منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > منبر التراجم والتعريف بالشخصيات المشهورة

آخر المشاركات جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2012, 11:03 AM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي ترجمة سماحة الشيخ العلامة محمد حامد الفقى -رحمه الله تعالى-

ترجمة سماحة الشيخ العلامة محمد حامد الفقى -رحمه الله تعالى-
مؤسس أنصار السنة

كثير من الشخصيات الإسلامية التي لعبت دورًا هامًا في نشر المفاهيم الصحيحة للكتاب والسنة مجهولة لكثيرة من الناس وفي هذه العجالة نلتقي مع الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله - .

مولده ونشأته:

ولد الشيخ محمد حامد الفقي بقرية نكلا العنب في سنة 1310هـ الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة. نشأ في كنف والدين كريمين فوالده الشيخ أحمد عبده الفقي تلقى تعليمه بالأزهر ولكنه لم يكمله لظروف اضطرته لذلك. أما والدته فقد كانت تحفظ القرآن وتجيد القراءة والكتابة، وبين هذين الوالدين نما وترعرع وحفظ القرن وسنّه وقتذاك اثني عشر عامًا. ولقد كان والده أثناء تحفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه مبادئ الفقه حتى إذا أتَّم حفظ القرآن كان ملمًا إلمامًا خفيفًا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك.

طلبه العلم:

كان والده قد قسم أولاده الكبار على المذاهب الأربعة المشهورة ليدرس كل واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًا، وجعل الثاني حنفيًا، وجعل الثالث شافعيًا، وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبليًا.

ودرس كل من الأبناء الثلاثة ما قد حُدد من قبل الوالد ما عدا الابن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه فقُبل بالأزهر حنفيًا.

بدأ محمد حامد الفقي دراسته بالأزهر في عام 1322هـ - 1904م وكان الطلبة الصغار وقتذاك يبدؤون دراستهم في الأزهر بعلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو. وكانت الدراسة المقررة كتابًا لا سنوات، فيبدأ الطالب الحنفي في الفقه بدراسة مراقي الفلاح. ويبدأ في النحو بكتاب الكفراوي وهذان الكتابان هما السنة الأولى الدراسية، ولا ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابين.

كان آخر كتاب في النحو هو الأشموني أما الفقه، فحسب المذاهب ففي الحنابلة الدليل، وعند الشافعية التحرير، وعند الحنفية الهداية وعند المالكية الخرشي أما بقية العلوم الأخرى كالمنطق وعلم الكلام والبلاغة وأصول الفقه فكان الطالب لا يبدأ في شيء منها إلا بعد ثلاث سنوات.

بدأ الشيخ محمد حامد الفقي دراسته في النحو بكتاب الكفراوي وفي الفقه بكتاب مراقي الفلاح وفي سنته الثانية درس كتابي الشيخ خالد في النحو وكتاب منلا مسكين في الفقه ثم بدأ في العلوم الإضافية بالسنة الثالثة، فدرس علم المنطق وفي الرابعة درس علم التوحيد ثم درس في الخامسة مع النحو والفقه علم الصرف وفي السادسة درس علوم البلاغة وفي هذه السنة وهي سنة 1910م بدأ دراسة الحديث والتفسير وكانت سنه وقتذاك ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته لفظًا وروحًا.

بدايات دعوة الشيخ لنشر السنة الصحيحة:

لما أمعن الشيخ في دراسة الحديث على الوجه الصحيح ومطالعة كتب السلف الصحيح والأئمة الكبار أمثال بن تيمية وبن القيم. وابن حجر والإمام أحمد بن حنبل والشاطبي وغيرهم. فدعا إلى التمسك بسنة الرسول الصحيحة والبعد عن البدع ومحدثات الأمور وأن ما حدث لأمة الإسلام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار البدع والخرافات والمخالفات.

فالتف حوله نفر من إخوانه وزملائه وأحبابه واتخذوه شيخًا له وكان سنه عندها ثمانية عشرة عامًا سنة 1910م بعد أن أمضى ست سنوات من دراسته بالأزهر. وهذا دلالة على نبوغ الشيخ المبكر.

وظل يدعو بحماسة من عام 1910م حتى أنه قبل أن يتخرج في الأزهر الشريف عام 1917م دعا زملائه أن يشاركوه ويساعدوه في نشر الدعوة للسنة الصحيحة والتحذير من البدع.

