منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-20-2015, 01:33 PM
أبو عبد الله الأثري أبو عبد الله الأثري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 1,073
شكراً: 0
تم شكره 61 مرة في 56 مشاركة
افتراضي التعصب للحق لا لغيره

التعصب للحق لا لغيره

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا وآله وصحبه وبعد ،

إن العبد في هذه الدنيا مأمورٌ باتباع الحق ونبذ الباطل ، وإن التمسك بالحق والثبات عليه لابد له من الصبر لأنه يخالف هوى النفس والشيطان فلا بد من أن تصبّر نفسك باتباع الحق والثبات عليه لذلك يقول الأوزاعي رحمه الله اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح، فانه يسعك ما وسعهم " ومن الصوارف التي تصرف العبد عن الحق التعصب لغير الحق سواء كان تعصباً للرأي أو للشيخ أو للطائفة أو للقبيلة أو للفرقة أو لغير ذلك من أنواع التعصب ،وهذا مما عمت به البلوى في هذه الأيام ، تجد أن البعض يصر علي رأيه ولو كان غير محقاً نصرة لرأيه وقد يكون لشيخة ولرفقته ، وقد يحمله تعصبه إلى الافتراء والكذب نصرةً لرأيه ولا يدرى هذا المتعصب أن كل كلام سيتفوه به وسيخطه بيده سيسأل عنه أمام الله عز وجل قال تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" فحري بالعبد أن يوطن نفسه على لزوم الحق وإن كان مخالفاً لهواه ولشهوة نفسه ويتحرى العدل والإنصاف سواءً كان له أو عليه قال تعالى : "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "

يقول الشيخ ربيع حفظه الله : " فالذي يلزمنا معشر الإخوة أن نفتش أنفسنا ،فمن وجد في نفسه شيئاً من هذا المرض فعليه أن يتدارك نفسه ويقبل علي العلاج الناجح ،ويبحث دائماً علي الحق ،لينجو بنفسه من وهدة التعصب الأعمى الذي قد يؤدى الى الشرك بالله تبارك وتعالى أو يؤدى إلى الضلال الخطير ." (التعصب الذميم وأثاره ص46)



قال الشيخ مقبل بن هادى رحمه الله :فأهل العلم يتوجعون من هذه التعصبات من زمن قديم حتى قال نشوان الحميري متوجعاً من أهل عصره ، ومن تقليدهم الهادي المقبور بصعدة

اذ جادلت بالقران خصمي ........ أجاب مجادلاً بقول يحيى

فقلت كلام ربك عنه وحي ......... أتجعل قول يحيى عنه وحيا

(إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان ص 10)

ولذلك فان التعصب من أخطر الصوارف التي تصرف الناس عن لزوم الطريق المستقيم ومن أبشع صوره التعصب في الرأي والذي قد يكون أحياناً فيه قدحٌ لأهل العلم الكبار ليس لحاجة إلا تعصباً فتارة يقولون أن الشيخ الفلاني لا يرد على المخالف إلا إذا تُكلّم في شخصه وتارة يقولون أن الشيخ الفلاني يريد أن يربط الطلاب بشخصه ولا يحسن التحدث بالفصحى بطلاقة في المحاضرة وتارة كذا وتارة كذا مع العلم أن هؤلاء المشايخ لو ذكرت أسماؤهم لا نبري أهل السنة في الذب عنهم ، وإذا كان هذا بالكبار فما بالكم بالطلاب يقولون هذا عنده كذا وهذا كذا طيب أخرجوا لنا البينة قالوا عندنا لا نريد أن نخرجها الآن وتارة يطعنون بطلاب قد زُكّوا من قبل كبار العلماء ، ألم يعلموا أن هذا من صفات الحدادية أم علموا وتناسوا، وتارة ينكرون على من عنده حرص كبير في باب المعاصي ويقولون هذا غلو ، وتارة هم يعظمون من شأنها بل قد يهجرون من قد تلبث بها ، فلذلك كان التعصب للآراء المخالفة للصواب من أبشع صور التعصب ،وهذا لا ينتج الا من الهوى وقلة التقوى،

قال ابن أبى العز رحمه الله : "وليس في الطبع السليم ما تقضي التعصب لهذا العالم ،أو هذا العالم وإنما يأتي ذلك غالبا من هوى النفس فيكون حينئذ قد حيل علي خلق ذميم ... "

(الاتباع ص24)

ولقد ذكر الشيخ الفاضل خالد المصري أبو عبد الأعلى سمات المتعصبين فسأنقل منه ومن كلامه جزاه الله خيراً ،

قال " السمة الأولى :

