معلومات مذهلة لكنها باطلة! أو صاحبها تهويل!
١- الزعم بأن الدعاء ينبغي أن يكون : ربّ، وليس "يا رب" بزعم أن هذا أقرب لله وإجابته! وأن مقتضى البلاغة القرآنية حذف (يا)!
وهذا غير صحيح من وجوه منها:
أولا: أن الدعاء ب : رب هو بتقدير ( يا ) النداء فتقديرها: يا رب.
ثانيا: قال تعالى : {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}.
وقال تعالى: {وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون}.
ثالثا: من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: يا رب.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة: " فأقول: يا رب، أمتي أمتي.."..
وقد وردت أحاديث كثيرة في الدعاء بـ : يا رب..
2- الزعم بأن المطر لا يذكر إلا في العذاب، وهذا من جهلهم وضلالهم، ففي الصحيحين من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه في الحديث القدسي: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب".
3- وكذلك زعمهم في التفريق بين صاحبة امرأة وزوجة بتفريقات عجيبة، وزعمهم أن امرأة تستخدم فيمن لا يكون بينه وبينهما انسجام!! والله يقول عن زوجة إبراهيم عليه السلام: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} !
فلذلك احذروا من المقالات الغريبة والتي تخالف المعلوم والمشهور إلا ما دل عليه الدليل، ويكون من مصدر موثوق..
والله أعلم
4- ومما يلحق بالمعلومات المذهلة-(بسبب ما يصاحبها من تهويل) أن الياء في (صلي) من قول القائل: (اللهم صلي) هي ياء التأنيث!! ويلزم منها الكفر بالله!!
وهذا غير دقيق، فكلمة (صلى) الأمر منها : (صلِّ) بحذف حرف العلة، ومن أثبت الحرف لم يحوله لأنثى،وإنما كان غالطا في لفظه، كمن يقول لشخص: ادعو لي بدل أن يقول: ادع لي، فهو لم يجعله جماعة، وإنما أخطأ في إثبات حرف العلة.
وبقاء حرف العلة في الفعل المضارع المجزوم(وليس في فعل الأمر) في جائز في لغة بعض العرب إثباتها ويكون الفعل مجزوما بالسكون.
وهذا ظاهر في الفعل المضارع فتقول للرجل: أنت تصلي الظهر في وقتها، وليست للتأنيث!
لكن من يقول له للتأنيث فهو لتنبيهه على الخطأ .
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
14/ شوال/ 1442 هـ