ولكنهم أجابوه: بأن الأمر صعب وأن الناس سوف يرفضون ذلك فأجابهم: أنها دعوة السنة والحق والله ناصرها لا محالة.
فلم يجيبوه بشيء.

فأخذ على عاتقه نشر الدعوة وحده. والله معه فتخرج عام 1917. بعد أن نال الشهادة العالمية من الأزهر وهو مستمر في الدعوة وكان عمره عندها 25 سنة.

ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وحدثت ثورة 1919م وكان له موقف فيها بأن خروج الاحتلال لا يكون بالمظاهرات التي تخرج فيها النساء متبرجات والرجال ولا تحرر فيها عقيدة الولاء والبراء لله ولرسوله. ولكنه بالرجوع لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وترك ونبذ البدع و إنكاره لمباديء الثورة (الدين لله والوطن للجميع).

(وأن خلع حجاب المرأة من التخلف)

وانتهت الثورة وصل [ كذا و لعله :و أصر] على موقفه هذا.

وظل بعد ذلك يدعو عدة أعوام حتى تهيأت الظروف وتم إشهار ثمرة هذا المجهود وهو إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية التي هي ثمرة سنوات الدعوة من 1910م إلى 1926م عام إشهارها.

ثم إنشاء مجلة الهدي النبوي وصدر العدد الأول في 1937هـ.

إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1345هـ/ 1926م تقريبًا واتخذ لها دارًا بعابدين ولقد حاول كبار موظفي قصر عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته والاستماع إليه حتى سخَّرُوا له من شرع في قتله ولكن صرخة الحق أصمَّت آذانهم وكلمة الله فلَّت جموعهم وانتصر الإيمان الحق على البدع والأباطيل. (مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ).

تأسيس مجلة الهدي النبوبي:

بعد أن أسس الشيخ -رحمه الله- جماعة أنصار السنة المحمدية وبعد أن يسر الله له قراءة كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم واستوعب ما فيها ووجد فيها ضالته أسس عام 1356هـ في مارس 1936م صدر العدد الأول من مجلة الهدي لتكون لسان حال جماعته والمعبرة عن عقيدتها والناطقة بمبادئها. وقد تولى رياسة تحريرها فكان من كتاب المجلة على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد محمد شاكر، الأستاذ محب الدين الخطيب، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، (أو إمام للحرم المكي)، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش، والشيخ صادق عرنوس، والشيخ عبد الرحمن الوكيل، والشيخ خليل هراس.

أغراض المجلة:

وقد حدد الشيخ أغراض المجلة فقال في أول عدد صدر فيها:
«وإن من أول أغراض هذه المجلة أن تقدم ما تستطيعه من خدمة ونصح وإرشاد في الشئون الدينية والأخلاقية، أخذت على نفسها موثقًا من الله أن تنصح فيما تقول وأن تتحرى الحق وأن لا تأخذ إلا ما ثبت بالدليل والحجة والبرهان الصحيح من كتاب الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم» أهـ.

جهاده:
يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل: «لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله - أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُداهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا».

عاش -رحمه الله- للدعوة وحدها قبل أن يعيش لشيء آخر، عاش للجماعة قبل أن يعيش لبيته، كان في دعوته يمثل التطابق التام بين الداعي ودعوته، كان صبورًا جلدًا على الأحداث. نكب في اثنين من أبنائه الثلاث فما رأى الناس معه إلا ما يرون من مؤمن قوي أسلم لله قلبه كله(1).

ويقول الشيخ أبو الوفاء درويش: «كان يفسر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها ويستخرج منها درر المعاني، ويشبعها بحثًا وفهمًا واستنباطًا، ويوضح ما فيها من الأسرار العميقة والإشارات الدقيقة والحكمة البالغة والموعظة الحسنة.

ولا يترك كلمة لقائل بعده. بعد أن يحيط القارئ أو السامع علما بالفقه اللغوي للكلمات وأصولها وتاريخ استعمالها فيكون الفهم أتم والعلم أكمل وأشمل».

قلت: لقد كانت آخر آية فسرها قوله تبارك وتعالى: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11].

وقد فسرها -رحمه الله- في عدد 6 و 7 لسنة 1378هـ في حوالي 22 صفحة.

إنتاجه:

إن المكتبة العربية لتعتز بما زودها به من كتب قيمة مما ألف ومما نشر ومما صحح ومما راجع ومما علق وشرح من الإمام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.

