يضمن له دعوات المسلمين كلهم، كل مصلي يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ممن تقدم، وممن سيأتي من السابق والآحق.
فعلى الإنسان أن يسعى في تحقيق هذا الوصف، وهو الصلاح ليدخل في دعوة المسلمين، ثم بعد ذلك يسعى أن يستمر عمله إلى ما لا نهاية، إلى قيام الساعة، يقول: أبو الوفاء ابن عقيل وهو من أئمة الحنابلة، يقول: "إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري" أنت ما تملك نفسك، نفسك ما هي ملك لك، يعني هل يجوز لك أن تقلع أصبعك وتتبرع به لأحد يجوز؟ لا تملك من نفسك شيء، ويقول: "إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرحٌ –مستلقي- فلا انهض إلا وقد خطر لي ما اسطره" هذه الهمة انتجت إيش؟ الفنون، كم مجلد الفنون؟ ثمانمائة مجلد، يعني ما هو من فراغ.
شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أبو العباس ابن تيمية مضرب مثل في هذا الباب، يعني عمر شيخ الإسلام كم؟ إذا قلت: أربعين وثمان وعشرين ثمان وستين سنة، إذا قست عمر شيخ الإسلام بمؤلفاته فقط، دعونا من عبادة الشيخ، وجهاد الشيخ، وسجن الشيخ، وتضحية الشيخ، في المؤلفات تجد الشيء الكثير الذي لا يتصوره من يقيس بالأرقام، يكتب الكتاب في جلسة، فتوى في مائتين وثلاثين صفحة، يقول: "كتبتها وصاحبها مستوفز يريدها" مائتين وثلاثين صفحة الحموية بين الظهر والعصر، الناس يدرسونها سنين، ما الذي أوصل شيخ الإسلام إلى هذه المنزلة؟ همة, همة عالية، بذل في وقت الطلب، مع صدق وإخلاص لله -جل وعلا- جعله يكتب مثل هذه الكتب التي يحتار فيها كثير من العلماء، كتب لشيخ الإسلام، أنا أتصور أن شيخ الإسلام ما جلس شهر على (نقض التأسيس) وفي تحقيق الكتاب أربعين سنة ليحقق الكتاب، كيف يحقق؟ يقابل على النسخ، ويعلق عليها، الأصل موجود، يعني المبني عظم، يعني يحتاج إلى تلييس، ويحتاج إلى تركيب بس، تحقيق ويحتاج إلى أربعين سنة، كيف أربعين سنة؟ حققه ثمانية، وكل واحد خمس سنوات.
وكذلك التأسيس أصبح نقضه
أعجوبة للعالم الرباني
هذا جاء من فراغ؟ كتاب (درء تعارض العقل والنقل) هذا الكتاب عندنا أُناس أئمة في باب الاعتقاد يطون مئات الصفحات من غير نظر ما تفهم.
