكونُ عقيدتك؟ غالباً أنَّها ستكون عقيدة كفرٍ .
تذكَّر لو أنَّكَ وُلدْت في بلَدٍ يدينُ أهلهُ بالصُّوفيةِ الباطِلَةِ المارِجةِ التي تعتقدُ في المخلوقين العصمةَ! وتقول أنَّ التِّلميذَ أوِ المُريدَ يكونُ بينَ شيخه كالميِّتِ بين يدي مغسِّله (!).
تذكَّر لو أنَّك ولدتَ في بلَدٍ يعتقدُ أهلهُ أنَّ الأولياءَ أعظمُ درجةً من الأنبياء (!) ، يعتقدُ أهلهُ بوحدَةِ الوجود أو ما أشبَهَ ذلك من العقائدِ الكُفريَّةِ ، ألستَ غالباً تكونُ معهم وبينهم ؟ لا شك ؛ تذكَّر أنَّكَ إذا وفِّقتَ لتوحيدِ الألوهيةِ وتوحيدِ الرُّبوبيَةِ وتوحيدِ الأسماءِ والصِّفات ، آمنتَ بأنَّ للهِ أسماءً لا تخرُجُ لغيره وأنَّ لهُ صفاتٌ لا يستحقها غيره ، إذا آمنت هذا الإيمانَ واعتقدت هذا الإعتقادَ فأنت على خيرٍ وترجو من الله الخيرَ .
فاحمَدِ اللهَ يَا عبدَ الله ، اِعلموا يا عبادَ الله حاجَّ على البَاطِلِ فسوفَ يكونُ من أهل البَاطلِ ، وسيحشرُ مع أهل الباطِل فشرَّابُ الخمورِ سيُحشَرون مع من يكونُ مثْلَهُم ، والزُّنَاة سيُحشَرون مع من كان مثلهُم ، والمُلحدُونَ سيُحشرون مع منْ كان مِثلهُم ، ﴿ أُحْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيم * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ* مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ* بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ۚ *﴾[الصَّافات ٢٢ ـ ٢٦].
فيَا عبادَ الله تذكَّرواْ أنَّ من عاشَ على الباطل ، مات من أهل الباطِل و ورَد على أهلِ الباطِلِ. من عاشَ مع المغنيّين والمُمثِّلين والمُلحدينَ والعِلمانيِّين ، فإنه سَيموت وَ يَرِدُ على أرْواحِ أُولئكَ في نَارِ جهنَّمَ -و العياذُ بالله- .
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾[المطففين : ٧] ، فيا عبادَ اللهِ اتَّقواْ اللهَ ربَّكُم اِحذرواْ عُقوبَةَ اللهِ ، اِحذرواْ مَا حذَّركُم اللهُ منهُ ، دينواْ بدين الإسلامِ ؛ الإسلامُ حقٌّ ، الإسلامُ عبادةٌ ، الإسلامُ توحيدٌ ، الإسلامُ صدقٌ وعدلٌ في المُعامَلةِ معَ الوالدَين ومعَ ذَوي الأرحامِ ، ومعَ غيرهم من المُسلمين .
لا يمكنُ أن يكونَ المسلِمُ حقّاً ينطَوي على خيانةٍ وعلى رذيلَةٍ ـ والعياذُ بالله ـ ؛ وإن كانَ ليسَ معصُوماً و رُبَّما يقعُ منهُ ما يقعُ لكنَّه يتوبُ إلى الله ويُنيب، أمَّا الَّذي يستكبرُ ويبقى على ما هو عليهِ من المعصيَةِ ، فذلك مُهدَّدٌ بالعقوبة .
فيا عبدَ اللهِ كُن توَّاباً وكن أوَّاباً ، حتَّى يقبِضَ الله روحكَ .
انتهى
والحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وآلهِ وصحبهِ أجمعين .


۩۞۩۞۩



فرَّغهُ:
أبوشعبة محمد القادري
غفر الله له ولوالديه
ليلة الخميس ٥ رمضان ١٤٣٥
من هجرة النَّبيِّ صلى الله عليهِ وسلَّم .



الفهارس:
فهرس الآيات
فهرس الأحاديث
فهرس الأعلام
فهرس اللغة والمفردات
فهرس الموضوعات



فهرس الآيات :

١ـ ﴿ ۞ اِهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞﴾[الفاتحة :٥ـ٧].
٢ـ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ﴾[آل عمران: ٣١].
٣ ـ ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ﴾[لأعراف:٦ـ٧].
٤ ـ ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[الحجر:٩٢ـ٩٣].
٥ ـ ﴿ أُحْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيم * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ۚ *﴾[الصَّافات ٢٢ ـ ٢٦].
٦ ـ ﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ* أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ*) [ص:٢٨] .
٧ ـ ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ ﴾ [الجاثية :٢١] .
٨ ـ ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ [النَّجم:١ـ ٩].
٩ ـ ﴿ وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۗ﴾[التغابن: ١٢].
١٠ ـ ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾[المطففين : ٧].
١١ ـ ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۞ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۞ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾[الكوثر: ١ـ٣].
١٢ ء﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ۞﴾[الإخلاص :١ـ٤] .