ومن جهوده كذلك قيامه بتحقيق العديد من الكتب القيمة نذكر منها ما يأتي:
1 - اقتضاء الصراط المستقيم.
2 - مجموعة الرسائل.
3 - القواعد النورانية الفقهية.
4 - المسائل الماردينية.
5 - المنتقى من أخبار المصطفى.
6 - موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول حققه بالاشتراك مع محمد محي الدين عبد الحميد.
7 - نفائس تشمل أربع رسائل منها الرسالة التدمرية والحموية الكبرى.
وهذه الكتب جميعها لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن كتب الشيخ ابن القيم التي قام بتحقيقها نذكر:
8 - إغاثة اللفهان.
9 - المنار المنيف.
10 - مدارج السالكين.
11 - رسالة في أحكام الغناء.
12 - التفسير القيم.
13 - رسالة في أمراض القلوب.
14 - الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
كما حقق كتبا أخرى لمؤلفين آخرين من هذه الكتب:
15 - فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن آل شيخ.
16 - بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.
17 - جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير.
18 - الاختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية لعلي بن محمد بن عباس الدمشقي.
19 - الأموال لابن سلام الهروي.
20 - الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرداوي.
21 - جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود للسيوطي.
22 - رد الإمام عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.
23 - شرح الكوكب المنير اختصار ابن النجار.
24 - الشريعة للآجري.
25- العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لمحمد ابن أحمد بن عبد الهادي.
26 - القواعد والفوائد الأصولية وما يتعلق بها من الأحكام الفرعية لابن اللحام.
27 - مختصر سنن أبي داود للمنذري حققه بالاشتراك مع أحمد شاكر.
28 - معارج الألباب في مناهج الحق والصواب لحسن بن مهدي.
29 - تيسير الوصول إلى جامع الأصول لابن الربيع الشيباني.
30- العقود (لشيخ الإسلام)، [تحقيق، بمشاركة: الشيخ: محمد ناصر الدين الالبانى -رحمه الله- ، (ط).كما جاء في تقديم الشيخ محمد حامد الفقي - رَحِمَهُ اللهُ - للكتاب]

مصير هذا التراث:
هذا قليل من كثير مما قام به الشيخ محمد حامد الفقي في مجال التحقيق وخدمة التراث الإسلامي وهذا التراث الذي تركه الشيخ إذ أن جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت قد جمعت كل هذا التراث.
وقد جاء في نشرتها (أخبار التراث الإسلامي) العدد الرابع عشر 1408هـ 1988م أنها اشترت خزانة الشيخ محمد حامد الفقي كاملةً مخطوطاتها ومصوراتها وكتبها وكتيباتها وقد أحصت هذه تلك المحتويات على النحو التالي:
1 - 2000 كتاب.
2 - 70 مخطوطة أصلية.
3 - مائة مخطوطة مصورة على ورق.

وفاته:
توفي -رحمه الله- فجر الجمعة 7 رجب 1378هـ الموافق 16 يناير 1959م على إثر عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعد أن نجحت العملية أصيب بنزيف حاد وعندما اقترب أجله طلب ماء للوضوء ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعد كلها. وبعد ذلك طلب من إخوانه أن ينقل إلى دار الجماعة حيث توفي بها، وقد نعاه رؤساء وعلماء من الدول الإسلامية والعربية، وحضر جنازته واشترك في تشييعها من أصحاب الفضيلة وزير الأوقاف والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد الحسن والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، والشيخ أحمد حسين، وجميع مشايخ كليات الأزهر وأساتذتها وعلمائها، وقضاة المحاكم.

أبناؤه:
الطاهر محمد الفقي، وسيد أحمد الفقي، ومحمد الطيب الفقي وهو الوحيد الذي عاش بعد وفاة والده.

(1) هما الظاهر، وسيد، وقد توفي الأول وأبوه في رحلة الحج، وأما الثاني فقد مات فجر الجمعة ذي القعدة عام 1377هـ فخطب الشيخ الجمعة بالناس ووعظهم وطلب منهم البقاء على أماكنهم حتى يصلوا على أخيهم.

فجزاه الله خير الجزاء .

فرحم الله هذا العالم الفقيه النحرير، وأن يبدلنا من هو خيرا منه. إنه ولى ذلك والقادر عليه

منقول بتصرف و مع بعض التصحيح.

