منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-13-2014, 05:20 PM
بدر منصور محمد بدر منصور محمد غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 22
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي تفريغ الدرس الرابع منهاج السالكين كتاب الصيام الشيخ عبد الرحمن العدني

الدرس الرابع : أخذنا في الدرس الماضي مايتعلق بمفسدات الصوم وتقدم أن مفسدات الصوم الأكل والشرب والجماع ودم الحيض ودم النفاس ، ولم يثبت أن من إستقاء انه يفسد صومه والحديث معل ، وهكذا الحجامة من المفطرات ، عندنا الأكل والشرب والجماع والحجامة ودم الحيض ودم النفاس هذه من المفطرات . واما الإستقاء كما تقدم لم يثبت أنه من المفطرات ، وتقدم مايتعلق بالجماع وأنه إثم كبير ويوجب الإثم والكفارة المغلظة التي هي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يجد ( لعلها فإن لم يستطع ) فإطعام ستين مسكينا وننبه أن صوم شهرين متتابعين لايقطع هذا التتابع حصول المرض الإفطار لأجل المرض أو لأجل السفر أو لأجل دم الحيض والنفاس أو لأجل الإفطار لعيد الفطر أو عيد الأضحى أوأيام التشريق هذه كلها لاتقطع التتابع فمن كان عليه صيام شهرين متتابعين كفارة لقتل الخطأ أو لظهار أو للجماع في نهار رمضان فهذه الأمور لاتقطع التتابع من أفطر لمرض أفطر ثلاثة أيام لأجل المرض فيواصل بعد إفطاره يواصل إذا وصل إلى يوم الأربعين يواصل واحد وأربعين إثنين وأربعين وهكذا بعضهم لجهله إذا أفطر لمرض أو سفر فإنه يرجع يستأنف الصوم مرة أخرى وهذا غير صحيح بل من أفطر لهذه الأعذار فإنه يبني على ماتقدم ، وهناك بعض المسائل أخذنا في الدرس الماضي وأخيرا أخذنا بمايتعلق بأن هذه المفطرات إنما تكون مع العلم والقصد والإختيار أما مع الجهل فلا تضر ( ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أوأخطأنا ) ، فمن أكل أوشرب جاهلا هل يتصور هذا أكل أوشرب جاهلا يكون جاهلا بالوقت وليس بالحكم يعني أكل أوشرب جاهلا بدخول الفجر أوجاهلا ببقاء النهار ، أكل أوشرب ظانا أن الليل لايزال موجودا ، أو أنه أكل أو شرب ظانا أنه قد غربت الشمس ثم تبين عدم الغروب ، أوجامع جاهلا بحكم الجماع وأنه حرام في نهار رمضان ، أوجاهلا بالوقت كما تقدم في الأكل والشرب فلاشئ عليه لعموم الأدلة (ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أوأخطأنا ) ، ( ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ماتعمدت قلوبكم ) ، ( لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ، ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ، وهكذا من أكل أوشرب أوجامع ناسيا قد يحصل هذا بالنسبة للأكل والشرب بكثرة ، وفي الجماع قد يحصل ينسى أنه في رمضان ، فمن فعل شيئا من ذلك جاهلا أو ناسيا أو مكرها فصومه صحيح ، لكن تقم التنبيه على مسألة يكثر السؤال عنها وهو أن بعضهم يجامع في رمضان يعلم أن الجماع محرم لكن يجهل الكفارة المغلظة ويقول لوكنت أعلم أن هذه الكفارة المغلظة مترتبة على الجماع مافعلت فماهو الحكم الحكم أن الكفارة لازمة عليه لأنه أقدم على الفعل مع علمه بحرمته والدليل على ذلك أن الرجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( قال يارسول الله هلكت وقعت على إمرأتي في رمضان ) فهو لايدري ماذا عليه قوله ( هلكت ) يدل على أنه يعلم بخطأه وأنه يعلم بحرمة الجماع في نهار رمضان لكن لم يكن يعلم بوجوب الكفارة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بها ، فهذا يدلنا على أن من جهل الكفارة وعلم بحرمة الجماع أن الكفارة لازمة عليه ، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم (من نسي وهوصائم فأكل أوشرب فليتم صومه ) ، سواء كان هذا الأكل قليلا أوكثيرا طالما وهو بعذر النسيان فصومه صحيح ويكون طعاما اطعمه الله إياه ، لكن من رأه يأكل أويشرب فواجب عليه أن ينبهه لأن هذا منكر واجب عليه أن يصوم ، فإذا