إتحَافُ الخلان بالرد على ما تنشره بعض وسائل الإعلام من إنتقاص وسب وشتم حكومة الملك سليمان - أدام الله عزها -
إِتــحَــافُ الــخِـــلَّان ، بِالرد على ما تنشرهُ بَعض وسائِل الإِعلام ، من إنتقاص وسب وشتم ، حكومة الملك سلمان ، - ادام الله عزها - .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحَمدُ الله ربِّ العَالمَين ، والصَّلاة والسَّلام على خَير خَلق الله أجمَعين ، وعلى آلِهِ وصحابتِهِ الغُرِّ المَيَامين ، وعلى أتباعِهِ المُكرمين ، ومَن اقتفَى أَثَره ، واستنَّ بسُنَّته ، وسَلَك سبيله إلى يَوم الدِّين .
وبَـعـدُ :
فإنَّ نعمَ الله - عزَّ وجلَّ - على عباده كثير لا تُعدُّ ولا تُحصى ، أنعم عليهم بالإيجاد من العدم ، وامتنَّ عليهم بأنواع النِّعم ، أنعم بسلامة الأبدان ، والأمن في الأوطان ، وتفضل عليهم بالأموال والأرزاق ، إلى غير ذلك من النِّعم .
وأعظمُ نعمة أنعم الله بها على أهل الأرض ، أن بعث فيهم رُسلَه الكرام ، لهدايتهم إلى الحقِّ وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، قال تعالى : {وَلَقَد بَعَثنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ واجتَنِبُوا الطَّـ'ـغُوتَ} ، وقال ايضا : {وَمَآ أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِى إلَيهِ أَنَّهُ لَآ إِلَـ'ـهَ إِلَّآ أَنَا فَاعبُدُونِ} ، وقد ختم الله تلك الرسالات برسالة نبيَّنا محمد ، فبعثه برسالة كاملة عامَّة خالدة ؛ فهي باقية إلى قيام الساعة ، وعامة للثقلين الجنِّ والإنس ، وكاملة لا نقص فيها ، قال تعالى : {اليَومَ أكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وأتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلَـ'ـمَ دِينًا} ، وقال عليه الصلاة والسلام : «والذي نفسي بيده! ، لايسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ، ثمَّ يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلَّا كان من أصحاب النَّار»[1] .
وقد أوجب الله على المسلمين الحكم بهذه الشريعة التي جاء بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم ، قال تعالى : {ومَن لَم يَحكُم بِمَّا أَنزل اللَّهُ فَأُولئِك هُم الفاسِقُون} وقال ايضا : {وَمَا اختَلفتُم فِيهِ مِن شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَى اللَّهِ} ، وقال : {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرجًا مِّما قَضَيتَ ويُسَلِّمُوا تَسلِيمًا} ، فالواجب على المسلمين الحكم بشريعة الإسلام والتحاكم إليها ، وترك القوانين الوضعية التي وضعها البشر ؛ لأنَّ الشريعة وحيٌ من الله الحكيم العليم ، وهي مشتملة على تحصيل مصالح العباد في الحال والمآل ، وهي مُنزَّلة من الله المتَّصف بكل كمال ، المُنزَّه عن كل نقصان ، وهي مستقرة ثابتة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وأما القوانين الوضعية فهي قاصرة لقصور البشر ، ومتغيَّرةٌ متبدِّلةٌ ، والفرق بين شريعة الإسلام والقوانين الوضعية كالفرق بين الخالق والمخلوق!![2] .
وبعد هذهِ المقدمة (التي أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها) سأقف في هذا المقال وقفتين - بإذن الله - .
- الوقفة الأولى :
[المملكة السعودية تحكم]
[بالشريعة الإســلامـيــة]
إني بحثتُ ، منذُ فترة ليست بقريبة عن «طريق سير قوانين والمَّحاكم بل ومناهج جل الدول الإسلامية في العالم» فلم أجد دولة تُحكم الشريعة الإسلامية وتُطبقها مثل المملكة العربية السعودية - أعزها الله وحفظها من كل سوء ومكروه - .
وقد صدق الشيخ العلامة عبد الله بن حميد - رحمه الله وطيب ثراه - حيث يقول :
فتحكيم الشريعة الإسلامية مفقود من جميع نواحي المعمورة ، سوى هذه المملكة الإسلامية (يعني : السعودية) ، أيدها الله وأدام تمسكها بهذا الدين الحنيف[3] .
فقل لي بربك ، هل توجد بلد - الآن - تقام فيها الحدود!! ، وهل توجد بلد - الآن - تُدرس فِي مدارسها العقيدة الصحيحة! ، ويُدرس فيها الصحيحين! ، وسبل السلام! ، وبداية المجتهد! ، وكتب الراقِية التي تحرر الأذهان والوجدان والعقول ، وتعود بالشباب وطلاب العلم إلى ذلك المكان العالي الذي تربعه أهل السنة والجماعة في عهد الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا! ، قل لي بربك هل هناك بلد يُفعل فيه هذا؟![4] .
قلت :
لا وربي ، غير المملكة السعودية ما وجدتُ! .
ثم إعلموا - يرعاكم الله - أن هذا البلد الطيب الطاهر (المملكة السعودية) لا يطعن فيها ولا ينتقصها إلا كل مخالف للكتاب والسنة؟!
● ربما يقول القائل :
وكيف ذاك ؟!
◎ أقول :
لان هذه الدولة قامت على دعوة صحيحة من أساسها ؛ وهي دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ، قامت على الدعوة إلى التوحيد ، ونبذ الشرك! ، قامت على الدعوة السلفية ، ونبذ الحزبية! ، فكل مخالف لمنهج السلف هو عدو لهذه الدولة .
● فيقول آخر :
طيب وهل كل الذين في المناصب في هذه المملكة سلفيين؟!
◎ أقول :
قال العلامة ربيع المدخلي كما في كتابة «اللباب صـ(240)ـفحة» :
لو وصل الخرافي أو المنحرف عن العقيدة والمنهج السلفي لو تبوأ أعلى المناصب ، فإن أنفه في التراب ويتظاهر بالمنهج السلفي الذي قامت عليها هذه البلاد .اهـ
[تعليق] :
الله أكبر ، حتى وإن بلغ أعلى المناصب يتظاهر بأنهُ سلفي! ، ياله من فضل عظيم ، فضل الله به هذه البلاد عن باقي بلدان العالم ، وعز أتَى الله به لها ، وما ذلك كله إلا بسبب تمسكها (بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة) .
- الوقفة الثانية :
[جهود خادم الحرمين الشريفين]
[داخل وخارج المملكة]
قد قرأت بعض التعليقات صدرت من بعض الإعلاميين السفهاء[5] يطعنون وينتقصون ويلمزون ويغمزون في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله وبارك فيه وفي اهله وماله وولده - ، في الوقت الذي يثنون فيه ويقدسون أهل الحلول! ، وأهل الضلال! ، وأهل الرفض! ، ويقدسون فيه ويحترمون أهل البدع والخراب والدمار أمثال المخلوع : محمد مرسي - عامله الله بعدله - ، والمخلوع : علي عبدالله صالح ، وغيرهم .
● قد يتسأل المرء ، ولماذا هذا الطعن والغمز ولمز في الملك سلمان؟!
◎ أقول :
كيف لا يطعن فيه وهو الذي حارب أهل البدع والضلال ، فمن أول رئيس في العالم أعلن أن داعش جماعة إرهابية؟! ، وأعلن الحرب عليها؟! ، ومن صنف حزب الإخوان المفسدين حزب إرهابي ، وأعلن ملاحقتهم؟! ومن أول من تتدخل في اليمن الشقيقة لحرب الحوثيين الزنادقة ، واستنزف جيشهُ وميزانية بلده؟! ، ومن سلح ودعم الجيش اللبناني دون مقابل ، فقط لوحدة وطنهم وسيادة قانونهم؟! ، ومن استقبل عن ما يقارب (2.5) مليون مواطن سوري ، واوضحوا المسؤلين على أن (المملكة) حرصت على عدم التعامل معهم كالاجئين!! حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم ، ومنحت مئات الآلاف منهم الإقامة النظامية ، أسوة ببقية المقيمين ، بل إن جهوده شملت دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة في كل من الأردن ولبنان ، ومن الذي سوى وضع الألاف من اليمنين ، وعمل لهم إقامة ، بل بلغني من أحد المشايخ في اليمن لما كان في جيبوتي الفترة القليلة الماضية أن خطوط اليمنية للطيران من جيبوتي لليمن (بالمجان!) وذلك لانها على حساب الملك سلمان؟! ، ومن يُؤيد ويدعم الجيش الليبي - اعزه الله واكرم جنده - ضد الخوارج! وغيرهم ، ومن يُؤيد ويدعم الجيش المصري - اعزه الله واكرم جنده - ضد الإخوان وأنصار بيت المقدس وغيرهم ، كل هذه الأفعال - بحمد للَّه - تخدم مصالح الأمة الإسلامية ، فهل بدل أن يُجزى بالإحسان من قبل هؤلاء يجزى بطعن والإساءة! ، هذا إن دل يدل على مرض هذه القلوب .
وإني - أقسم لكم بالله - أنه لا يتكلم في الملك سلمان إلا أحد ثلاث :
رافضي ملعون!! ، أوخارجي خبيث!! ، أو جاهل!! .
وبهذا القدر أختم مقالي ، والحق أن الكلام عن فضل المملكة وفضل حُكامها يطول ، وهذا ما تيسر لي ذكره الآن ، والله اعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
ــــــــــــــــــــــــ
[1]رواه مسلم (153) .
[2]مستفاد من رسالة العدل في الشريعة الإسلامية ، للعلامة عبدالمحسن العباد (4 - 5) .
[3]الدرر السنية (16/191) ، منقولة .
[4]مستفاد من كتاب اللباب ، للعلامة ربيع المدخلي (240) .
[5] وأقصد ايضًا بالإعلاميين بعض دعاة الفضائيات .
■ كتبه :
أبوالزبير محمد بن أبي بكر الليبي
- عفا الله عنه -
|