عدم الانقياد للحق اذا جاءه عن غيره

"وضابط هذا الكاشف بينة الهيثمي في الزواجر (1\118\119)بقوله : لأن المتكبر-ومنه المتجادلون في مسائل الدين بالهوى والتعصب – تأبى نفسه من قبول ما سمعه من غيره وإن اتضح سبيله ،بل يدعوه كبره الى المبالغة في تزييفه وإظهار إبطاله ،فهو علي حد قوله تعالى "وقال الذين كفرو لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون"

"واذا قيل له اتقي الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "وقال ابن مسعود كفى بالرجل إثما إذا قيل له اتق الله أن يقول عليك بنفسك " وقال عبد العزيز البخاري الحنفي في كشف الاسرار شرح أصول البزدوي(3/239)والتعصب – تفعُّل –من العصبية وهي الخصلة المنسوبة الى العصبية وهي التقوية والنصرة ورأيت في بعض الحواشي أن التعصب من تكون عقيدته مانعه من قبول الحق عند ظهور الدليل ".

السمة الثانية :

عدم قبول الحق والتحمس له إلا اذا قال به شيخه

وهذا كاشف جلى لحال هؤلاء المتعصبين الجدد ، فاذا اجتمع عدد كبير من العلماء الكبار – ممن هم أعظم من شيخهم علماً وفضلاً على قول مبنى على الحجج والأدلة وخالف شيخهم هذا القول ،رأيتهم يضربون بقول هؤلاء العلماء عرض الحائط بلا حجة ولا برهان ،ويقولون :لا يلزمنا تقليد العلماء ولا يلزم أن يكون الحق دائما مع الكثرة أو مع الكبراء وهم المقلدون المتعصبون لو كانوا يعلمون "

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل الجاهلية "المسألة الثامنة والعشرون أنهم أي أهل الجاهلية لا يقبلون من الحق إلا الذى مع طائفتهم كقول "قالوا نؤمن بما أنزل علينا "

السمة الثالثة :

ضعف حصيلتهم العلمية

إن جل المتعصبين إن لم يكونوا كلهم على ضحالة في العلم النافع وفقر شديد في الدراية بأصول المنهج السلفي فلا يعرفون ضوابط للخلاف ولا أداب الطلاب مع شيخهم ، ولا قواعد علم الجرح والتعديل ، ومن ثم ذهبوا يخبطون خبط عشواء وقد تحدثت مع أحد هؤلاء التعصبين فإذ به يقول لي : أنا ليس عندي دراية بهذه المسائل أنا مجرد مقلد ،فقلت ورغم تصريحه بأنه مقلد ،فقد نصب نفسه مع أقرانه المتعصبين :حماة للإسلام والسنة حسبما يزعمون في بلدهم في واقع الأمر يحمون شيخهم من أي كلمة حق تقال في نقده وصيروا أنفسهم حكاماً علي طلبة العلم والعلماء وهم لا يحسنون التقليد فضلا عن الاتباع ،فأثاروا الفتن و أججوا نار الأحقاد بين الشباب وتحولوا الى حزب فوضوي لا هم لهم الا الانتصار لشيخه , وصدق أبو الحسن بن الفضل المقدسي حينما قال في هذه الأبيات الرائقة

تصدر للتدريس كل مهوّس ...بليد تسمي بالفقيه المدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ...بيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتي بدا هزالها ....كلاها وحتى سامها كل مفلس



السمة الرابعة :

أوتوا الجدل بالباطل مع الفجور واللدد في الخصومة مع مخالفيهم

فهم يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون " قال المناوي في شرح هذا الحديث أي ما ضل قوم مهديون كائنين علي حال من الأحوال إلا أوتوا الجدل يعني من ترك سبيل الهدى وركب سنن الضلالة ، والمراد لم يمش حاله إلا بالجدل أي الخصومة بالباطل .

وقال القاضي : "المراد التعصب لترويج المذاهب الكاسدة والعقائد الزائفة لا المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال واستعلام ما ليس معلوماً عنده أو تعليم غيره ما عنده "

وقال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ص432 ): " فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا على أن ينتصر للباطل ويخيّل للسامع أنه حق ويوهن الحق ويخرجه في صورة الباطل كان ذلك من أقبح المحرمات وأخبث خصال النفاق ."

وقال الصنعاني في سبل السلام (4/196) " وحقيقة المراء :طعنك في كلام غيرك لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه "

وقال الشيخ عبد السلام بن برجس في عوائق الطلب (63) " فالحزر الحزر من التعصب للأقوال والقائلين وهو أن يجعل القصد من المناظرة والمباحثة نصر القول الذى قاله أو قاله من يعظمه فان التعصب مُذهب للإخلاص مزيل لبهجة العلم معمٍ للحقائق فاتح باب الحقد والخصام الضار كما أن الإنصاف هو زينة العلم وعنوان الاخلاص والنصح والفلاح "

السمة الخامسة :