رأيت شخصا يرتكب منكرا فواجب عليك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. قال ( فليتم صومه ، عليه الصلاة والسلام ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) . قال رحمه الله ( وقال صلى الله عليه وسلم لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر متفق عليه ، وقال تسحروا فإن في السحور بركة ، وقال إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور ، رواه الخمسة) . وهذا سنده ضعيف فيه الرباب بنت صليع أم الرائح مجهولة سنده ضعيف . (وقال صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه رواه البخاري . وقال من مات وعليه صيام صام عنه وليه ، متفق عليه ) ، الأمر الأول لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر ، حديث متفق عليه من حديث سهل بن سعد الساعدي ، ففيه مشروعية التعجيل بالإفطار لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر لأن السنة هي التعجيل بالإفطار فمن عجل بالإفطار أصاب السنة ومن أصاب السنة كان في خير ومن أخر الإفطار خالف السنة وفاته الخير فتعجيل الإفطار سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم حث عليها وأرشد إليها كما في هذا الحديث لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر ، وقي حديث أبي هريرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لايزال الدين ظاهرا ماعجل الناس الفطر فإن اليهود والنصارى يؤخرون ) وهو صحيح في المسند وبعض السنن لايزال الدين ظاهرا ماعجل الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤخرون ، وهكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أقبل الليل من ههنا وأشار إلى جهة المشرق وأدبر النهار من ههنا وأشار إلى جهة المغرب وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب ، وهكذا كان هديه صلى الله عيه وعلى آله وسلم كما عند مسلم من حديث أبي عطية ( قال دخلت انا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها رجلان من أصحاب النبي صلى الله **************عليه وسلم كلاهما لايألوا على الخير أحدهما يعجل الإفطار والصلاة والآخر يؤخر الإفطار والصلاة ، قالت من الذي يعجل الإفطار والصلاة قال عبد الله (يعني بن مسعود) ، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجل الإفطار والصلاة ) ، وروى عبد الرزاق والطبراني والبيهقي من حديث عمر بن ميمون الأودي قال ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرعَ الناس إفطارا وأبطأهم سُحورا ) وسنده صحيح . فيستفاد من هذه الأدلة مشروعية تعجيل الإفطار هذا محل إجماع بين أهل العلم ، متى يشرع تعجيل الفطر إذا غربت الشمس وهذا يكون إما برؤية الشخص للشمس وهي تغرب أو بإخبار الثقة أو بأذان المؤذن الذي ينضبط في الوقت أو بغلبة الظن لأن غلبة الظن تنزل منزلة اليقين . ماهو الضابط في مشروعية التعجيل بغروب الشمس وكيف يعرف غروب الشمس إما بأن يراها بنفسه إذا غربت الشمس فيشرع له أن يعجل بالأفطار أو بإخبار الثقة العدل او بأذان المؤذن الذي ينضبط بالوقت أو بغلبة الظن أيضا من غلب على ظنه أنه قد غربت الشمس فيشرع له أن يعجل بالأفطار ، بغلبة الظن ليس بالشك أما مع وجود الشك لايجوز له أن يفطر لماذا لأن الأصل بقاء النهار أنت الآن في صوم الأصل بقاء النهار فلاتنتقل عن الأصل الإبيقين أوغلبة الظن ، والدليل على أن الإفطار يكون مشروعا مع غلبة الظن بغروب الشمس ماثبت من حديث أسماء أنهم أفطروا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم انكشف الغيم فإذا بالشمس لم تغرب هذا يدل أنهم عجلوا عملا بحكم الشرع عجلوا بالإفطار مع وجود الغيم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في هذا الحديث ( إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) ، أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس ، أقبل الليل من