انظر للمقال بعين الشرع لا بالعواطف المجردة
المكان
💧بلاد الحجاز💧
الزمان
💧القرون المفضلة💧
الحدث
عبدالملك بن مروان يخالف الشرع ويخرج على خليفة المسلمين الصحابي الجليل: عبدالله بن الزبير - رضي الله عنه - بعد أن بايعت له اﻷمصار،
ويرسل عبدالملك الحجاج بن يوسف ليحاصر ابن الزبير في مكة ويرمي الكعبة بالمنجنيق فتحترق، ثم يقتل ابن الزبير ويصلبه.
ماذا فعل أهل ذاك الزمان؟!
كان في ذلك الزمن كبار الصحابة - رضي الله عنهم - كابن عمر وأنس بن مالك وغيرهم، فلم يخرجوا على الخليفة المتغلب عبدالملك بن مروان والحجاج بن يوسف، - رغم بطشه وجبروته - ولم يتظاهروا، ولم يحتجوا، ولم يحرضوا الناس، بل بايعوا، وسمعوا، وأطاعوا، وصلوا خلف الحجاج،
لماذا؟!
ﻷن عندهم توجيه نبوي من خير الرسل - صلى الله عليه وآله وسلم - حين قال:
(أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)
وقوله: (وإن تأمر) أي: لم تختاروه بأنفسكم، بل تغلب بالقوة، مع كراهتكم له، وعدم رضاكم به،💧
ماذا كانت نتيجة التزامهم بهذه الوصية؟؟!!
استتب اﻷمن في بلاد المسلمين، واستقرت أحوالهم، وأمنوا من الفتن، وتفرغ المسلمون للفتوحات، حتى وصلوا إلى الصين شرقا، واﻷندلس غربا.
وفي زمن آخر!
المكان
💧بلاد مصر💧
الزمان
آخر الزمان، حين قل العلم، وكثر الجهل، وابتعد الناس عن هدي النبوة💧
الحدث
قائد الجيش المصري يخالف الشرع ويخرج على رئيس مصر ويقوم بعزله وسجنه.
ماذا فعل أهل هذا الزمان؟!
خرجوا إلى الشوارع محتجين، واعتصموا وتظاهروا، ودعوا للعصيان، وحرضوا الناس على الجيش، ووصل اﻷمر لتكفير الجيش وقائده،
ماذا كانت نتيجة ذلك؟!
انتشرت الفوضى في البلد، وتفرق الناس، وانعدم اﻷمن، وكثر القتل والنهب، وتسلط الجيش على الناس، وضعفت بلاد مصر كثيرا، ودخلت في متاهة مظلمة، ومستقبل مجهول.
ختاما
قال اﻹمام مالك -رحمه الله - :
(لا يصلح آخر هذه اﻷمة، إلا بما صلح به أولها)💧
منقول
__________________
روى البخاري وغيره عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ » . سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -.
|