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي
<
ما في الوجود له نظير ثاني
قرأنا كتب شيخ الإسلام، وذُهلنا من السرعة في الكتابة، وسيلان الذهن، وترابط الكلام، والاستطرادات، ويمين ويسار، المقصود أن هذا أمر مذهل سببه إيش؟ الإخلاص والهمة العالية، تقرأ مثلاً في (منهاج السنة) وصية لطالب العلم في المجلد الأول ثلاثمائة صفحة، لا يقرأ، يخرج منها بخفي حنين، وفي السادس قريب منها، الكلام كلام فوق مستوى كثير ممن ينتسب للعلم، وسببه ما ذكرنا، وشيخ الإسلام تفرغ للعلم، ونذر نفسه للعلم؛ لكن العمل، أمرنا بالاستعانة بإيش؟ بالصبر والصلاة، شيخ الإسلام معروف بعبادته، يقول تلميذه ابن القيم -رحمه الله تعالي-: "حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالي إلى قريب من انتصاف النهار" هذا يستعين به على الفهم، يستعين به على الحفظ، يعني لا تستطيع أن تأتي بسالب فقط أو موجب فقط تريد إنارة، لا بد من الاثنين، لا بد من علم وعمل؛ لكي تدرك العلم، وتستعين عليه بالعمل، يقول: "حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالي قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إليّ، وقال: هذه غدوتي ولو لم أتغدَ سقطت قواي" وقال مرة: "لا أترك الذكر إلا بنية إجمام النفس وإراحتها" ليستعد بتلك الراحة لذكر آخر؛ لأنه يحتاج إلى أن ينام -رحمه الله تعالى- وإذا ذكرنا مثل هؤلاء لا ننسى:
لا تعرضنا لذكرنا مع ذكرهم
ليس الصحيح إذا مشى كالمقعدِ
وليس معني هذا يعني أن لا يوجد، وجد أمثلة في عصرنا مع طغيان المادة والانشغال بأمور الدنيا من ضرب بالأمثلة أروعها مثلاً من العصر القريب شيخ شيوخنا الشيخ عمر بن سليم -رحمه الله- عرف بالعلم والعمل يجلس من صلاة الفجر إلى أذان الظهر، قبل هذا خلنا نشوف الطيبي مثلاً شرف الدين الطيبي إمام من أئمة المسلمين، ذكر الشوكاني في ترجمته من البدر الطالع أنه كان يجلس بعد صلاة الفجر إلى أذان الظهر جلسة واحدة هذا إيش يسوي؟ يفسر القرآن وبعد أن يسلم من صلاة الظهر إلى أذان العصر يقرئ صحيح البخاري والعصر كذلك والمغرب كذلك قام على هذا مدة طويلة، ثم بعد ذلك يجلس ينتظر الصلاة يذكر الله -جل وعلا- يتأهب للصلاة وتقبض روحه وهو ينتظر الصلاة.
الشيخ عمر بن سليم المتوفي سنة اثنين وستين وثلاثمائة وألف، شيخ شيوخنا قريب ماهو بعيد، الوقت كله من صلاة الفجر إلى بعد صلاة العشاء كله للعلم، يتخلل العلم يأتي في الشهر مرة مثلاً خصوم؛ لأنه قاضي فيقضي بينهم بكلمة أو كلمتين وينصرفون وهم راضون، فاجتمع عنده من الطلبة الجم الغفير، ونفع الله به، وكثير من قضاة المملكة في شمالها وجنوبها وشرقها من طلاب الشيخ، أو من طلاب طلابه، هذا بذل.
الشيخ محمد بن ابرهيم -رحمه الله تعالى- بدأ التدريس من وفاة عمه الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف سنة تسع وثلاثين وتسعمائة وألف إلى سنة تسع وثمانين إلى وفاته نصف قرن والوقت كله معمور للعلم والتعليم والعبادة ونفع الناس.
الشيخ عبد الله القرعاوي -رحمة الله عليه- مثال للداعية المصلح، ذهب إلى جنوب المملكة، وفي ذلك الوقت فيها مافيها من الجهل، وأسس فيها مئات المدارس، ومازال طلابه وطلاب طلابه إلى الآن وهم منارات في تلك البلاد، نفع الله به نفع عظيم, من قرأ سيرة هذا الرجل عرف أنه بالإمكان مع النية الصالحة والبذل، وترك الترفع والتنعم؛ لأن الدنيا والآخرة ضرتان، مثل كفتا الميزان إذا رجحت هذه إرتفعت تلك، عرف أنه بالإمكان أن يبذل الإنسان لا سيما مع صدق النية وصدق التوجه إلى الله -جل وعلا- ما لا يخطر على باله, وأما الشيخ ابن باز فكلكم ادركتموه، علمه ودعوته ونفعه للخاص والعام، بلغ مشارق الأرض ومغاربها ونعرف من حال الرجل أنه لا يرتاح في اليوم والليلة ولا أربع ساعات، والوقت كله للعلم والعمل، ونفع الناس والشفاعات، وقضاء حوائج الناس، والمصالح العامة التي انيطت به.
الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- سمعتم وقرأتم الشيء الكثير عن شيوخنا الشيخ ابن عثيمين كذلك، يعني هل تتصورون أن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- أو الشيخ ابن باز وغيره مما ذكرنا من هؤلاء أنهم أكمل أهل عصرهم في التركيب؟ نعم، قد يوجد في عصرهم من هو أقوى في البدن، وأذكى نعم، وأكثر فهماً لكن ما الذي جعل هذا يتقدم وهذا يتخلف، العلم والتعليم والبذل والإخلاص.
يقول الليث بن سعد: "تذاكر الزهري ليلة بعد العشاء حديثاً، وهو جالس متوضئ فما زال ذلك مجلسه حتى أصبح" وهذا كثير، الشيخ عمر بن سليم -رحمه الله- قالوا: في ليلة زواج من زواجاته أشكل عليه معني آية فنزل إلى المكتبة إلى أذان الصبح من تفسير إلى تفسير والوقت يمشي.
قال فضيل بن غزوان: "كنا نجلس أنا ومغيرة نتذاكر الفقه، فربما لم نقم حتى نسمع النداء لصلاة الفجر"، على كل حال الأمثلة كثيرة ومدونة، ولو راجع طالب العلم ينبغي مع علوم الكتاب والسنة أن يقرأ أو يديم النظر في سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وحياة صحابته -رضوان الله عليهم- وسير الأئمة يعني سير أعلام النبلاء من ألذ الكتب يقرأه طالب العلم، ويفيد منه في دروس علمية وعملية في كثير من كتب التراجم، قد لا توجد في غيرها، الطبقات، طبقات المفسرين، طبقات المحدثين، طبقات الحنابلة، طبقات الشافعية، وغيرها يعني لو تقرأ في ترجمة الزريراني من الحنابلة مثلاً يقول لك قرأ المغني ثلاث وعشرين مرة، وفي كل مرة يضع عليه حاشية غير الأولى هذا يحصل, طالب العلم إذا قيل له: اقرأ البخاري قال: ويين البخاري؟ أربع مجلدات، متى ينتهي؟ لا يا إخوة, لا بد أن تقرأ البخاري وغير البخاري، وتوطن نفسك على أنك سوف تكون عالماً، يخرج الله بك الأمة من ظلمات الجهل، لعلنا نكتفي بهذا، وإن كان في أسئلة وإلا شيء، نأخذ منها شيئاً يسيراً، والوقت ضيق، يعني قد تأخرنا على الإخوان ما ودنا عاد نملهم أكثر من هذا.
يقول: بعض طلاب العلم يتبجح بالتفرغ لطلب العلم، ثم هو لا يقوم بالدعوة والإنكار مع حاجة الناس الآن إلى ذلك فما توجيهكم؟
على كل حال العمل لا بد منه، والعمل منه القاصر، ومنه المتعدي، فمن القاصر الإكثار من النوافل، نوافل الصلاة والصيام والذكر وغيرها، ومن النفع المتعدي الدعوة، والأمر والنهي، وأهل العلم يقررون في الجملة أن النفع المتعدي أولى من القاصر، فعلى طالب العلم أن يبذل من نفسه ما يستطيع، وعليه أن يعرف قدر نفسه.
يقول: هل من المناسب لطالب العلم أن يترك الدرس عند الشيخ في بعض الحالات عند الحاجة للدعوة أم ماذا؟
عليه أن يجمع بين طلب العلم والنفع العام من دعوة وأمر ونهي، على أن يكون في أول الأمر الحظ الأكبر والنصيب الأوفر للعلم، ثم بعد ذلك يتفرغ للعمل.
يقول: ألا تلاحظ أن بعض الناس لديه همة في تحطيم الهمة، فلا يعين صاحب الهمة في عمله ويحطمه فما نصيحتكم لهؤلاء؟
نعم، نسمع من بعض الناس: الله المستعان, الدنيا تغيرت، والأوقات نزعت البركة منها، والآن إيش تبي تسوي؟ أنت عندك سيارة, وعندك جوال، وعندك بيت، وعندك أسرة، وعندك تكاليف، وعندك أجور، وعندك فواتير، إيش تطلب العلم؟ نعم، ومع ذلك تطلب العلم بكل ارتياح، ويسر لك من الأسباب ما لم يتيسر لمن سمعنا أخبارهم.