جهة المشرق وأدبر النهار من ههنا من جهة المغرب وغربت الشمس هذه الأمور متلازمة ، مايقبل الليل من جهة المشرق إلا وأدبر النهار من جهة المغرب وتغرب الشمس ، فإذا أقبل الليل يعني أقبل الظلام وبقي شئ من قرص الشمس هل هذا محل إفطار الجواب لا بد من إجتماع هذه الأمور إقبال الليل وإدبار النهار وغروب الشمس أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم بمعنى دخل وقت الإفطار أوحل له الأفطار أوهو مفطر حكما وإن لم يكن مفطر حسا ، لكن أقرب الأقوال أي دخل وقت الإفطار ، أفطر الصائم بمعنى ليفطر الصائم جاز له الإفطار أو شرع له الإفطار مبادرة بالعمل بحكم الشرع ، فإذا شك لايستعجل ولاعبرة بعد غروب الشمس ببقاء أشعة الشمس إذا كنت ترى أمامك الشمس قد غربت فهذا الإحمرار القوي الذي يكون بعد سقوط القرص لاعبرة به فإذا سقط القرص كله فلا عبرة بهذا الإحمرار الذي يبقى بعد غروب الشمس ، فهذا الذي يفيده هذا الحديث ( لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر ) ، لأنهم إمتثلوا حكم الشرع واقتدوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا فيه إشارة إلى عدم مشروعية الوصال في الصوم ماهو الوصال أن يواصل صوم يوم بيوم بدون تخلل فطر بينهما أن يواصل صيام يومين بدون تخلل فطر يومين أوأكثر بدون تخلل فطر فهذا الحديث فيه الحث على المبادرة في الإفطار بمجرد غروب الشمس ، فالوصال منهي عنه ماهو الوصال أن يواصل صيام يومين أوأكثر بدون تخلل فطر بينهما ، أما لو أفطر قي العشاء بعد صلاة العشاء أوقبله أوأكل أوشرب في وقت السحر أوقبل أذان المؤذن فهذا لايعتبر وصالا ، لكن الوصال هو أن يواصل صيام يومين أوأكثر بدون تخلل فطر ، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقالوا يارسول الله إنك تواصل قال (إني لست كهيئتكم إني أبيت أطعم وأسقى يطعمني ربي ويسقيني فأبوا أن ينتهوا فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوُأ الهلال قال لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا )، متفق عليه . والنهي عن الوصال في أحاديث جماعة من الصحابة وظاهر النهي يفيد التحريم فلايجوز الوصال أن يصوم مثلا يوم الإثنين يأتي المغرب لايفطر يمسك إلى أن يؤذن المؤذن من اليوم الذي بعده يوم الثلاثاء يؤذن المؤذن لصلاة الفجر وهو على الصوم الأول إذا واصل صوم الأثنين بصوم الثلاثاء هذا يعتبر وصالا محرما لايجوز وأما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك من خصائصه قال إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني والمقصود بالإطعام والشراب لأنه إنشغل بلذة المناجاة والذكر والطاعات فشغلته عن الطعام والشراب فالوصال حرام لايجوز ، لكن من أراد أن يواصل وأبى رخص له إلى وقت السحر نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال وقال (من أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر ) رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري . من أراد أن يواصل فليواصل إلى االسحر ، لكن هذا خلاف الأولى ،الأولى والأفضل والذي ينبغي أن يبادر بالإفطار عند غروب الشمس ولايتأخر وهذا علامة الخير في هذه الأمة المبادرة بالأفطار في أول الوقت ، فهؤلاء الذين يحتاطون ففعلهم خطأ ، ونستفيد من هذا مشروعية الإفطار قبل صلاة المغرب لأن الشرع لأن الشرع جاء بالترغيب بالمبادرة بالإفطار فلو قمت متوجها إلى صلاة المغرب يشرع لك أن تفطر على ماتيسر ولو على جرعة ماء أو حبة تمر أو ماتيسر فحديث أنس عند أبي يعلى وغيره ( قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعني كان يفطر قبل أن يصلي مارأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط صلى المغرب قبل أن يفطر ) ، مارأه صلى المغرب قبل أن يفطر لا كان يفطر ثم يصلي المغرب ، ونستفيد من هذا أن مايفعله الأئمة أو مايفعله المؤذنون في المساجد نرى المؤذنين في المساجد يأتي