هذه بعض الشروط يجب مراعاتها عند الرد على المخالف
كتبه أخوكم سليم أبوإسلام
إن خطر أهل البدع على الإسلام أشد من خطر الكفار كما يرى الكثير من علماء المسلمين لأن أهل البدع يقدمون بدعهم على أنها دين ويدعون الناس إليها و هذا خطر عظيم وفيه إبعاد الناس على الحق وتضليلهم ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل .
قال ابن تيمية رحمه الله:
الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول الذب عن السنة أفضل من الجهاد.
مجموع الفتوى
هذه بعض النصائح لمن أراد الرد على المخالف
1من أراد أن يرد على المخالف فعليه أن يخلص النية لله جلا وعلا ولا تكون نيته التشهير أو يريد من وراء ذالك الشهرة أو الإنتقام لنفسه
قال جلا وعلا
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ.
قال الفضيل بن عياض في تفسيره لهذه الآية:
أخلصه وأصوبه". قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة". أ.هـ
ويقول سفيان الثوري:
ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في بيان أهمية أعمال القلوب:
وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، مثل محبته لله ورسوله، والتوكل على الله، وإخلاص الدين لله، والشكر له والصبر على حكمه، والخوف منه، والرجاء له، وما يتبع ذلك. أ.هـ
2أما المبتدئ عليه أن يتعلم العلم النافع الشرعي
قال الله تعالى:
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ،
فعلم الكتاب والسنة حياة القلوب ونور البصائر وشفاء الصدور، هو الميزان الذي توزن به الرجال والأقوال والأعمال.
ولا يضيع وقته في الردود فيفوت على نفسه تعلم العلم كما هو حادث في زماننا حيث ابتعد الناس عن تعلم العلم و انشغلوا بالردود ولا حول ولا قوة إلا باالله
3وأن يكون عادلا فيما يقول بعيدا عن السب والشتم والخوض في أعراض الناس فسباب المسلم فسوق
قال تعالى
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا
وقال تعالى
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
وأن يركز في الرد على أخطاء المخالف وأن يكون عالما بأخطاء المخالف
4وأن يكون صادقا فيما يقول ولهذا جاءت النصوص في الكتاب والسنة تأمر بالصدق وتحث عليه وتأمر بلزوم أهله
قال الله تعالى
يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
و قال جلا وعلا
ومن أصدق من الله حديثا
وقال أيضا
ومن أصدق من الله قيلا
لأن الكذب من أسوأ الأخلاق
سائلا من الله أن يحفظ أمتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن