الرد المُخْتَصَرْ على من كان علمه مُقْتَصِرْ
الهدية العثيمينية إلى الطائفة الحدادية([1])
وأما موقفنا من العلماء المؤولين فنقول : من عرف منهم بحسن النية وكان لهم قدم صدق في الدين ، واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ ، ولكن عذره في ذلك لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من إجراء النصوص على ظاهرها ، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر من غير تكييف ، ولا تمثيل ، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله ، والفعل وفاعله([2]) ، فالقول الخطأ إذا كان صادراً عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم عليه قائله ، بل يكون له أجر على اجتهاده ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » متفق عليه ، وأما وصفه بالضلال ؛ فإن أريد بالضلال الضلال المطلق الذي يذم به الموصوف ، ويمقت عليه ، فهذا لا يتوجه في مثل هذا المجتهد الذي علم منه حسن النية ! ، وكان له قدم صدق في الدين واتباع السنة ! ، وإن أريد بالضلال مخالفة قوله للصواب من غير إشعار بذم القائل فلا بأس بذلك ! ، لأن مثل هذا ليس ضلالاً مطلقًا ، لأنه من حيث الوسيلة صواب ، حيث بذل جهده في الوصول إلى الحق ، لكنه باعتبار النتيجة ضلال حيث كان خلاف الحق ، وبهذا التفصيل يزول الإشكال والتهويل ، والله المستعان([3]) .
تنبيه : دفعت هذه الورقة يوم الجمعة والشيخ الوالد حسن بن عبد الوهَّاب البناء - حفظه الله - في طريق العودة لمنزله المبارك وقرأها الشيخ واطلع عليها ؛ فلما قرأها سُر وقال : جزى الله خيرًا من كتبها وأوصانا بزيادة بعض الأمور في الحاشية فامتثلنا أمره ؛ فقلت لشيخنا : هل توصي بنشرها يا شيخنا ؛ فقال - حفظه الله - : نعم انشروها فهي جيدة جدًا .
قرأه واستحسنه جدًا وأذن في نشره
فضيلة شيخنا العلاَّمة الوالد حسن بن عبد الوهَّاب البناء
- حفظه الله -
أعده وعلَّق عليه
ياسر بن حجازي السلفي المنشاوي
- غفر الله له ولوالديه -
كتبه على الحاسوب
سمير بن سعيد السلفي القاهري المنشاوي
- عامله الله بلطفه الخفي -
==========================================================
1 - الحدادية فئة ضالة عندها غلو ، ومن سماتهم أن كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه ، ولا يجيزون الترحم على من وقع من أهل السنة في بعض البدع ، ويفتون بحرق كتب بعض أهل العلم ، ويبدعون الإمام أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - وغيره من أهل العلم والعصر ، وقد تكالبوا في عصرنا هذا على ثلاثة من أهل العلم والفضل ، وهم الشيخ محمد أمان الجامي ، والشيخ ناصر الدين الألباني ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي - رحمة الله عليهم أجمعين - .
2 - العيب كل العيب عندما ادعى هذا الغِر الحدادي = الغالي العلم ! ، وطلب المناظرة لم يستطع عندها التفريق بين الفعل وفاعله ، وبين القول وقائله ، بل اشتد عليه الشيخ محمد حسني القاهري - حفظه الله - في الجلسة عندما لم يستطع التفريق بين القول وقائله ، ولم يستطع عندها أن يحرر موطن النزاع والخلاف الذي كان بيننا وبينه ؛ فكان - كفاه الله شر نفسه - في وادٍ والشيخ والأخوة في وادٍ آخر مع قلة بضاعته يومها واعترافه بخطئه أمام الجميع ، فقد كنَّا نعرج على القول وأنه موهم وخطأ ، وهو يصر أن القائل - وهو إمام الزمان بشهادة الأكابر ! - وافق كذا وكذا من فرق الضلال ! ، فالحمد لله على نعمة الإسلام والسنة والعقل الصحيح ( ! ) واتباع علماء السُنة ولزوم غرزهم ، ولا عزاء للحدادية ومن وافقهم ! من أهل الضلال والإضلال ، وكلام الإمام العلاَّمة الأصولي الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - هو عين الحق والحقيقة كما قال ذلك شيخنا العلاَّمة حسن بن عبد الوهَّاب البناء - حفظه الله وأمد في عمره على طاعته - حينما قرأها واطلع عليها .
3 - مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ، برقم ( 1 / 120 - 121 ) .