السؤال الأول: كان بعض الدعاة في بلدنا يشغلون العوام بالرد على المخالفين؛ فما دور طلاب العلم والدعاة في الدعوة إلى الله؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فهاكم -بارك الله فيكم- أيُّها المسلمون والمسلمات الجواب على السؤال الأول من الأسئلة المطروحة، والمعروضة علينا هذه الليلة؛ أقول -وبالله التوفيق-:
أخرج البخاري في كتاب العلم عن أمير المؤمنين -رابع الخلفاء الراشدين- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله؟!"
وروي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- وغيره: "ما أنت بمحدث الناس بأمر لم تبلغه عقولهم إلاَّ كان لبعضهم فيه فتنة".
فالواجب على الداعية إلى الله على بصيرة أن لا يُحدِّث الناس إلا بما تدركه عقولهم، وأَلاَّ يشوش عليهم، والردُّ على المخالفين هو أصل من أصول السنة، من أصول الدعوة السلفية، فلابدَّ من الرد على المخالف؛ ولكن بقدر ما تنتشر المخالفة.
فإذا كان هؤلاء العوام قد وصلت إليهم المخالفات التي ينشرها أهل البدع والهوى؛ فلابدَّ من بيان الصواب، ولابد من بيان الحق، ولا أعلم داعية على بصيرة صاحبَ سنة، وعنده حكمة، إلاَّ وهو يخاطب العوام والخواص بما لهم فيه فائدة ومنفعة، ولا أعلم صاحب علم وحلم وحكمة يتعمَّد التشويش على المستمعين له، والحاضرين عنده. نعم.
منقول من ميراث الأنبياء