تنبيه: جمعية أنصار السنة المحمدية الآن انتهجت نهجا مغايرا لما كانت عليه أيام الشيخ فحذر منها أهل العلم.
و جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت أيضا حذر منها أهل العلم و هذا رابط مقالات في الرد على مخالفاتها:
http://m-noor.com/showthread.php?t=12178
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-02-2012, 06:28 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

محاولة قتل العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله، وظهور كرامة له

الحمد لله، وأصلي وأسلم على خير رسل الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فلقد منّ الله عز وجل عليّ بمصاهرة أناسٍ محبين للتوحيد وأهله، ومتعلقين بمجددي السلفية والتوحيد في العصر الحديث تعلقًا عجيبًا قد لا يوصف، كتعلقهم بالعلامة الشيخ محمد حامد الفقي، ومحمد خليل هراس، وعبد الرزاق عفيفي، وغيرهم من مؤسسي ورائدي السلفية في مصر في العصر الحديث، ولاسيما الشيخ الفقي رحمة الله عليه الذي كان لجدهم قصة معه لمحاولة بعضهم قتل الشيخ، ثم ملازمة هذا الجد للشيخ ودفاعه عنه بعد ذلك.
فلما دخلت هذه الأسرة، وعشت معهم، وجدتُ مكتبة عامرة بعدد من الكتب السلفية القديمة القيمة، فسألت عن صاحب المكتبة، فقالوا: هي مكتبة عم عبد الله رحمه الله. (وهو أبو زوجتي).
وهذا الرجل كان ابنًا وثمرةً للحاج (محروس عبد الحي الجمل) الذي حاول مرارًا قتل الشيخ الفقي رحمه الله.
فتحكي لي أم زوجتي أن زوجها عم عبد الله رحمه الله كان وهو طفل صغير يذهب مع أبيه (الحاج/ محروس) للبائعين على الأرصفة وفي الشوارع ليقرأ له اسم (ابن تيمية) و(ابن القيم) من عناوين الكتب؛ فيشتريها الحاج محروس لأنه كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب، ثم لما يذهب للبيت يجعل ولده عبد الله يقرأ له ما فيها، ثم شيئًا فشيئًا حفظ رسم كلمة (تيمية) فيذهب يبحث عن الكتب التي عليها هذا الرسم ليشتريها بنفسه، ثم ورَّثها لابنه عبد الله أبي زوجتي الذي صار بعد ذلك يجمع عامة الناس ليعلمهم التوحيد من كتب شيخ الإسلام وابن القيم.
فسألتها.. يا أم، وكيف عرف الحاج محروس ابن تيمية وابن القيم؟!
فقالت: كان في فترة من الفترات قد نشط الشيوعيون في مصر ونشطت الصوفية ونشط الإخوان المسلمون، وفي نفس ذاك الوقت كان قد نشط الشيخ حامد الفقي رحمه الله في تعليم الناس التوحيد، وتأسيس جمعية أنصار السنة لينطلق منها ومن مساجدها معلمًا الناس، رابطًا لهم بمذهب السلف ومنهجهم، محذرًا إياهم من تلك الفرق المنحرفة التي صدّت الناس عن أصول التوحيد، وكان الشيخ الفقي رحمه الله يجلس بالمسجد شارحًا لكتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل السنة قديمًا وحديثًا، وكان يجتمع في درسه المئات من التجار، والعمال، والفلاحين، وغيرهم من مختلف فئات الشعب ذاك الوقت.
وكانت هذه الدروس تؤثر في كثير من الناس مما أدى لاغتياظ مناوئي الشيخ لاسيما الشيوعيين الذين كانوا يصدون الناس عن دعوته وعن الحضور عنده، فلما يئسوا عزموا على قتله، فراحوا يبحثون عن أحد يمشي خلفه ليطعنه بسكين ويقتله، فاختاروا من بين الناس الحاج (محروس عبد الحي الجمل) وقالوا له: كيف تسمع هذا الرجل السيء الذي يفرق الأمة؟! وكيف تواظب على دروسه ونحن بحاجة للاستقلال وللحرب ومقاومة الفساد.
و غير ذلك مما نادى به شعب مصر تلك الفترة.
وظلوا به حتى أقنعوه بقتل الشيخ الفقي؛ فأعطوه سكينًا، وقالوا له: استغل أي فرصة واقتله، وأرحنا منه.
وبالفعل، أخذ منهم السكّين ووضعها في جيبه (داخل الجلابية البلدي المعروفة بمصر) وظل يمشي خلفه في كل مكان ليجد فرصة لطعنه.
وذات مرة صعد الشيخ الفقي على المنبر وخطب عن التوحيد فجاء الحاج محروس متربصًا، فجلس تحت المنبر وعزم على طعن الشيخ ما أن ينزل من على المنبر.
