منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-28-2018, 05:27 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,372
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي التفكر والاعتبار

التفكر والاعتبار

قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191]

وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].


عن عون بن عبد الله قال: قلت لأم الدرداء: أي عبادة أبي الدرداء كان أكثر؟ قالت: «التفكر والاعتبار». رواه ابن المبارك، ووكيع، والإمام أحمد، وأبو داود كلهم في كتبهم في الزهد، والنسائي في الكبرى وغيرهم وسنده صحيح.

وفي رواية لابن المبارك في الزهد: عن أم الدرداء أنه قيل لها: ما كان أكثر عمل أبي الدرداء؟ قالت: «التفكر» ، قالت: " نظر يوما إلى ثورين يخدان في الأرض مستقلين بعملهما إذ عنت أحدهما، فقام الآخر، فقال أبو الدرداء: «في هنا تفكر، استقلا بعملهما واجتمعا، فلما عنت أحدهما قام الآخر، كذلك المتعاونان على ذكر الله عز وجل».

قال العلامة ابن القيم رحمه الله في الفوائد: "معرفةُ اللهِ سُبْحَانَهُ نوعانِ:

معرفةُ إقرارٍ: وهي التي اشتركَ فِيهَا النَّاسُ؛ البَرُّ والفاجرُ، والمطيعُ والعاصي.

والثانِي: معرفةٌ تُوجِبُ الحياءَ منهُ والمحبّةَ لَهُ، وتعلُّقَ القلبِ به، والشَّوقَ إلى لقائِهِ، وخشيتَه، والإنابَةَ إليه، والأُنْسَ بهِ، والفرارَ منَ الخلقِ إليه.

وهذه هي المعرفةُ الخاصّةُ الجاريةُ على لِسانِ القومِ (1)، وتفاوتُهُم فِيهَا لا يُحصيهِ إلا الذي عرَّفَهم بنفسِه وكَشفَ لقلوبِهِم مِنْ معرِفَتِه ما أخفاهُ عن سِواهُم، وكلٌّ أشارَ إلى هذهِ المَعْرِفَةِ بحسبِ مَقامِهِ، وما كُشِفَ له منها.

وقد قال أَعْرَفُ الخلقِ بهِ: «لا أُحصِي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ» (2)،

وأخبرَ أنه سُبْحَانَهُ يُفْتَحُ عليه يومَ القيامَةِ منْ مَحامدِهِ بما لا يُحْسِنُهُ الآنَ (3).

ولهذهِ المعرفةِ بابانِ واسعانِ:

بابُ التفكُّرِ والتَّأمُّلِ فِي آياتِ القرآنِ كُلِّها، والفهمِ الخاصِّ عنِ اللهِ ورسولِهِ.

والبابُ الثانِي: التفكُّر فِي آياتِهِ المشهودةِ، وتأمُّلُ حكمتِهِ فِيهَا، وقدرتِه، ولطفِه، وإحسانِه، وعدلِهِ، وقيامِه بالقسطِ على خَلقِه.

وجِماعُ ذلكَ: الفِقهُ فِي مَعانِي أسمائِهِ الحسنى وجلالِهَا وكمالِهَا وتفرُّدِهِ بذلكَ وتعلُّقِهَا بالخلقِ والأمرِ؛ فيكونُ فقيهاً فِي أوامرِه ونواهيِه، فقيهاً فِي قضائِهِ وقدرِهِ، فقيهاً فِي أسمائِه وصفاتِه، فقيهاً فِي الحُكْمِ الديني الشَّرعِيِّ والحُكمِ الكونِيِّ القَدَرِيِّ، و {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21]".

والله أعلم

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
12/ 6/ 1439 هـ



الهوامش:

(1) أي: المتكلمون بالمعرفة من زهاد أهل السنة وحكمائهم، وإن كان دخل فيهم من ليس منهم من المتفلسفة وأهل البدعة والبطالة من الصوفية المتأثرين بالمجوس والهندوس والفلاسفة وأهل الكلام.
(2) رواه مسلم في صحيحه (1/ 352 رقم 486) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(3) ورد في حديث أنس - رضي الله عنه - مرفوعاً: «فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَاذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ، يُلْهِمُنِيهِ اللهُ». رواه البخاري (9/ 121رقم7410)، ومسلم (1/ 183رقم193) واللفظ له.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM.


powered by vbulletin