إلى التقويم أصحاب التقاويم أو ينظر إلى الساعة فيذهب يأكل تمرات ثم يفتح المكبر ويؤذن ففعله صواب إذا كان قد غربت الشمس فهو مبادر بالإفطار في أول الوقت إذا كان قد دخل الوقت . قال رحمه الله ( قال ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ، السَحور والسُحور ، السَحور أكلة السحر الأكلة التي تؤكل في وقت السحر نسبت هذه الأكلة إلى الزمن الذي تؤكل فيه وقت السحر وهو قبل الفجر السَحور الطعام الذي يؤكل في هذا الوقت ، والسحُور الفعل وهو الأكل في هذا الوقت وروي الحديث على الوجهين تسحروا فإن في السَحور بركة وتسحروا فإن في السُحور بركة ، السَحور وهو الطعام الذي يؤكل فيه بركة ، والسُحور وهو الفعل أيضا فيه بركة مثل الطَهور والطهور الطَهور الذي يتطهر به والطهور هو الفعل التطهر والوَقود والوُقود ، الوَقود الحطب ، والوُقود التلهب الوقود بالفتح هو الحطب والوقود بالضم هو التلهب تلهب النار، ففيه مشروعية السحور تسحروا فإن في السحور بركة ، متفق عليه . وفي حديث رجل هكذا مبهم من الصحابة قال ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل في السحر فقال إن الله أعطاكموه فلا تدعوه ) ، يعني هذا السحور بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه ، وهكذا في هذا الحديث تسحروا فإن في السحور بركة ، بركات دينية ودنيوية ، السحور مشروع بإجماع من أهل العلم لإرشاده صلى الله عليه وسلم إلى السحور وإخباره بأن الفارق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ، كما في حديث عمرو بن العاص ( فصل مابيننا وبين صيام أهل الكتاب أكلة السحر ) ، أهل الكتاب يصومون لكن ماكانوا يتسحرون فخصت هذه الأمة بمشروعية السحور، فصل مابيننا وبين صيام أهل الكتاب أكلة السحر في الصحيح من حديث عمرو بن العاص ، فالسحور مشروع ومرغب فيه وهو بركة وهذه البركة*دينية ودنيوية ، البركة الدينية لمافيها من إمتثال أمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، واتباع السنة ومن البركات الدينية أنه يعين على العبادة لايستوي من تسحر ومن لايتسحر فمن يتسحر فإنه يتقوى على هذه العبادة ويجد لذتها ويسهل عليه فعلها ويرغب فيها ويعاود العبادة عبادة الصوم ، ويشعر بارتياح وطمأنينة ويتقوى على عبادات النهار من تلاوة القرآن والإكثار من النوافل وكثرة الذكر ،وهكذا أكلة السحور من بركة السحور الدينية أنه يعين على ذكر الله سبحانه وتعالى في أفضل الأوقات وهو وقت السحر حينما ينزل الله إلى السماء الدنيا يقول هل من سائل يسألني فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأستجيب له ، فسبحان الله من أكبر العون للعبد على طاعة الله سبحانه وتعالى وذكره ومناجاته في هذه الأوقات الشريفة . ثم أيضا يعين على صلاة الجماعة وعلى أداء صلاة الفجر في وقتها ، فصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ، وأما البركة الدنيوية فإن السحور مما يقوي البدن يعين العبد على مزاولة أعماله الدنيوية بخلاف إذا ترك السحور فإنه في الغالب يشعر بالضعف والتعب وخوار القوى وقلة النشاط فقد تكون عنده أعمال فلايستطيع أن يقوم بها بسبب تركه للسحور فهذا في مشروعية التسحر ولو بحبة تمر ولو بماتيسر من الطعام ولوبشربة ماء بعضهم يقول أنا لا أجد رغبة في الأكل فيقال عملا بالسنة كل ماتيسر أو إشرب ماتيسر ولو بحبة تمر يقول أنا لاأجد رغبة يقال له كل ولو حبة تمر ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ، ويشرع في السحور تأخيره يشرع تأخير السحور ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتأخر في السحور كما في حديث زيد بن ثابت قال ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قال أنس قلت لزيد كم كان بين الصلاة والسحور قال قدر خمسين آية ) ، ويقول سهل بن سعد كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن إدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، متفق