يا عبد المالك : كأنّي بك ... !!؟
ياعبد المالك :
كأنّي بك لمّا رأيت من كان غرّا ، ممن هو على شاكلة ( حلبيّ (!) ) ) و ( مأربيّ (!) ) و ( رحيليّ (!) ) و ( هلاليّ (!) ) و (مشهور (!) ) و( حجوريّ (!) ) و ( حربيّ (!) ) و ( حوينيّ (!) ) و ( عرعور (!) ) و ( شريفيّ (!) )... وهلمّ جرّا ؛ قد كَلِبُوا على شيخنا الوالد وحَرِبُوا ، وألّبوا عليه الدّهماء ، وحرّضوا عليه الغوغاء ، قلبت له ظهر المجنِّ مع من تقلّب وقلب ، و مدحت من في شيخك قد قدح وسبّ ، وافترى وكذب ... !
ياعبد المالك :
كأنّي بك قد فارقت الجماعة مع المفارقين ، وخذلتنا مع المخذّلين ، وخنتنا مع الخائنين ، ورحت تكيد لربيعنامع الكائدين ، وتخوض مع الخائضين ، ولم تكن مع الصّادقيين ، فلا أنت للوالدنا قد آسيت ، ولا أنت في نصحك للأمانة قد أدّيت ... !
ياعبد المالك :
كأنّي بك لم تكن تريد بـ : ( المدارك ) وجه ربّك ، ولم تكن في منهجك على بيّنة من دينك ، مع أنّك كنت فينا أوثق منّا بأنفسنا ، معدودا من ذوي الألباب عندنا ، فما الذي قد غرّرك ، و عن منهج شيوخك قد غيّرك ... !
ياعبد المالك :
كأنّي بك قد اغتالتك أهواءهم الفاسدة ، و أزهقتك آراءهم الكاسدة ، فصرت تقول بقولهم ، وتتمايل كتمايلهم ، متأثرا بهم ، قد غرّك ظاهرهم ، حتّى خفي عليك أمرهم ، وهذا حالك .. ، فما نقول في مريديهم ؛ الذين هم أتبع لهم من ظلّهم ، وأطوع لهم من شراك نعالهم ... يسبّون من سبّوا ولو كان إماما من الأئمّة ، ويثنون على من هبّ ودبّ ممن مدحوا حتى ولو كان بهيمة ... !
ياعبد المالك :
كأنّي بك قد تعكّرت مواردك ، وتكدّرت عليك مصادرك ، و اختلط علمك ، وذهب فهمك ، فيا شماتة الحاسد حيث صرت لهم كالمثل والشّاهد ، فإن قلنا لهم دعوا كِذْبَتَهم وامضوا حيالها ، احتجّوا علينا بأنّ عبد المالك قد قالها ...!
كل المصائب قد تمرّ على الفتى *** وتهون غير شماتة الحسّاد
ياعبد المالك :
كأنّي بك قد أصابك الشّك وارتبت ، وللشّبهة قد انحزت ، وكنّا نظن أنّ مثلك لا يتضعضع ، و إنّما هي جفوة وتَحُول ، ونبْوة كسحابة صيف لا تلبث أن تقشّع و تزول ، فما بالها قد طالت و طالت ، بل استقرّت وربت ... !
فيا سبحان الله !
ياعبد المالك :
ألا تؤمن بالمعاد ، والوقوف بين ربّ العباد ، أتدافع عن أولئك ، المنتهجين أضلّ المسالك ، أأمنت العقاب ، أما تخاف النّقاش يوم الحساب ... !
ياعبد المالك :
كأنّي بحلم صدرك لم يسعه تطاول نصحي ، وعظيم منزلتك ! لم تحتمل دلي وإرشادي، فإن كنت بريئا ! فوالله إني صادق .
وصلى الله على نبيّنا محمد ، وعلى آله ، وصحبه ، وسلّم .
أبوربيع نورالدّين بن العربيّ آل خليفة