تحذير ذوي الألباب المستقيمين على المنهاج من الوقوع في مكائد الضال علي بن حاج
كتبه أخوكم سليم أبو إسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلىآله وصحبه، أما بعـد:
إن وجود الحاكم المسلم نعمة من نعم الله وعلى المسلم أن يشكر الله على هذه النعمة
و الحاكم غير معصوم فهو يخطئ ويصيب وخاصة و أنه مبتلى بعظائم الأمور فلا بد أن نجد له العذر إذا أخطئ و ندعو له بالتسديد والتوفيق و علينا أن نحمد الله إذا أصاب الحق بارك الله فيكم
روى أبو نعيم في الحلية قال :
حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بنيزيد البغدادي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول : لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها الا في الامام .قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزنيومتى صيرتها في الامام فصلاح الامام صلاح العباد والبلاد
و في كتاب السنة للخلال بسنده عن الإمام أحمد: وإني لأدعو له – الإمام – بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار والتأييد وأرى ذلك واجبا عليَّ
وجاء في كتاب السنه لابن ابي عاصم من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي عليه له
وما رواه الشيخان أن اسأمه بن زيد قيل له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه قال: أتروني أني لا أكلمه إلا اسمعكم والله لقد كلمته بيني وبينه دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه
قال القاضي عياض : مراد أسامه انه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الحكام لما يخشى من عاقبة ذلك بل يتلطف به وينصحه سرا فإنه أجدر بالقبول
ولكن خالف الخوارج كلام السلف في هذا الباب و ذهبوا ينشرون سمهم بين الشباب المسلم ويزينون لهم الخروج على الحاكم المسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولقد ابتلينا في هذا الزمان ببعض الحزبيين المتعالمين من الخوارج الذين تلطخت أيديهم بدماء الآلاف من المسلمين و أذكر منهم المتعالم الحزبي المقيت علي بن حاج الذي كان ولا زال يحرض الشباب للخروج على الحكام و بلغني أنه كلما انتهى الناس من صلاة الجمعة قام خطيب في الناس يحرضهم ويزين لهم التمرد على الحاكم كما كان يفعل الخوارج زمان الصحابة رضي الله عنهم و كأنه لم يحدث شيء ونسي ما فعله أتباعه من قتل ونهب عار عليك يا علي بن حاجوكل هذا كان بسبب تهوره وجهله و كنا ننتظر من هذا المجنون المتعالم بعد خروجه من السجن أن يتوب إلا الله ويتراجع على أفكاره الهدامة وعلى حزبيته و ينشغل بطلب العلم النافع و لكن هيهات تم هيهات فكم من يتيم وكم من أرملة وكم من مصاب قد تسبب في آذيتهم بسبب جهله وعناده وكم من قتيل يشهد أن لا إله إلاالله كان سببا في موته أين تعزيته لهؤلاء و نذكر هذا الجويهلي المتمرد بقوله تعالى
أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً
المائدة32
و قوله أيضا إذا كان المقتول مؤمناً بالله:
ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيهاوغضب الله عليهولعنه وأعد له عذاباً عظيماً النساء 93
ونقول له لقد صان الإسلام بتعاليمه الأعراض والكرامات
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجلمسلم
رواه مسلم والنسائي والترمذي
أقول له وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي: أوصى بها عقبة بن عامر، حين قال: يا رسول الله! ما النجاة؟
فقال له صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك
رواه الترمذي وحسنه
نقول له هل بكيت على جرائمك يا علي بن حاج
.نعم أيها الأخوة اللسان هو الميزان الذي توزن به الرجال، وتعرف به أقدارها
قال صلى الله عليه وسلم: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
و هذا المتعالم لم يمسك لسانه و شن حرب على أعلام السنة و أطلق عليهم ألقاب هم براء منها كعلماء السلطة وعلماء الطاغوت قبحه الله لأن هؤلاء الأفاضل و الأكابر تبرؤوا منه وكشفوا جهله و حزبيته فنصيحتي للشباب الجزائري أن يحذروا هذا المتعالم الذي تربى على الفكر القطبي
و نقول له ولأمثاله كأسامة بن لادن و من كان على شاكلتهم من الذين يحرضون الناس على القتل و التمرد على الحكام أنتم أخبث الناس
قال بن حجر رحمه الله كما في هدي الساري مقدمة فتح الباري
القعديه " الذين يزينون الخروج على الائمه ولا يباشرون ذلك "
والقعديه هم أخطر الخوارج أنفسهم فهم يعملون على إثارة الفوضى وإثارة العامه و تحريضهم على ولاة الامر هم أعظم وأخطر من الخوارج القدامى،لقد جمعوا بين الخروج و النفاق أي تقية الرافضة
و لقد روى ابو داوود في مسائل الامام احمد عن عبدالله بن محمد الضعيف انه قال : " قعد الخوارج هم اخبث الخوارج "
ولقد اغتر بعض الشباب بهذا الرجل وبزهده المزعوم
نقول لهم هل سمعتم بقصة قاتل علي رضي الله عنه بن ملجم الشقي عندما أرادوا أن يقتلوه ماذا قال
قال: (لاتقتلوني دفعة واحدة؛ بل قطِّعوني إربًا إربًا وابدؤوا بأصابعي، وآخر ما تقطعوالساني حتى أستمر على الذكر) يريد أن يموت على الذكر هذا الشقي أنظر إلى هذا التناقض يقتل علي رضي الله عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم المبشر بالجنة زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغتر يا أخي بزهد هؤلاء و الله زهد مزعوم
و النبي صلى الله عليه وسلم وصف لنا الخوارج وصفا دقيقا بارك الله فيكم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل، فقالويلك ،ومن يعدل إذا لم أعدل ، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل . فقال عمر يا رسول الله ، ائذن لي فيه فأضرب عنقه ؟ فقالدعه ، فإن له أصحابايحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوزتراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلايوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم ، آيتهمرجل أسود ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر ، ويخرجون على حين فرقة من الناس أخرجه البخاري
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تَراقيهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق، أو قال: التسبيد.
أسأل الله أن يحفظ علينا وإياكم ديننا وأن يرينا الحق حقًاويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.