عليه . وفي حديث بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان فقال إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ، فهذه الأحاديث فيها مشروعية تأخير السحور أن يكون في آخر الوقت هذا هو المشروع أن تجعل سحورك في آخر الوقت قرب إنفجار الفجر وطلوع الفجر في آخر الوقت ففي حديث زيد بن ثابت قال ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قيل له كم كان بين الآذان والسحور قال قدر خمسين آية ( المقصود بالأذان هنا الإقامة ) قدر خمسين آية ) ، خمسين آية ليست بالطويلة ولا بالقصيرة إنما متوسطة وليست بقراءة سريعة ولابطيئة إنما بقرآة الوسط ، يدل على تأخر السَحور ، وأيضا في حديث سهل بن سعد المتقدم كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على تأخر سحورهم ، وهكذا في حديث بن عمر مرفوعا إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم وماكان بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا فيدل على التأخر ، وأيضا أثر عمر بن ميمون المتأخر قال ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحورا ، فيشرع تأخير السحور إلى آخر الوقت ، من إستطاع أن يجعل سحوره قبل الأذان بعشر دقائق بربع ساعة فهذا هو الأقرب إلى السنة خلافا لأولئك الذين يتعجلون بالسحور ، حال كثير من الناس أنهم يتسحرون مبكرين وفعلهم يترتب عليه أمور أولا أنهم خالفوا السنة ، الأمر الثاني أنه يترتب على تعجيلهم للسحور أنهم ينامون بعد التسحر في الغالب فتفوتهم صلاة الجماعة ويدخلون في الصيام قبل أوانه ووقته ويفوتهم وقت الذكر والصلاة والمناجاة والدعاء في وقت السحر بل قد توفتهم صلاة الفجر صلاة الفريضة في وقتها كحال كثيرا من هؤلاء الذين يعجلون السحور فما يستيقضون في الغالب إلا بعد طلوع الشمس فتفوتهم هذه الخيرات بسبب تعجيل السحور ، والسنة تأخير السحور . قال ( وقال ( أي النبي صلى الله عليه وسلم) إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور ، رواه الخمسة . ) تقدم أن سنده ضعيف هذا من حديث سلمان بن عامر، وفي حديث أنس (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن فتمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء ) وهو من طريق جعفر بن سليمان الضبعي وهو صدوق لكن أُنكر عليه هذا الحديث ، فإذا كان الأمر كذلك فليفطر الإنسان على ماتيسر مما أباح الله سبحانه وتعالى لكن هذا الحديث مشهور عند أهل العلم إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر لأن التمر حلو وهو مقوي للكبد ومعوض للبدن فإن الصائم يستنزف مادة السكر من البدن فيحصل له الضعف وروغان البصر وحصول الدوخة فإذا بادر بأكل الشئ الحلو فإنه بإذن الله سبحانه وتعالى يستعيد الطاقة والقوة ويتقوى الكبد ، قال إذا أفطر فليفطر على تمر وفي حديث أنس كان يفطر قبل أن يصلي رطبات أيش معنى رطبات جمع أيش رُطبة نضيد البُسُر **قبل أن ييبس هذا الذي يكون على النخل وهو جاف يقال له البسر فإذا نضج فهو رطب فإذا يبس صار تمرا ، عندنا ثلاثة أشياء الذي على النخل بسر فإذا نضج يقال له رطب فإذا يبس صار تمرا ، فكان في حديث وهو سنده ضعيف كان يفطر قبل أن يصلي المغرب على رطبات وهو نضيد البسر المعروف عندكم جميعا فإن لم تكن فتميرات يعني يقدم البسر على التمر فإن لم تكن حسا حسوات من ماء ، قالوا لأن المعدة تيبس بسبب الإمتناع عن الطعام والشراب فإذا جاء الماء فإنه يساعد على تلطيفها وترقيقها وإزالة اليبوسة التي فيها ويكون مصفي للمجاري هذا الماء ، لكن هاذان الحديثان ضعيفان فالذي يظهر الذي يتيسر مما أباح الله سبحانه وتعالى تبتدئ بالقهوة أو بالعصير أو بماتيسر مما لذ وطاب مما أباح الله سبحانه وتعالى ننبه على أن تعجيل الفطر لايعني تأخير صلاة المغرب بل السنة أن يبادر بصلاة المغرب خلافا لفعل كثير من الناس في أيام رمضان فإنهم يتوسعون في الموائد يمدون