يقول: ما رأيكم فيمن ينتقص ابن حجر والنووي ويقول: أنهم من أهل البدع فلا نقرأ في كتبهم؟
نقرأ في كتبهم، ومع ذلك لا يسلمون من شوب بدعة؛ لكن مع ذلك النفع الكبير في كتبهم وأثر هذه البدع في كتبهم مغمور بالنسبة لما اشتملت به من علم ونفع، من يستغني عن فتح الباري، وشرح مسلم، أو المهذب؟ ومع ذلك لو تولاها أهل العلم بالتعليق عليها، وبيان هذه الأخطاء، كما فعل شيحنا في أوائل فتح الباري.
يقول: هنالك هجمة شرسة على الشيخ الألباني نرجو تبين رأيك فيه ومؤلفاته؟
الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- يعد من المجددين في علم الحديث، فإذا نظرنا إلى أعماله -رحمه الله- ومؤلفاته ودعوته إلى التمسك بالسنة، وإحياء السنة على مقدار نصف قرن، أو أكثر من الزمان، نجزم يقيناً بأنه من المجددين، هذا من حيث الرواية، وأما من حيث الدراية فالتجديد فيها لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، ومؤلفات الشيخ الألباني -رحمه الله- لا يستغني عنها طالب علم.
يقول: الإنسان إذا كان في أمر معين مثل طلب العلم هل يحجم عما لم تكن فيه همة فيه كالدعوة إلى الله؟
هذا تقدم قلنا: لا بد أن يجمع بين هذا على أن يكون النصيب الأكبر في أول الأمر للعلم والتعلم ثم بعد ذلك النفع.
يقول: سمعنا أن لكم تحقيقاً لفتح الباري وكتب مخطوطة فمتى نرى شيء من إنتاجكم؟
على كل حال لنا تعليق قديم على فتح الباري منذ أكثر من ربع قرن؛ لكنه يحتاج إلى إعادة نظر.
يقول: أنا شخص لدي همة لا بأس بها ولكن لم أتمكن من تنظيم وقتي، وكلما نظمته أصابني التفكير في أمور والهم في بعض الأشياء مما يجعلني في بعض الأحيان لا أنام إلا الفجر؟
على كل حال عليك أن تنظم، والترتيب أمر لا بد منه، والتخبط هذا مضيعة للوقت دون جدوى، فمثل ما عندك جدول في الجامعة ضع عندك جدول في البيت، وإذا استشرت عليه من أهل الخبرة والمعرفة من يعينك علي ذلك فهو طيب.
يقول: أنا طالب في كلية الشريعة وأريد أن تبين لي كتب استفيد منها فائدة عظيمة لأقرأها لتزيد من همتي لطلب العلم وحضور الدروس؟
مثل ما ذكرت سير هؤلاء ألائمة أصحاب الهمم العالية إذا قرأتها وتصورت الهدف الذي من أجله تطلب العلم هان عليك كل شيء.
يقول: أنا سوف أتخذ حرفة ارتزق منها في الأيام المقبلة بإذن الله وأريد أن أكون عالماً من علماء الأمة فهل بإمكاني الجمع بينهما أم يشترط لذلك التفرغ للعلم؟
كثير من علماء الإسلام لهم إنجازات ولهم مصادر يتعيشون ويتقوتون منها؛ لكن النصيب الأكبر للعلم، وعليك بالإخلاص.
يقول: همتي لا بأس بها -ولله الحمد والمنة- ولكن تضعف جداً في عدم الترتيب وتقديم الأولويات والتشتت؟
مثل هذا ذكرنا أنه لا بد من جدول، ولا بد من ترتيب للأوقات، وترتيب للكتب التي تقرأ، وكيف تقرأ، وهذه شرحت في مناسبات كثيرة، وفي أشرطة متعددة.
