سلسلة مِن لطائِف ما مررت به في قرأتي لكتاب البداية والنهاية
سلسلة مِن لطائِف ما مررت به في قرأتي لكتاب «البداية والنهاية» :
▣ سـؤال : من هو هارون المشار إليه في قوله تعالى : {قَالُوا يَـ'ـمَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيّاً يَـ'ـأُختَ هَـ'ـرُونَ ما كَانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَمَا كَانَت أُمُّكِ بَغِيّاً} ؟!
▣ الـجـواب :
الكثير والكثير يظن أن مريم - عليها السلام - هي أخت موسى وهارون - عليهما السلام - مستدلاً بهذهِ الآية ، وزاعِماً إلتقائُهما في النسب! ، وهذا الخطأ وقع في بعض من ينتسب للعلم وأهله ، فضلاً عن عوام الناس - إلا ما رحم الله - ، فهارون هذا قيل أنهُ عابد من عباد زمانهم كانت تساميه في العبادة ، وقال سعيد بن جبير : شبّهوها برجل فاجر في زمانهم اسمهُ هارون ، وقيل أرادوا بهارون أخا موسى شبهوها به في عبادتها ، وأما قصة أنها أخت هارون نسباً كما قلتُ آنفاً فهذا كلام باطل وذلك بسبب طول الدهور بينهما وهذا لا يخفى على أدنى من عنده علم ، وخلاصة القول - والله أعلم - أن هارون المقصود في الآية هو أخ نَسَبي وليس هارون أخ موسى - عليهم السلام - ، وكان أخوها هذا مشهور بالدين والصلاح والخير ، ولهذا قالوا {ما كَانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَمَا كَانَت أُمُّكِ بَغِيّاً} أي لستِ من بيت هذه أخلاقه ، لا أخوك ولا أمك ولا أبوك ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع :
البداية والنهاية لابن كثير (2/72) بتصريف .
▣ كتبه ، في حسابه عالفيس :
أبوالزبير محمد بن أبي بكر الليبي
- عفا الله عنه -
|