أقسم بالله غير حانث أن عاقبة المنهج الذي يسير عليه الصعافقة هو منهج الخوارج والتنمر على الولاة والسلاطين المسلمين.
وعاقبتهم فيما يظهر إلى حدادية ثم خارجية صريحة.
فيا من اغتر بالصعافقة وانخدع بأكاذيبهم انتبه لنفسك قبل فوات الأوان.
ويا من صرتم صعافقة فراريج توبوا وراجعوا أنفسكم واتركوا الفتن فما دخلت الفتن إلى القلوب حتى صارت تتبع الهوى، وما دخلت الأهواء إلى القلوب حتى استحلوا السيف وأبغضوا ولاة الأمر.
وإليكم بعض هذه الآثار:
عن أبي قلابة، قال: «ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف» رواه ابن سعد والدارمي والفريابي والآجري في الشريعة وغيرهم وسنده صحيح.
زعن أبي قلابة، قال: « إن أهل الأهواء أهل الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا أو قال: حديثا فيتناهى به الأمر دون السيف. وإن النفاق كان ضروبا، ثم تلا: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾، ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾ فاختلف قولهم واجتمعوا في الشك والتكذيب، وإن هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار». رواه ابن سعد والدارمي وغيرهما بسند صحيح.
وقال أبو قلابة : "مَثَلُ أَهْلِ الأَهْوَاءِ مَثَلُ الْمُنَافِقِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ الْمُنَافِقِينَ بِقَوْلٍ مُخْتَلِفٍ وَعَمِلٍ مُخْتَلِفٍ، وَجِمَاعُ ذَلِكَ الضُّلالُ، وَإِنَّ أَهْلَ الأَهْوَاءِ اخْتَلَفُوا فِي الأَهْوَاءِ وَاجْتَمَعُوا عَلَى السَّيْفِ" رواه أبو نعيم في الحلية بسند حسن.
وكان أيوب يسمي أهل الأهواء كلهم خوارج، ويقول: «إن الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف» رواه ابن الجعد في مسنده والفريابي والآجري وغيرهم وسنده صحيح.
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: « واعلم أن الأهواء كلها ردية، تدعو كلها إلى السيف».
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
6/ 3/ 1439 هـ