فهرس الأحاديث والآثار:
١ ـ عن العبَّاس بن عبد المطَّلبِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :« ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضيَ بالله ربّاً، وبالإسْلامِ ديناً، و بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم رسولاً » رواه مسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على أن من رضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي الكبائر، (برقم:٣٤) وصحَّحه الإمام الألباني ءرحمه اللهء في صحيح الجامع (برقم : ٣٤٢٥).

٢ ـ حديث قدسي عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يرويهِ عن ربِّهِ أنه تعالى يقول : « وعزَّتي وجلالي لأُفشينَّه بينهم حتَّى يقرأَه الرَّجلُ والمرأةُ ، والحرُّ والعبد والصَّغيرُ والكبيرُ فإذا قرؤُوه ولم يعمَلواْ بهِ ، أخذتُهم بحدِّي عليهم » هذا [حديثٌ صحيح] أخرجه الدارميُّ في سننه باب العمل بالعلم وحسن النِّية فيه (برقم:٢٥٥) بلفظ: " أَبُثُّ الْعِلْمَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى يَعْلَمَهُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ ، وَالْعَبْدُ وَالْحُرُّ ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِمْ ، أَخَذْتُهُمْ بِحَقِّي عَلَيْهِمْ ".

٣ ـ جاءَ في هذا الحديث : « كما لا يُجتنى من الشَّوك العنبُ ، كذلكَ لا ينزِلُ الفُجَّارُ منازِلَ الأبرار ، فاسلكواْ أيَّ طريقٍ شئتم ، وأيَّ طريقٍ سلكتُم وردتم على أهلهِ » .
ثمَّ قال : الأحاديث الصَّحيحة [رقم: ٢٠٤٦] الحديث صحَّحه العلامة الألبانيُّ ءرحمه اللهء في (السلسلة الصحيحة المجلد الخامس) (رقم: ٢٠٤٦) (صفحة: ٧٤).

٤ ـ « كما لا يُجتنى من الشَّوك العنبُ ، كذلكَ لا ينزِلُ الفُجَّارُ منازِلَ الأبرار وهُما طريقان : فأيُّهما أخذتم أدركتم إليه » ، يعني : وصلتم إلى ما يصلُ إليهِ أهلُهُ .[صحيح الجامع :٤٤٥٢].

٥ ـ يقولُ الحسن البَصريُّ :« إنَّهم وإن طفطفت بهِمُ البغالُ ، وهولجت بهم البراميل فإنَّ ذُلَّ المعصية لا يفارقُ أعناقهم ».

فهرس الأعلام :
١ ـ العبَّاس بن عبد المطَّلبِ: العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّة.عم رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وصِنْوُ أبيه، يُكنَّى أبا الفضلِ، بابنه.وأمه: نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد بن مناة بن عامر، وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط، وهي أول عربيَّةٍ كسَتِ البيت الحَرير والدِّيباج، وأصناف الكُسوة، وسببُه أن العبَّاس ضاع وهو صغير، فنذرت إن وجدتْه أن تكسوَ البيت، فوجدته، ففعلتْ، بثلاث سنين.السقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما عمارة المسجد الحرام، فإنه كان لا يدع أحدًا يسُبُّ في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هُجرًا، لا يستطيعون لذلك امتناعًا؛ لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعوانًا عليه.[أسد الغابة، لابن الأثير ط. العلمية (3 / 163).].

٢ ـ عمرو بن العاص: فهو عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي، أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد، أحد رؤساء قريش في الجاهلية، وهو الذي أرسلوه إلى النجاشي ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده فلم يجبهم إلى ذلك لعدله، ووعظ عمرو بن العاص في ذلك.
فيقال: إنه أسلم على يديه والصحيح أنه إنما أسلم قبل الفتح بستة أشهر هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة العبدري. و كان أحد أمراء الإسلام، وهو أمير ذات السلاسل، وأمده رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدد عليهم أبو عبيدة، ومعه الصديق، وعمر الفاروق، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمان، فلم يزل عليها مدة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقره عليها الصِّديق.[البداية والنهاية لابن كثيرٍ (الجزءُ الثامن) ط، دار الفكر].
٣ ـ مُسيلمةَ الكذَّاب: مسلمة بن حبيب الحنفي ويعرفُ بمسيلمة الكذاب كان أحد الذين ادَّعَوا النُّبوة في زمن النبيِّ .

