02-20-2013, 12:50 PM
|
موقوف - هداه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
|
|
الشَّيخ بلقاسم بن ارْوَاقْ ... الكاتب العام للجنة الدِّعاية
الشَّيخ بلقاسم بن ارْوَاقْ ... الكاتب العام للجنة الدِّعاية
فصلٌ مستل من الكتاب الفذّ :
الشَّيخ بلقاسم بن ارْوَاقْ: سيرته ومنهجه الإصلاحي
أعدَّهُ: الشَّيخ السَّلفي أبو محمّد سمير سمراد - حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد مضي خمس سنوات على تأسيس جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين رأى مجلسها الإداري أن يخطو "خطوة جديدة" ، فقد قرَّر المجلس الإداري في الجلسة المنعقدة في يوم 14 من شهر رجب الفرد عام 1355هــ الموافق 1 أكتوبر 1936م ، تأسيس أربع لجان فرعيَّة لأعمال خصوصيَّة وهي لجنة الأدب ، ولجنة الدِّعاية ولجنة التَّعليم ، ولجنة الإصلاح الاجتماعي ، ثمَّ نشرت القوائم المفصَّلة للجان وأسماء أعضائها ، فوقع الاختيار على الشَّيخ بلقاسم ضمن "لجنة الدِّعاية" ، حيث ورد اسمه مع تحديد مسؤوليَّته ، فعيَّن الشَّيخ السَّعيد الصَّالحي رئيسا لها ، والشَّيخ عبد اللَّطيف القنطري نائبًا له ، وتولَّى الشَّيخ بلقاسم مهمَّة الكاتب العام لهذه اللَّجنة : " رواق أبو القاسم كاتب عام ، قسنطينة " ["البصائر" ، العدد (38) ، 23 رجب 1355هــ ، 9 أكتوبر 1936م ، ص6]
أمَّا "لجنة الدِّعاية" ووظيفتها ، فهي : تثبيت مبادئ الجمعيَّة بين الجمهور وتحسين سمعتها وردُّ المفتريات عنها ، وتتوسَّل إلى ذلك بتعليم أصول الدِّعاية إلى أعضاء الجمعيَّة ويجب على هذه اللَّجنة أن تعرض آراءها على المجلس الإداري " ["البصائر" ، العدد (86) ، 8 رمضان 1356هــ ، 13 نفامبر 1937م ، ص3-5]
[الشَّيخ سمير سمراد-حفظه الله-] : وإنَّ وقوع الاختيار على الشَّيخ بلقاسم لهذه المهمَّة ، لم يكن عشوائيًّا وها هو المجلس الإداري يؤكِّد ذلك ، ويذكر أنَّه في تقسيمه المشايخ على هذه اللِّجان كان : " مراعيًا كلِّ عضو اختصاصه القريب بأعمال الخاصِّ واللَّجنة والقوَّة النَّفسيَّة الَّتي يعهدها في كلِّ عضو " [العدد 38/ص6] أمَّا بالنِّسبة لـــ بلقاسم ،فإنَّه لقوَّة نفسه وكفاءته وأهليَّته اختارته إدارة "الشِّهاب" نائبًا متجوِّلاً لها ، وتقدَّم من مهامٍّ النَّائب "الدِّعاية" لمجلة "الشِّهاب" مرآة الإصلاح والمصلحين ، وتبليغ دعوتها ، ولاشكَّ أنَّ السَّنوات الَّتي قضاها بلقاسم في هذا الميدان أكسبته تجارب ، وقد تقدَّم شيءٌ عن محنته مع خصوم الإصلاح
وانطلاقًا من دور اللَّجنة وعملها ، وتجسيدًا لوظيفتها ، وفي سبيل ردِّ المفتريات على الجمعيَّة ، وترسيخ مبادئها في إنكار كلِّ بدعة محدثة ، وقمع كلِّ ضلالة ، حرَّر الشَّيخ بلقاسم ، بيانًا ، نُشر في جريدة "البصائر" على ثلاثة أجزاء وعنوانه : "الزَّردة رأس كلِّ شرٍّ – فاجتنبوها أيُّها المسلمون !" بيان من الكاتب العام للجنة الدِّعاية
فأظهر براعةً في الكتابة ، وبرهن بذلك على كفاءته وأهليَّته ، وإنَّ الشَّيخ بلقاسم ، الَّذي كان أثناء سنة 1936م لا يزال بقسنطينة يأوي إلى عرين الأسد ، وما مضي زمنٌ حتَّى نزل الميدان ، معلِّمًا في برباشة ، لَهُوَ واحد من أعضاء الجمعيَّى العاملين ، وجنودها المخلصين ، وهو في طليعة من عناهم تقرير المجلس الإداري بقوله : " لجمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين جنود تعتزُّ بهم وتفاخر ، وتعتد بقوَّتهم وتباهي ، وهم أسنَّتها المشرعة في الجلاد ، وألسنتها الذّلقة في الجدال ، وسهامها النَّافذة في مقاتل الضَّلال ، وطالما رمت بهم في المعارك الفكريَّة فقرطسوا وأصابوا ، وقذفت بهم في الميادين العلميَّة فسبقوا وجلوا ، هؤلاء الجنود هم أعضاؤها والعاملون ما بين مشايخ مدرِّسين على مشربها وأساتذة معلِّمين على منهاجها ، وخطباء مقايل في نشر مبادئها ، وشعراء لسن في إذاعة مفاخرها ، وكتَّاب بارعون في مختلف الأغراض ... هؤلاء الجنود هم حملة الأمانة ، وهؤلاء هم دعائهم الحركة الإصلاحيَّة في الدَّعوة إليها والعمل بها ، وهؤلاء هم سلاح اليوم ، وذخيرة الغد وعتاد المستقبل ... وقد مضت سنوات والمجلس الإداري المتمتِّع بثقة هؤلاء الجنود في كيفيَّة تنظيم هذه القوات وإعدادها فعليًّا للأعمال النَّافعة ، وتشريكها في السِّياسة العمليَّة ... وتوزيعها على الميادين " ، وإنَّ الشَّيخ بلقاسم قد أخذ بنصيب وافر من هذه الصِّفات ، لاسيما في اختصاصه الَّذي أهَّله ورشَّحه ليكون الكاتب العام للجنة الدِّعاية ، وقد تقدَّم ذكرُ وظيفتها
|