( 2 )
ولنا وقفة مع كلمة ( خربونا ) .
جاء في " لسان العرب "
( الخَرابُ : ضِدُّ العُمْرانِ ، والجمع أَخْرِبةٌ . خَرِبَ ، بالكسر ، خَرَباً ، فهو خَرِبٌ وأَخْرَبه وخَرَّبَه . والخَرِبةُ موضع الخَرابِ ، والجمع خَرِباتٌ .
قال ابن الأَثير: الخِرَبُ يجوز أَن يكون ، بكسر الخاءِ وفتح الراءِ ، جمع خَرِبةٍ ، كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ ؛ ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ ، بكسر الخاءِ وسكون الراءِ ، على التخفيف ، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ .
وفي التنزيل : " يُخرِّبُونَ بيوتَهم " .
والخُرْبةُ والخَرْبةُ والخُرْبُ والخَرَبُ : الفسادُ في الدِّين ، وهو من ذلك.
وفي الحديث : " الحَرَمُ لا يُعِيذُ عاصِياً ، ولا فارّاً بِخَرَبةٍ " ـ " رواه البخاري ومسلم " ـ قال ابن الأَثير : الخَرَبةُ أَصلُها العيبُ ، والمراد بها ههنا الذي يَفِرُّ بشيءٍ يريد أَن يَنْفَرِدَ به ويَغْلِبَ عليه مـما لا تُجِيزُه الشَّريعةُ .
والخارِبُ : سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً ، ثم نُقِل إِلى غيرها اتِّساعاً . قال : وقد جاءَ في سِياقِ الحديثِ في كتاب البخاري : أَنَّ الخَرَبةَ الجِنايةُ والبَلِيَّةُ . قال وقال الترمذي : وقد روي بِخِزْيةٍ . قال : فيجوز أَن يكون بكسر الخاء ، وهو الشيء الذي يُسْتَحْيا منه. أَو من الهَوانِ والفضيحةِ؛ قال: ويجوز أَن يكون بالفتح، وهو الفَعْلةُ الواحدة منهما؛ ويقال: ما فيه خَرَبةٌ أَي عَيْبٌ ) إ . هـ .
خَرَابَه : الديرة التي كانت عامرة فتخربت .
ومن أمثال العامة قولهم : ( يذن في مسجد خرابه ) أي يؤذن في مسجد خرب .
تقال في الشخص الذي يطيل الكلام بالوعظ والنصح والارشاد، ولا يلقى اذناً صاغية له. وهو تشبيه بقولهم : ( لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ) .
ونقول : لو أحسنا الظن بالمدعو " غازي الشمري " وحملنا الكلمة المذكورة على أحسن المحامل كما قال ابن الاثير " ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ ، بكسر الخاءِ وسكون الراءِ ، على التخفيف ، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ " .
إلا أنه كان من الأجدر به في هذا الموضع أن يترفع عن مثل هذا القول ، فإنه من غير اللائق أن تقول هذه الكلمة لمن أحسن إليك ، لتفاوت الفهم بين بني البشر ، ولوجود مرادف سيء لهذه الكلمة ، ألا وهي " الذم " .
وعليه نرى أن مقولة الحزبي " غازي الشمري " لم تكن مدحاً وإنما كانت في معرض الذم ، والذم فيهم واقع .
وبسبب نفسيته المريضة أراد من ذلك رد إحسان أهل الفضل وجعلهم سبباً في العداوة والبغضاء الواقعة بين دعاة الصحوة ، إذ الشاهد أن هناك سباق محموم بين :
الداعية الـ vib ...
والداعية المهرج ..
والداعية الصاعد .
وواقع حال ـ دعاة الصحوة ـ أن صاروا نجوم للفضائيات ، وأصبحوا أصحاب شركات ومصالح تجارية واستثمارية ، وترتب على ذلك أن باتوا كُـثرا وهم في ازدياد مستمر ، فمع كل فضائية نجد ولادة داعية ومهرج جديد على الساحة الدعوية .
فبدأت بينهم خصومات ونزاعات ومراوغات وذلك على المصالح والنفوذ ، وبدأ كل واحد منهم يحتكر الدعوة له ومن يواليه ، ومواقفهم أصبحت باهتة ضبابية تغلب عليه مصالح ضيقة وتحكمه حسابات مالية غير بريئة ، وصراعاتهم على قدم وساق .
وللتأكيد إلى ما ذهبت إليه .. يؤكد أخرون غيري بأن معنى التخريب الذي ذكره " الشمري " هو المعنى المذموم من الصراعات بين دعاة الصحوة المزعومة .. .. ..