يرفعون عقيرتهم بلا حياء علي كل من يمس شيخهم بكلمة حق

فإذا قال قائل في شيخهم أنه أخطأ في كذا وكذا والدليل كذا وكذا ثم سرد أقوال أهل العلم المبينة لما قال إذ بهم تحدق أعينهم بهذا القائل بغضاً ونفوراً مما قال ، والمتتبع لكتب الجرح والتعديل يجد عشرات الأفاضل من أهل العلم من الرواة وغيرهم قد قيل عنهم أنهم أخطؤوا في كذا وكذا ولم يعد أحدٌ هذا انتقاصاً لأقدار هؤلاء العلماء إلا أن يقال :عن فلان أنه فاحش الخطأ أو يخطئ كثيراً فهذا بلا ريب قدح شديد في هذا العلم أو الراوي يسقط الاحتجاج به ، لكن مجرد قولك عن فلان من أهل العلم أنه أخطأ في كذا لا يعد هذا قدحاً فيه أو سوء أدب معه ، بل هذا ابن أبي حاتم يروى عن أبيه وأبي زرعه كتاباً كاملاً بعنوان "بيان خطأ البخاري في تاريخه "والبخاري بلا شك أعلي كعباً ورتبةً من ابن أبي حاتم فلم نسمع أحداً من أهل العلم قد أنكر علية هذه التسمية لكتابه أو اعتبرها انتقاصاً من ابن أبي حاتم لقدر البخاري

السمة السادسة

تمنيهم إثبات موافقة شيخهم الصواب ولو بتخطئة أكابر العلماء بغير حق

وهذه السمة بادية عليهم وتظهر أحياناً علي فلتات ألسنتهم ما تكنه صدورهم من تمنيهم أن يكون شيخهم هو المصيب ولو كان السبيل الي هذا أن يكون الخطأ والزلل هو نصيب صفوة من العلماء الكبار فعلي سبيل المثال :لو وقع أحد المخالفين لشيخهم في ذلة فانتقدها العلماء علية تجد الفرحة قد ملأت قلوبهم تشفياً وهذا داءٌ خفي وهوا أحد أعراض التعصب وقد كشف اللثام عن هذا الداء الخفي العلامة ربيع بن هادى حفظه الله في كتابة التعصب الذميم ص45 بقوله " فيجب علي كل مسلم أن يفتش نفسه فقد يميل إنسان إلى صاحب الحق لهوى فقبل أن يتبين له الحق يتمني أن يكون فلان هوالمنتصر بالحجة أو غيرها فتميل نفسه لأنه فلان ، ولو كان علي الحق لا يجوز أن يوجد هذا الميل " أهـ

إلي غير ذلك من السمات التي ذكرها الشيخ أبو عبد الأعلى خالد المصري في كتابه جزاه الله خيرا فحري بطالب العلم ألا يغضب إلا لشرع الله لا انتصاراً لنفسه أو لشيخه أو لغير ذلك، ولا أن يجالس المخالف من وجهة نظره سنوات دون أن ينكر عليه شيئاً وإذا خالفه المخالف له في أمر ما أظهر الغضب والغيرة للشرع عن أمور في ظنه أنها قد ارتكبت من سنوات فأين الولاء والبراء طيلة هذه السنوات لا سيما وأن هذا الأمر الذى قد يكون من وجهة نظره مخالفة قد تلبث بها هو نفسه بل وأقرانه ولم يحرك ساكنا !

واختم الكلام بذكر هذه القصة التي ذكرها الحافظ "رحمه الله "في لسان الميزان في ترجمة الطحاوي رحمه الله : قال ابن زولاق وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول :سمعت أبي يقول وذكر فضل أبي عبيدة بن وفقهه فقال :كان يذاكرني بالمسائل فأجبته يوماً في مسألة فقال لي :ما هذا قول أبي حنيفة، فقلت له : أيها القاضي أو كل ما قاله أبو حنيفة أقول به ؟ قال : ما ظننتك إلا مقلداً فقلت له :وهل يقلد إلا عصبي ، فقال لي : أو غبي ؟ فطارت هذه الكلمة بمصر حتي صارت مثلا وحفظها الناس".



أبو إسماعيل إيهاب الشافعي

5 جمادي الأول 1436هـ

__________________

قال عليه الصلاة والسلام: (( طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ ، حتى الحيتانِ في البحرِ )) . صححه الألباني .

قال الشيخ ربيع -حفظه الله-: " ما أحد سبقه في التأليف وخدمة السُنة إلاَّ القدامى ، استخرج أربعين كتابًا بعد ما مر على المخطوطات كلها في المكتبة الظاهرية وغيرها ، أعطاه الله ذكاءً خارقًا ، هزم رئيس القراء وعمره ثمانية عشر عامًا ، ... ما أحد سبقه في التأليف ، الألباني في كل كتبه يرد على أهل البدع وينشر التوحيد والسُنة " .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 PM.


powered by vbulletin