٤ـ الحسن البَصريُّ: هو الحسن بن أبي الحسن يسار ، أبو سعيد ، مولى زيد بن ثابت الأنصاري ، ويقال مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السُّلمي ، قاله عبد السلام أبى مطهر ، عن غاضرة بن قرهد العوفي ، ثم قال : وكانت أم الحسن مولاة لأم سلمة أم المؤمنين المخزومية ، ويقال : كان مولى جميل بن قطبة.[ سير أعلام النبلاء للذهبي ط. دار مؤسسة الرِّسالة (ص:564)].

٥ ـ أبو داودَ الطَّيالسيُّ: الطَّيالسي: أبو داود (133 هـ ـ 204 هـ، 750 ـ 819م).
سليمان بن داود الطَّيالسي. مُحدِّث، من الحفاظ المُتقنين، فارسي الأصل. سكن البصرة، ورحل إلى بلدان كثيرة. روى عن جرير بن حازم، وحمَّاد بن زيد، وحمَّاد بن سلمة، وشعبة، وسفيان الثوري، ومحمد عبد الحي بوكا وغيرهم. روي عنه أنه قال: كتبت عن ألف شيخ. روى عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وعمرو بن علي الفلاس، ومحمود بن غيلان وغيرهم. أكثر من الرواية عن شعبة وكان من المقدَّمين الراوية عنه. كان قوي الحفظ، ويعتز بذلك. ذكر في ترجمته أنه كان يحدِّث من حفْظه فوقع في أخطاء يسيرة تبعًا لذلك. جمعت أحاديثه في مسند عُرف باسم مسند الطَّيالسي. توفي بالبصرة.
قال المزي في تهذيب الكمال: سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي البصري الحافظ، فارسي الأصل، وهو مولى لقريش. وقال يحيى بن معين: مولى لآل الزبير بن العوام، وأمه فارسية كانت مولاة لبنى نصر بن معاوية. اهـ
٦ـ الألباني: هو الشيخ العلامة المحدث الجهبذ المحنة ، أبو عبد الرحمان محمد ناصر الدين نجاتي بن الحاج نوح الألباني الأرنأوطي ، ولد سنة (١٣٣٣هـ) / الموافق لـ (١٩١٤ م) . في مدينة أشقودرة عاصمة ألبانيا . فحفظ القرآن العظيم وتعلم التجويد وفن الصرف والنحو والبلاغة ، فصار أشهر من نارٍ على علم رحمه الله توفي سنة ١٩٩٩ م (بتصرُّف) [ ٱنظر ترجمة الشيخ -رحمه الله- على موقعه على الشابكة ].

٧ ـ أبو بكرٍ الصِّديق -رضي الله عنه- : اسمه عبد الله ء ويقال عتيق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي رضي الله عنه ،روى عنه خلق من الصحابة وقدماء التابعين ، من آخرهم : أنس بن مالك ، وطارق بن شهاب ، وقيس بن أبي حازم ، ومرة الطيب .
وعن عائشة ، قالت : اسمه الذي سماه أهله به " عبد الله " ولكن غلب عليه " عتيق " .وقال ابن معين : لقبه عتيق ؛ لأن وجهه كان جميلا ، وكذا قال الليث بن سعد .
وقال غيره : كان أعلم قريش بأنسابها .وقيل : كان أبيض ، نحيفا ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبه بالحناء والكتم .
وكان أول من آمن من الرجال .وقال ابن الأعرابي : العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة : عتيق.وعن عائشة ، قالت : ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو بكر.وقال عروة بن الزبير : أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار .
ويقال : إن اليهود سمته في أرزة فمات بعد سنة ، وله ثلاث وستون سنة ، رضي الله عنه وأرضاه .
سير أعلام النبلاء للإمام أبي عبد الله شمس الدين الذهبي (بتصرف [ص: ٧ـ٢٠]).

٨ ـ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي ، الفاروق ءرضي الله عنهء. .
استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل ، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة .
روى عنه : علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو هريرة ، وعدة من الصحابة ، وعلقمة بن وقاص ، وقيس بن أبي حازم ، وطارق بن شهاب ، ومولاه أسلم ، وزر بن حبيش ، وخلق سواهم .
وعن عبد الله بن عمر قال : كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالا ، أصلع ، أشيب .
وكنيته : أبو حفص .
.[السِّير/للذهبي (بتصرُّف يسير) ط : مؤسّسة الرسالة (ص : ٧٣))]

فهرس اللغة والمفردات:
الإيمان : في اللغة: هو التصديق والإقرار وفي الإصطلاح : قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، هذا هو تعريف أهل السنة للإيمان .
طفطفت: استسلمت لهم وانصاعت لأمرهم . (ٱنظر قاموس المعاني (بتصرُّف يسير) ).
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ



التعديل الأخير تم بواسطة أبوشعبة محمد المغربي ; 07-13-2014 الساعة 02:56 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 PM.


powered by vbulletin