فها هو المتلون " عائض القرني " يرغي ويزبد بكل ( غرور وكبر واســـتعلاء ) مع ثناء وتمجيد على نفسه تدلل على نرجسيته المريضة بأنه الأفضل والأحسن ، مع مراوغة في الثناء على خصومه من دعاة الصحوة المزعومة بأسلوب التحدي والمشتهر بـ ( عندي وعندكم ) .
نشر في موقع " سبق " ... عبد العزيز العصيمي ـ الرياض ... 4 / رمضان / 1431 هـ ـ 14 / 8 / 2010 م .
( عبد العزيز العصيمي : قلت عن البرنامج : " جاكم برنامج سوق عكاظ .. مدمر مزمجر .. قاصف ناسف عاصف .. حاصب مرعب مزلزل .. مدهش مذهل .. أوف أوف يا لطيف " لماذا كل هذه الكلمات المثيرة والمدوية ؟ .
عائض القرني : من باب " نصرت بالرعب " ، لأني قلت للإخوان في " دليل " ، لست مسؤولاً عن تدمير برامج " إم بي سي " في رمضان ، أنا لا أتعمد أن أدمر أي شي من البرامج الأخرى ، لكن حبيت من الله سبحانه وتعالى ، وطلبت ألا يعرض هذا البرنامج قبل صلاة المغرب, حتى لا يفطر الناس في رمضان .
عبد العزيز العصيمي : يعني توعد للمشاهدين بمادة شهية رمضانية ؟ .
عائض القرني : إن شاء الله والميدان بينا يا حميدان ، ومن أراد أن تستثقله أمه بيني وبينه
البرنامج .
عبد العزيز العصيمي : هل هذا تهديد لبعض الدعاة في القنوات الأخرى ؟ .
عائض القرني : أبداًَ ، لا أهدد الدعاة فلهم سلامي وحبي ، ويستطيعون القيام بأشياء لا أستطيعها صراحة ، وأنا دائما أقول : " قد علم كل أناس مشربهم " ، عندهم طاقات ليست عندي ) إ . هـ .
ولزيادة التأكيد إلى ما ذهبت إلية ( و شهد الشهود من أهلها بذلك ) .
1 ـــ كالكاتب الاخونجي البنائي " مهنا الحبيل " في مقالته المعنونة تحت اسم : " إخواننا الدعاة 5 نجوم .. اتقوا الله " .
2 ـــ والكاتب الإسلامي ممدوح إسماعيل ... في مقالته المعنونة تحت اسم : " غروب شمس الداعية المجاهد " .
3 ـــ وكما ذكر صاحب المقالة المعنونة تحت اسم : " مشــــايخ الفضاء " ... والمنشورة في جريدة " الوطن " السعودية ... بتاريخ 12 / رمضان / 1430 هـ ـ 2 / 9 / 2009 م ... العدد 3260 . قائلاً : ( لقد وصل التناحر بين مشايخ الفضائيات لدرجة أن مدير عام قناة الرسالة الدكتور طارق السويدان كان قد صرح لصحيفة عكاظ بقوله : " إن بعض المشايخ المتعاملين مع القنوات الفضائية لا يحبون بعضهم البعض وبلغ بهم الأمر إلى الحسد مما اضطر القناة على حد تعبيره إلى اســــتبعاد أسماء معروفة ولها جمهورها العريض " ) .
ومن " جميل ومضحك " ما قرأت قول الكاتب : ( صدقوني أيها السادة إن الدعوة عند هؤلاء أصبحت تجارة للمكاسب الشخصية الدنيوية فهذا أحدهم يُصرح أن إحـــدى الدول الخليجية " خربتهم " بفنادق السبع نجوم ومقاعد الدرجة الأولى .
ومن أجل ماذا من أجل برنامج أو محاضرة تضيف رصيدا آخر لأرصدتهم البنكية .
ويعلق فضيلته أن هذا المال والنعم هم أولى به من غيرهم لما يحملونه من فكر وقيم وإني لتعروني لذلك دهشة عن أي فكر وقيم يتحدثون في برامج جل ما فيها إجابات سطحية تفوق في سطحيتها السؤال نفسه وبعد أيام يحل رمضان وستجدون ذلك جليا في معظم البرامج والمحاضرات وستسمعون معي الحوار التالي :
المتصل : يا شيخ داعبت زوجتي في نهار رمضان وش حكم صيامي
جواب الشيخ : الله يصلحك وراك ما صبرت لـ الليل ..... لا بأس عليك طيب طيب صيامك مقبول ) .
|