فخطب الشيخ وظل يتكلم عن الله عز وجل، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وتوحيده بإلهيته، وما أن انتهى الشيخ من الخطبة إلا وقام الحاج محروس مُقبِلا عليه، معانقًا له بشدة، وظل يحتضنه، وعيناه تذرفان، ويقول له: لقد أتيت لأقتلك يا شيخ فسامحني، وما رأيتك إلا وأنت تعرِّفنا بالله ولا تذكر لنا إلا الله، ولا تتكلم إلا عن الله، سامحني يا شيخ.
فتبسم له الشيخ وسامحه وأكرمه وأحسن إليه، وصارت بينهما صُحبة قوية، وصار يمشي مع الشيخ ليدافع عنه ضد من يحاولون قتله من غلاة الصوفية والشيوعية والتكفيريين والإخوان المسلمين وغيرهم من مختلف الفِرق.
وعاش الحاج محروس بعد ذلك محبًّا للتوحيد، مدافعًا عن أهله، حريصًا على كتب التوحيد برغم أميته، مربيًا ولده عبد الله على حب الاعتناء بالتوحيد وأهل التوحيد، إلى أن صار العم عبد الله إمامًا وخطيبًا في أحد المساجد، وكان يجمع الناس ليعلمهم التوحيد كذلك، ويجادل القسيسين والنصارى بالتوحيد، ويحبب المسلمين في التوحيد.
ومات العم عبد الله ابن الحاج محروس متأثرًا بسحر من أسحار القسيسين من كيدهم به، ودعوته التي أثرت عليهم، ولكنه ورّث تلك الكتب السلفية النافعة لأبنائه، إلى أن صارت في أيدينا الآن، والحمد لله.
فرحمة الله على الجميع، ودمر الله أعداء التوحيد.
ونسأل الله أن نظل موحدين سلفيين، وأن يحشرنا مع خير النبيين محمد الصادق الوعد الأمين.
وكتب
الفقير إلى عفو ربه القدير
أبو مارية أحمد بن فتحي الزيني
سامحه الله
ما يُستفاد من هذه القصة:
- فضل الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله، ودفاعه المستمر عن توحيد الله، والدعوة إليه، وتقديم الغالي والنفيس في سبيله إذ إنه كان يعلم ويسمع أن كثيرين يريدون قتله، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن دعوته، وكان دائم الصبر في سبيل تبليغ دعوة الله عز وجل.
- ظهور كرامة للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله إذ صار بسببه القاتل محبًّا للتوحيد، حارسًا لأهله.
- كيد أعداء التوحيد والسنة لأهل الحق منذ فجر الدعوة إلى يوم القيامة.
- حسن الخاتمة لأهل التوحيد الخالص، إذ مات الحاج محروس رحمه الله على السنة، وورّث من بعده علمًا نافعًا برغم أميته.
- يبارك الله في أهل وأبناء أهل التوحيد الخالص. يقول الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِن رَّبِّكَ}
- يجعل الله لسان صدق للموحدين عبر الأزمان والدهور، ويخلد ذكرهم، ويبارك فيما خلفوه من نوافع.
- وهنا فائدة جليلة أحب أن أدونها، وهي:
الله الله في دعوة العوام للتوحيد والسلفية. لا تستهينوا بهذا.
وكما كان العلامة ريحانة اليمن مقبل الوادعي يقول دائمًا: استوصوا بالعوام خيرًا؛ فإن فيهم الخير. أو كما قال رحمه الله.
وللعلم والفائدة: فإن السبب الرئيس في معرفة العلامة حامد الفقي التوحيد وتركه الأشعرية والتصوف هو رجل عامي فلاح كان يحرث الأرض!!
نصح الفلاح ذاك العالم الفقي بقراءة كتب السلف وعددها له وذكرها، وناقشه، وأوصاه بنشرها؛ فعمل الشيخ بالنصيحة فكانت خير نصيحة، من خير عامي لخير عالم.
فلا تستهينوا بدعوة العوام، واعلموا كذلك أن هذا العامي الذي نصح الشيخ الفقي كان يحضر عند عالم كبير يسمى: الرمَّال.
وهذا العالم كان موقوفا وممنوعا من التدريس في مصر (وهو غير معروف، لكن ذكره الشيخ الفقي رحمه الله وحكى قصته) فكان يجمع العوام الفلاحين والعمال والكناسين يعلمهم التوحيد؛ فخرج منهم ذاك الرجل الذي كان سببا في توبة الفقي!! فاعتبروا يا أهل السنة.
وغير ذلك كثير من العبر المستفادة، وإنما هذا ما يسعني ذكره، والله أعلم.
جعلنا الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
حقوق النشر محفوظة لكافة المسلمين
بشرط عدم الزيادة والنقص والتحريف، واتقاء الله في ذلك
مع العزو الأمين
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ}

