04-22-2013, 12:43 PM
|
العضو المشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 1,073
شكراً: 0
تم شكره 61 مرة في 56 مشاركة
|
|
الجواب عن الإشكال في قوله تعالى {أأمنتم من في السماءِ} بأن الظرف محيط بالمظروف | الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
الجواب عن الإشكال في قوله تعالى {أأمنتم من في السماءِ} بأن الظرف محيط بالمظروف
الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في كتاب (شرح العقيدة الواسطية):
"لكن هنا إشكال وهو أن {في} للظرفية، فإذا كان الله في السماء و{في} للظرفية فإن الظرف محيط بالمظروف. أرأيت لو قلت: الماء في الكأس فالكأس محيط بالماء وأوسع من الماء، فإذا كان الله يقول: {أأمنتم من في السماءِ} فهذا ظاهره أن السماء محيطة بالله، وهذا الظاهر باطل، وإذا كان الظاهر باطلاً فإننا نعلم علم اليقين أنه غير مراد الله لأنه لا يمكن أن يكون ظاهر الكتاب والسنة باطلاً. فما الجواب على هذا الإشكال؟ قال العلماء: الجواب أن نسلك أحد طريقين:
1- فإما أن نجعل السماء بمعنى العلو، والسماء بمعنى العلو وارد في اللغة بل في القرآن، قال تعالى: {أنزلَ منَ السماءِ ماءً فسالتْ أوديةٌ بقدرها} والمراد بالسماء العلو لأن الماء ينزل من السحاب لا من السماء التي هي السّقف المحفوظ، والسحاب في العلوّ بين السماء والأرض كما قال تعالى: {والسّحابِ المسخّرِ بينَ السّماءِ والأرضِ} فيكون معنى {من في السماءِ} أي: مَن في العلو، ولا يوجد إشكال بعد هذا فهو في العلو ليس يحاذيه شيء ولا يكون فوقه شيء.
2- أو نجعل {في} بمعنى (على) ونجعل السّماء هي السّقف المحفوظ المرفوع، يعني: الأجرام السّماوية، وتأتي (في) بمعنى (على) في اللغة العربية بل في القرآن الكريم، قال فرعون لقومه السّحرة الذين آمنوا: {ولأصلّبنّكمْ في جذوعِ النّخلِ} أي: على جذوع النّخل. فيكون معنى {من في السماءِ} أي: من على السماء. ولا إشكال بعد هذا." أهـــ.
|