الموائد الطويلة قبل صلاة المغرب فيؤدي إلى أن يؤخروا صلاة المغرب تأخيرا بالغا فالنبي صلى الله عليه وسلم يعجل الفطر قبل الصلاة يفطر قبل أن يصلي لكن لايعني أنه يتأخر إلا من بلغ درجة من الجوع والعطش ولايستطيع أن يصلي صلاة تامة فيشمله حديث (لاصلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) ، وحديث ( إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدؤا بالعشاء) ، من كانت نفسه تائقة والأفضل أن يخفف الذي يضعه على الموائد أما يضع من كل لون ومن كل شئ فلعله يستمر على تأخير صلاة المغرب . قال ( وقال صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ، هذا فيه بيان أدب *الصوم وهو أن المسلم يدرك أن الله سبحانه وتعالى إنما شرع الصوم لأجل تحصيل التقوى ليس المقصود من الصوم هو الإمتناع عن الطعام والشراب وحسب ولكن مايترتب على هذا الإمتناع من تزكية النفس وتحصيل التقوى وقمع الشهوات والإنكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى فليس الصائم من إمتنع عن الطعام والشراب بل الصائم من امتنعت بطنه عن الطعام والشراب وامتنعت جوارحه عن الآثام وامتنع لسانه عن الزور وقول الزور والكذب والبهتان ، وأقبل بقلبه وسارع إلى مرضات ربه سبحانه وتعالى ، فقوله صلى الله عليه وسلم من لم يدع أي يترك قول الزور الزور من الإزورار وهو الإنحراف فالزور هو كل مافيه إنحراف عن الحق سوى كان بالغيبة أوالنميمة أوالكذب أو البهتان أو الإفتراء أو شهادة الزور أو أي شئ من معاصي اللسان ( من لم يدع قول الزور والعمل به ) السب اللعن ، والعمل به يعني العمل بهذا الزور منه أنه يحضر ويشهد شهادة الزور أو يعتدي بجوارحه بلسانه بيده برجله بقتل بجرح هذا من العمل بالزور أو يفعل المعاصي هذا من العمل بالزور ، ( والجهل ) ، مامعنى الجهل هنا بمعنى السفه الذي هو ضد الحلم ، ليس الجهل هنا الذي هو ضد العلم إنما الجهل هنا بمعنى السفه الذي هو ضد الحلم كما قال سبحانه وتعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ) ، أيش معنى بجهالة أي بسفه وإلا إذا كان المقصود بجهالة الذي هو ضد العلم ماكان مؤاخذا لكن المقصود بالجهالة السفاهة السفه الذي يطيش ويترك الحلم ، قال ( والجهل ) يعني يحصل له حماقة وأندفاع وصراخ وصياح ، ( فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ، فإذا المعاصي معاصي اللسان والجوارح مما تنقص ثواب الصوم ، فمن صام ولم يمسك جوارحه عن المعاصي فإن صومه ناقص الأجر، ليس بفاسد الصوم صومه صحيح لكن مع نقصان الأجر وقد يُحرم نفسه الأجر بالكلية ، قد يصوم صوما بدون أجر لكثرة المعاصي التي يفعلها ، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه التعب والسهر ) ، فهكذا ليحرص الصائم على الإستفادة من فرصة الصيام وعلى مراقبة الله سبحانه وتعالى واستشعار عظمته واستحضار قربه واطلاعه وأنه لاتخفى عليه من حاله خافية ، سبحانه وتعالى فيشغل نفسه بطاعة الله بكثرة الذكر بتلاوة القرآن بكثرة النوافل بالابتعاد عن الملهيات والشواغل بحفظ الجوارح بمحاسبة النفس بلزوم المساجد إن استطاع بالبعد عن أماكن الزلل والخطأ فهذا هو الصائم الموفق ، هذا هو الذي يستفيد من فرصة الصيام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، كان جبريل يلقاه في كل رمضان يعارضه القرآن يدارسه القرآن ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل القرآن قال بن عباس ( فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل بالخير أجود من الريح المرسلة ) ، ففيه مشروعية الخير فعل الخير والإقبال على الله سبحانه وتعالى ، فليحذر الصائم من أن يفوت على نفسه الفرصة وأن يجرح صومه بالمعاصي .

فرغه أبو معاذ مفتاح عمران
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
أما ،مع، الجهل ،فلا، تضر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM.


powered by vbulletin