هل اصبحت المصالح والمفاسد ذريعة لمخالطة اهل البدع ؟!!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن اتبع هداه اما بعد:
من المعلوم ان اكثر المشاكل التي تحدث سواء بين السلفيين فيما بينهم او مع الحدادية الغلاة او المميعة الجفاة يكون سببها مسائل منهجية وعلي رأسها الهجر.
فيذهب الحدادية الي الهجر المطلق بدون مناصحة او بيان
ويذهب المميعة الي مخالطتهم والجلوس معهم والذهاب للرحلات معهم بأسم الدعوة واللين مستندين في كلامهم علي فهمهم الخاطئ لأحدي القواعد السلفية الا وهي قاعدة ((درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح))
فتراهم يخالطون اهل البدع بأسم الدعوة السلفية !!
واذا قلت له يا فلان ان هذا الشخص مبتدع ويجالس في المبتدعة وقد تبين له الحق ونوصح ولم يرجع....... رد عليك قائلا يا اخي عليك باللين ويجب مراعاة للمصلحة والمفسدة علما بأنه هو نفسه لا يعرف معني المصالح والمفاسد
لذلك احببت ان انقل كلام اهل العلم في بيان المصالح والمفاسد المترتبة علي الهجر وبيان ان هجر اهل البدع كله مصلحة وليس فيه من المفاسد ما يدعيه هؤلاء المميعة وبيان ان اكبر مفسدة هو مخالطتهم والجلوس معهم.
قال الشيخ العلامة احمد بازمول حفظهالله :
(ان النصوص الشرعية عامة وواضحة وظاهرة في هجر اهل البدع والتحذير منهم دون استثناء زمان او ربطها بمصلحة كما يدعيه الحلبي وزعمهم ان ذلك بسبب تغير الزمان والنظر في المصالح يعتبرتحكما وتدخلا في النصوص الشرعية بل حكي الاجماع جماعة من اهل العلم كالصابوني والبغوي علي هجر اهل البدع والاهواء مطلقا)صيانة السلفي ص 225
وقال ايضا ( ثم لو تأملت كلام العلماء في هجر اهل البدع ومراعاة مصلحته في الهجر تجد مرادهم ان كان المهجور اذا كان المهجور ينتفع بالنصيحة ويرجي قبوله للحق وإلا لو كان معندا داعيا الي ضلاله فهم يرون الهجر وجوبا )الصيانة ص 231
وللعلم قد اورد الشيخ بازمول بابا كاملا اسماه (هجر اهل البدع كله مصلحه)
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
(كون المبتدعة عندهم شئ من الحق فهذا لايبرر الثناء عليه اكثر من المصلحة ومعلوم ان قاعدة الدين ((درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح)), وفي معاداة المبتدع درء المفسدة علي الامة ترجح علي ما عنده من المصلحةالمزعومة ان كانت ولو اخذنا بهذا المبدأ لم يضلل احد ولم يبدع احد لأن ما من مبتدع الا وعنده شي من الحق و عنده شي من الالتزام)ظاهرة التبديع والتفسيق (74)
وسئل فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله :
هناك من يقول لا يجوز هجر المبتدع الا اذا كانت عناك مصلحة.
فكان الجواب:
الاطفال هم الذين يحددون المصالح والمفاسد !!
طالب العلم الصغير مصلحته تكمن في الفرار من اهل البدع فقد جربنا كثير وكثيرا ممن كان يلتزم بالمنهج السلفي بهذا التمييع ضاعوا وخرجوا من المنهج السلفي واصبحوا اعداء وخصوما لأهله
فأنا اري ان الشاب المبتدأ في العلم عليه ان ينجوا بدينه كما كان كبار السلف يغلقون اذانهم ويفرون من سماع الكلمة من المبتدع خشية ان يقذف الشيطان في نفسه فتنة فلا يستطيع الخلاص منها ومن هؤلاء النبلاء العلماء الفضلاء ايوب السختياني وابن سيرين وغيرهم .