يقول: مشكلتي هي كثرة النوم صحيح أني أعمل وأدرس أو أُدرس بجدية؛ ولكن يذهب عليّ ساعات كثيرة في النوم وقد جاهدت نفسي لأكثر من سنة؛ ولكن بدون جدوى فماذا تنصحني؟
لا شك أن كثرة النوم مرض يحتاج إلى علاج فتراجع فيه الأطباء.
يقول: أعاني من كثرة الهواجس والخواطر والانشغال الذهني بأمور الدنيا فهل هنالك وسيلة لتصفية الذهن وجعل الهواجش والخواطر أشياء مفيدة كمراجعة مسألة وتدبر آية وحديث؟
على كل حال نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر، وإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فاقطع عليك هذه الهواجس وهذه الخواطر بالذكر والقراءة بالتدبر، وشغل الوقت ومغالبة الشيطان؛ لأن الشيطان يريد أن يصدك عن الأعمال الصالحة.
يقول: لدى بعض طلبة العلم همة عالية لكنهم يسيرون في طلبهم بغير خطة واضحة وتجدهم يترددون بين العلوم تارة يدارسون الفقه، وتارة الحديث، وأخرى بغيرهما، ثم لا يحسنون هذا ولا ذاك فماذا تنصحهم؟
مثل ما ذكرنا أنه لا بد من الترتيب للأوقات والكتب والأولويات كيف تقرأ؟ وهل أنت ممن يتشتت ذهنه إذا قرأ أكثر من علم في آن واحد؟ أو أنت ممن يمل إذا حصر ذهنه في آن واحد؟ خذ ما يناسبك أما بكثرة الكتب أو الانحصار في كتاب واحد.
يقول: كيف اضبط برنامجي لطلب العلم علماً أن الدوام الرسمي لدي يبدأ من السابعة إلى الثالثة تقريباً؟
على كل حال من عرف الهدف هان عليه كل شيء، فأنت تأخذ من وقتك وتقتطع منه ما يكفيك لطلب العلم ومن شيوخنا الآن الموجودين من يداوم من الدوام من الثامنة إلى الثانية والنصف، ومع ذلك له أكثر من درس في اليوم، ويقرأ القرآن في ثلاث، ويتبع الجنائز، ويزور المقابر والمستشفيات، ويصل الأرحام، ويضرب في كل باب من أبواب الإسلام بسهم، فالمسألة مسألة عود نفسك.
يقول: أنا شاب أسأل الله أن يوفقني لطلب العلم، وأنا من فترة أطلب العلم وأحفظ المتون فاشعر أنني أصلحت نفسي، وسلكت طريق الصواب المشكلة أنني بين فترة وفترة أقع في معاصي أظنها من الكبائر فتفسد عليّ حفظي، وأخشى أن تحبط عملي، خصوصاً أنها ذنوب خلوات وأشعر أنني منافق، فأنا أمام الناس طالب علم، ثم أسقط في مثل هذه الذنوب العظيمة؟
عليك أن تصدق مع الله -جل وعلا-، وأن تلجأ إليه أن يعصمك من هذه المعاصي، وأن تقطع جميع الوسائل الموصلة إلى هذه المعاصي، وأن تشغل نفسك بما ينفعك.
يقول: نود من فضيلتكم نصيحة للعجب ما الحل؟
ذكرناها في الآفات التي تعوق دون طلب العلم.
يقول: ما نصيحتكم لمن أراد البداية في القرأة في الكتب فما هي الكتب التي تنصحون بالقرأة فيها؟ أو أي كتاب يقع في يدي اقرأه؟
لا، المسالة تحتاج إلى ترتيب أولويات، فطالب العلم لا يبدأ بفتح الباري، ثم بعد ذلك ينقطع؛ لأنه كتاب متين وطويل، يعني لو بدأ بالكرماني أو شرح النووي على مسلم، هذه كتب سهلة، تنتهي بسرعة، بعد ذلك الطالب يتشجع لقراءة ما بعدها.