عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-22-2010, 02:59 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله:
بارك الله فيك أخي رشيد وجزاك خيرا فقد كفيتني ما كنت ناويا أن أكتبه بخصوص هذا الموضوع ولكن أضيف إضافات لعلها تكون نافعة في هذا المقام:
01- ينبغي التنبه إلى أن كثيرا من الإخوة -وفقهم الله- يستشهدون بكلام لبعض أهل العلم ممن يكفر بإحدى المباني الأربع -أو ببعضها- على أن تارك عمل الجوارح بالكلية -و أقصد بها الصورة التي ذكرها الشيخ حمد العتيق في توضيح معنى جنس العمل- ليس بكافر. وهذا في الحقيقة غلط واضح لأن كل من كفر بإحدى المباني الأربع فإنه يرى أن ما كفر به هو جنس العمل الذي ينبغي للرجل أن يأتي به حتى يكون مسلما فعلى هذا لا يصح ألبتة الاستدلال بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية أو كلام الشيخ العلامة ربيع لأنهما ممن يرون كفر تارك الصلاة -على تفصيل في المسألة عند شيخ الإسلام-.
02- ليس كل من لم يكفر بإحدى المباني الأربع يكون من أهل السنة. بل ينظر في مأخذه و منزعه فإن كان يرى عدم كفر تارك الصلاة -مثلا- لأن الأعمال-ومنها الصلاة- غير داخلة في مسمى الإيمان فإنه يكون بهذا من أهل الإرجاء المذموم. أما إن كان يرى أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وأن الصلاة من الإيمان ولكنه لم يكفر بتركها فهذا قول من أقوال أهل السنة -والخلاف في هذه المسألة عالي وكماقيل: الخلاف العالي غالي- لا يشنع فيه على المخالف ولا يكون مُرجِيا بسببه.
03- أن صورة المسألة التي ذكرها الشيخ حمد العتيق نظرية لا تطبيقية كما أشار إلى ذلك الأخ رشيد الرويسي و المقصود منها بيان التلازم التام بين الظاهر والباطن عند أهل السنة ومباينةُ المرجئة.
04- أن بعض أهل العلم الأفاضل قد يفهم من كلامه -وتحريره يحتاج إلى الاستفصال- أن أهل السنة اختلفوا على قولين في حكم تارك عمل الجوارح بالكلية بين مكفر ومفسق .و لكنه في الوقت ذاته يرى كفر تارك العمل بالكلية فهذا غاية غلطه أن وهم في حكاية الخلاف إذ المسالة مجمع عليها بين أهل العلم ولا خلاف فيها كما حكاه جمع من الأئمة وهو ظاهر كلام الشيخ العلامة ربيع في تعليقه على الصورة التي نقلها عن الشيخ حمد العتيق .
05- أنك تجد بعضهم يقول بالتلازم بين الظاهر والباطن -وهذا هو أصل المسألة- ولكنه في الصورة محل النزاع -تارك عمل الجوارح بالكلية- ضعُف عن تطريد الأصل السابق فيها فقال بوجود أصل الإيمان مع زوال العمل بالكلية وكان اللازم عليه أن يقول بزوال الإيمان لزوال العمل.
فالذي أدين الله به أن صاحب هذا القول قد أخطأ وخالف إجماع المسلمين في هذه المسألة و وافق المرجئة في هذه الجزئية الدقيقة -وإن كان يخالفهم في أصولهم- ولكن لا يبدع بمثل هذا القول والله أعلم.
06- كثير من الناس نسب للشيخ الألباني القول بعدم تكفير تارك عمل الجوارح بالكلية والسبب في ذلك بعض العبارات الموهمة التي صدرت من الشيخ. والشيخ -في حقيقة أمره- لا يقول بهذا القول و لا يدين الله عزوجل به كما في شرحه على الأدب المفرد-وقد نقله الأخ رشيد- وكما بينه بعض مشايخ السنة كالشيخ السحيمي و الشيخ محمد بازمول وغيرهم جزاهم الله خيرا.

هذا ما خطر بالبال و سال به المداد.

وفي الختام أقول كما قال الأخ أبو عبد الله رشيد الرويسي:( هذا والقول بعد هذا كلّه قول العلماء بارك الله لنا في علمهم).

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.