اما العالم الذي منحه الله طاقتا وثباتا وعرف ذلك في نفسه فعليه ان يغزوا اهل البدع بدعوته وبيانه واقامة الحجج عليهم اما الشاب فلا يخالطهم ولا يجالسهم ولايناضرهم بل عليه ان ينتقي العلم النافع من منابعه الاصيله ويتمكن ويرسخ في العلم فإذا رسخت قدمه في العلم ورأي من نفسه الكفاءة في التأثير علي اهل البدع واقامة الحجج عليهم وجر كثير منهم الي الهدي فليفعل وإن الف من نفسه ضعفا وعجزا ولو كان عالما فلا يقربنهم وعليه بتعليم اهل السنة ومخالطتهم وبث الخير فيهم وهي هي المصالح الصحيحة ودرء المفاسد مقدم علي جلب المصالح وما كل طفل يقدر المصلحة ولكن هؤلاء ميعون وقد ادركوا انهم نجحوا في نقل الشباب السلفي من مكانته الشريفة الي الحضيض ( شريط مسائل في المنهج )
وقال الشيخ ربيع حول المصالح والمفاسد في الهجر كلام اخر حيث قال :
إن هذه المصلحة التي يتحدثون عنها واسرفوا في الحديث عنهاوحرفوا المصالح بارك الله فيكم ولبسوا فيها حتي اهملوا مصلحةالشاب الذي يخاف عليه من مخالطة اهل البدع اهملوا مصلحته وقذفوا به في اوساط اهل البدع فضل كثير من الشباب المغرور المخدوع بمثل هذه الشبهات الي ان قال وقضية الهجران في صالحك فهجر لأنك تخاف علي نفسك من مخالطة اهل البدع يفسدونك ويحرفونك عن منهج الحق فالمصلحة الواضحة هنا ان تحتفظ بدينك وتحتفظ بعقيدتك وتحافظ علي سلامة دينك هذه المصلحة يجب ان توضع في الاعتبار.
وهناك الكثير والكثير من كلام الشيخ ربيع نحو هذا الكلام وهو معلوم وموجود في كتبه واشرطته وقد اوردها شيخنا احمد بازمول في كتابه صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله :
بعض الناس يكرر ان الهجر لأجل مصلحة المهجور
فإن لم يكن صلاح للمهجور فلا هجر !
هذا غير صحيح ابدا !!!
فإن الهجر ينظر فيه الي الجانبين الي صلاح المهجور و الي صلاح الهاجر صلاح المهجور بعودته واستقامته علي الحق ورجوعه اليه وصلاح الهاجر اذا لم يستطع اعادة هذا الانسان الي الحق فلا اقل من ان يسلم هو
ملاحظة : إن اكثر الكلام الذي ذكرته اعلاه قد نقلته من كتاب صيانة السلفي للشيخ احمد بازمول
واليك اخي الفاضل بعض الاثار السلفية التي جمعتها في هذا الباب
قال ابن بطة العكبري رحمه الله
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئًا مما ذكرناه أي: من البدع،وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلكيظهر السنّة
دُعي أيوب السختياني إلى غسل ميت ،فخرج مع القوم ، فلما كشف عن وجه الميت عرفه ،فقال : " أقبلوا قبل صاحبكم فلست أغسله ، رأيته يماشي صاحب بدعة"
" قال البربهاري: " وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره ، فإن الذي أخفى عنكأكثر مما أظهر ، وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقاً فاجراً صاحب معاصظالماً وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته ، وإذا رأيت الرجلعابداً مجتهداً متقشفاً محترفاً بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولاتمشي معه في طريققال عبد الله بن عمر السرخسي عالم الخزر قال : " أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلكابن المبارك فقال : لا كلمته ثلاثين يوماًقال الإمام أحمد – رحمه الله -: " إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، طبقاتالحنابلة ( 1/196قال يحيى بن أبي كثير: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره " شرح أصول اعتقادأهل السنة والجماعة للآلكائي [1/137]قال ابن عون- رحمه الله-:(من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع
)قال ابن بطة العكبري : " لقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم – يعنيأهل البدع والأهواء – فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم , فما زالت بهمالمباسطة, وخفي المكر , ودقيق الكفر, حتى صبوا إليهم "
وقال الإمام أحمد رحمه الله : ((لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عنالسنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير))
- "قال الإمام أحمد – رحمه الله -: " إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، طبقاتالحنابلة ( 1/196)"
وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
كتبه
أبو محمد معتز الدرسي الليبي
25 ذو الحجة 1378
الموافق 1 - 12 - 2010
التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد معتز الدرسي ; 12-02-2010 الساعة 02:40 PM
|