ثــم يفضــي بهــم اﻷمــر إِلــى التحــزب والعصبــة فــإِذا رأوا كثــرة جمعهــم وقــوة........
قــال المــاوردي - رحمــه الله- :
ثــم ﻻ يبعــد أَن يظْهــر أهــل نحــل مبتدعــة ومذاهــب مخترعــة
يزوقــون كلَامــا مموهــا ويزخرفــون مذهبــا مشوهــا يخلبــون بــه
قلــوب اﻷغمــار ويعتضــدون علــى نصرتــه بالسفلــة اﻷشــرار فيصــب
النــاس إليهــم وينعطفــوا عليهــم بخﻼبــة كﻼمهــم وحســن ألطافهــم
مــع أن لكــل جديــد لــذة ولكــل مستحــدث صبــوة وقــال النبــي
صلــى الله عليــه وسلــم إِن أخــوف مــا أَخــاف علــى أمتــي منافــق
عليــم اللســان .
فتصيــر حينئــذ البــدع فاشيــة ومذاهــب الحــق واهيــة ثــم يفضــي
بهــم اﻷمــر إِلــى التحــزب والعصبــة فــإِذا رأوا كثــرة جمعهــم وقــوة
شوكتهــم داخلهــم عــز القــوة ونخــوة الكثــرة فتضافــر جهــال
نساكهــم وفسقــة علمائهــم بالميــل علــى مخالفيهــم فــإِذا استتــب
لهــم ذلــك زاحمــوا السلطــان فــي رئاستــه وقبحــوا عنــد العامــة
جميــل سيرتــه فربمــا انفتــق مــاﻻ يرتــق فــإِن كبــار اﻷُمــور تبــدو
صغــارا .
] درر السلــوك صـ (121-120)
__________________
روى البخاري وغيره عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ » . سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -.
|