أضيف تنبيه الثاني عشر:وهومهم جداًالآوهوعدم الأخدعن المجاهيل لأن هذا العلم دين ودين الله أحق أن يطلب إليه العدول.كماقال بهزرحمه الله
ومن هذاقول ابن سيرين رحمه الله :(إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ)(1)
وقال الامام النووي _رحمه الله _(ولا يتعلم إلا ممن تكلمت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون)(2)
وساق الخطيب البغدادي _رحمه الله _بسنده إلى أبي طاهر أحمدبن عمروبن السرح قال حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ أَبُو يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ , بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ: فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ , الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ - فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ - ثُمَّ أَخْذِهِ يَعْنِي الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ الَّذِينَ وَرِثُوهُ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَهُمْ يَقِينًا بِذَلِكَ , وَلَا تَأْخُذْ كُلَّمَا تَسْمَعُ قَائِلًا يَقُولُهُ ": سَلَامٌ عَلَيْكَ , , فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَنْ كُلِّ مُحَدِّثٍ , وَلَا مِنْ كُلِّ مَنْ قَالَ , وَقَدْ كَانَ بَعْضُ مَنْ يُرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ دِينُكُمْ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ عَنْهُ دِينَكُمْ)(3)
وساق بسنده إلى أَبي غَسَّانَ يَعْنِي زُنَيْجًا , قَالَ: سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ أَسَدٍ " إِذَا ذُكِرَ لَهُ الْإِسْنَادُ الصَّحِيحُ , قَالَ: هَذِهِ شَهَادَاتُ الرِّجَالِ الْعُدُولِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ , وَإِذَا ذُكِرَ الْإِسْنَادُ فِيهِ شَيْءٌ , قَالَ: هَذَا فِيهِ عُهْدَةٌ , وَيَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ عَلَى رَجُلٍ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ثُمَّ جَحَدَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَخْذَهَا مِنْهُ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ , فَدِينُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُؤْخَذَ مِنَ الْعُدُولِ)(4)
والمجهول الأصل فيه التوقف وعدم الأخدعنه للأنه لايؤخدالعلم إلاعمن عُرف بالإستقامة.
إذ:الْإِنْسَانُ خُلِقَ ظَلُومًا جَهُولًا فَالْأَصْلُ فِيهِ عَدَمُ الْعِلْمِ وَمَيْلُهُ إلَى مَا يَهْوَاهُ مِنْ الشَّرِّ......)(5)
ليس كمايقوله البعض أن الأصل في الإنسان العدالة، لأن الوصف بالعدالة وصف زائدعلى الإسلام.
قال الخطيب _رحمه الله _( فَثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّ الْعَدَالَةَ شَيْءٌ زَائِدٌ عَلَى ظُهُورِ الْإِسْلَامِ , يَحْصُلُ بِتَتَبُّعِ الْأَفْعَالِ وَاخْتِبَارِ الْأَحْوَالِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ)(6)
ومعرفة العدالة تحتاج إلى خبرة وسبر.
كماقال ابن الأثير_رحمه الله _في(جامع الأصول)(1/75)
( والعدالة لا تعرف إلا بخبرة باطنة، وبحث عن سريرة العدل وسيرته).
كذلك ممايجب التنبه له في باب (العدالة)أن(العدالة لاتثبت بالهيئة الظاهرة)(7)
فعن يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ: عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ ضَعِيفٌ؟ قَالَ:(إِنَّمَا يُضَعِّفُهُ رَافِضِيُّ مُبْغِضٌ لِآبَائِهِ , وَلَوْ رَأَيْتَ لِحْيَتَهُ وَخِضَابَهُ وَهَيْئَتَهُ لَعَرَفْتَ أَنَّهُ ثِقَةٌ(8)
قال الحافظ الخطيب البغدادي معلقاً: فَاحْتَجَّ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الْعُمَرِيَّ ثِقَةٌ بِمَا لَيْسَ حُجَّةً , لِأَنَّ حُسْنَ الْهَيْأَةِ مِمَّا يَشْتَرِكُ فِيهِ الْعَدْلُ وَالْمَجْرُوحُ)
والله الموفق .
والحمدلله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1)رواه مسلم في (مقدمة صحيحه)(صــ14)
(2)التبيان في آداب حملة القرآن:1/47ط ابن حزم)
(3)الكفاية1/471)ت أبي إسحاق الدمياطي)
(4)الكفاية1/265)ت أبي إسحاق الدمياطي)
(5)مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام:14/38)
(6)الكفاية1/277)ت أبي إسحاق الدمياطي)
(7)(التعليقات الرضية على المنضومه البقونية:صــ31)
(8)الكفاية1/311)ت أبي إسحاق الدمياطي)
|