منقول من شبكة سحاب السلفية:
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=111189
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-02-2012, 07:33 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

قصة الفلاّح الفقير الذي علّم الشيخ محمد حامد الفقي ( ت 1378 هـ ) التوحيد وطريق السلف !

قال الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله- :
أنا درست في جامعة الأزهر، ودرستُ عقيدة المتكلِّمين التي يدرسونها، وأخذتُ شهادة الليسانس، وذهبتُ إلى بلدي؛ لكي يفرحوا بنجاحي، وفي الطريق مررت على فلاح يفلح الأرض، ولما وصلتُ عنده قال: يا ولدي اجلس على الدِّكَّة - وكان عنده دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها - وجلستُ على الدِّكَّة وهو يشتغل، ووجدتُ بجانبي على طرف الدِّكَّة كتابًا، فأخذتُ الكتاب ونظرتُ إليه، فإذا هو كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" لابن القيم، فأخذت الكتاب أتسلَّى به، ولما رآني أخذتُ الكتاب، وبدأتُ أقرأ فيه، تأخَّر عني، حتى قدر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتاب، وبعد فترة من الوقت - وهو يعمل في حقله، وأنا أقرأ في الكتاب - جاء الفلاح، وقال: السلام عليك يا ولدي، كيف حالك؟ ومن أين جئتَ؟ فأجبتُه عن سؤاله، فقال لي: والله أنت شاطر؛ لأنك تدرَّجت في طلب العلم، حتى توصلت إلى هذه المرحلة، ولكن يا ولدي أنا عندي وصية، فقلت له: ما هي؟ قال الفلاح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا، في أوروبا، في أمريكا، في أي مكان، ولكنها ما علَّمَتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً، قلت: ما هو؟ قال: ما علمتك التوحيد، قلتُ له: ما هو التوحيد؟ قال الفلاح: توحيد السلف، قلت له: وما هو توحيد السلف؟

قال له: انظر كيف عَرَف الفلاح الذي أمامك توحيد السلف؟
قال له: هي هذه الكتب:
كتاب "السُّنة" للإمام أحمد الكبير، وكتاب "السُّنة" للإمام أحمد الصغير، وكتاب "التوحيد" لابن خُزَيمة، وكتاب "خلق أفعال العباد" للبخاري، وكتاب "اعتقاد أهل السُّنة" للحافظ اللالكائي، وعدَّ له كثيرًا من كتب التوحيد، وذكر الفلاح كتب التوحيد للمتأخِّرين، وبعد ذلك كتب المتقدِّمين - إنه الفلاح الفقيه - وبعد ذلك ذكر كتب شيخ الإسلام "ابن تيميَّة" و"ابن القيم"، وقال له: أنا أدلُّك على هذه الكتب، إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك، لا تتأخر، ارجع رأسًا إلى القاهرة، فإذا وصلت إلى القاهرة، ادخل "دار الكتب المصرية"، ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتُها كلها فيها، ولكنها مكدَّس عليها الغبار، وأنا أريدك أن تَنْفُض ما عليها من الغبار وتنشرها.

وكانت تلك الكلمات من الفلاح البسيط الفقيه قد أخذت طريقها إلى قلب الشيخ "حامد الفقي"؛ لأنها جاءت من مخلص.

============
ضمن حوارٍ مع الشيخ حماد الأنصاري رئيس قسم السُّنة وأستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
في حديث مع مجلة "التوحيد"
أجرى الحديث جمال سعد حاتم
نُشرت بمجلة التوحيد المصرية، عدد 22 رجب 1417هـ.

منقول.
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 AM.


powered by vbulletin